أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - أسئلة مسرحية تبحث عن أجوبة















المزيد.....

أسئلة مسرحية تبحث عن أجوبة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


أسئلة مسرحية تبحث عن أجوبة
* لماذا يبدو الإنكار الشديد عند أتباع المسرح الحديث للنص ؟
** لكل عصر ثقافته الخاصة المعبرة عنه ، فمع تطور العصور تتطور الحاجات وتجتهد العقول في ابتكار ما يحقق لها حاجاتها . ففي العصور القديمة عوض العقل البشري نقص حاجاته بالتخيل والخيال الأسطوري ، فكانت ( افتح ياسمسم ) وكان خاتم سليمان (شبيك لبيك) وكانت البلورة المسحورة التي يرى فيها الناظر ما يحدث في قصر إمبراطور الصين مباشرة . ومع ظهور النظريات العلمية في العصر الحديث انجز العقل البشري الأوروبي تكنولوجيا تمكن الإنسان المعاصر من دخول من الأبواب بمجرد ظهوره أمام باب الأوتيل أو المول بدون أن ينادي اقتح ياسمسم
وتمكن بلمسة من إصبعه أن يرى على شاشسة التليفزيون ما يحدث في أي مكان من العالم مباشرة بدون لمس خاتم سليمان أو فتح القمقم ، فتمكنمن تحقيق ما يرغب بلمسة من أصبعه بدون حاجة لجني القمقم وشبيك لبيك .
وباختراع التليفزيون والموبايل وشبكة النت والفيسبوك أصبحا المعلومات والمعارف المصورة والمنقولة عبر الشاشات أسرخ وأيسر في الانتقال عبر الهواء نقلا فوريا لجميع سكان الأرض ، والصورة لغة عالمية . وكما تأثرت الحياة الثقافية بظهور تلك التكنولوجيا الحديثة تأثرت الفنون عامة والمسرح خاصة .
ومع انتشار الدعوة عالميا لثقافة العولمة التي لا تقر بهوية قومية ، وتدعو لثقافة العولمة الأمريكية ، تخفف المسرح في الغرب من النص المعتمد على لغة الحوار ، الذي يحتاج إلى ترجمة في لغة البلاد الأخرى . ولا ننسى الدعوة لفكرة موت المؤلف التي نادي بها نقادغربيون منهم ( رولان بارت) وتأثر بها مسرحيون غربيون منهم المخرج الإنجليزي إدوارد جوردون كريج الذي حول الممثل إلى ( سوبر ماريونيت) ووصف شكسبير وموليير – في كتابه في فن المسرح ترجمة دريني خشبة – بأنهما متطفلان على فن المسرح . وكذلك لجأ جروتفسكي إلى التعبير الجسدي بديلا عن لغة الحوار . ومن هنا تأثر كثير من المسرحيين العرب والمصريين بجروتوفسكي .
نخلص مما تقدم إلى أن الدعوة لانكار النص ليست وليدة الآن ولكنها ظهرت مع فكرة موت المؤلف التي أطلقها الناقد الفرنسي ( رولان بارت)

* لماذا يعتبر البعض أن اعتماد المسرح على العرض والصورة ولغة الجسد هو المعبر أو الجسر ، الذى يعبر عن حداثة الفكر الإنساني ، إذا كانت هناك ثمّة علاقة بيينهما.
** تقوم الحداثة على تعدد المعنى الواحد للنص أو للعرض ، بديلا عن حالة التوحد أو الإندماج – بالنسبة للجمهور في عرض مسرحي – أو تلقى نص أدبي أو مسرحي بالقراءة ، حيث يخرج كل متلق بالمعنى الذي قصده المؤلف . لم يعد هناك إندماج في ظل مستجدات التكنولوجيا المعاصرة التي تمكن الإنسان في أي مكان على الكرة الأرضية من الاتصال بأي شخص في أي مكان علىسطح الأرض .
ومع تعدد المعارف وتعددت أساليب التعبير مع تعدد المذاهب الفكرية والمذاهب الأدبية والفنية مرورا بالكلاسيكية والرومنتيكية والطبيعية والواقعية والتعبيرية والرمزية و والدادية والسيريالية والتكعيبية والمحمية والعبثية والتسجيلية ، مع خصوصية كل مذهب أو مدرسة مسرحية أو فنية بأسلوب يميزها عن غيرها ويحقق لها موضوعاتها وتصور قيمها والفكر السائد في عصرها . هكذا تغيرت وسائل التعبير في المسرح مع ظهور عصر الصورة ، فتداخلت أساليب المسرح مع أساليب الدراما التليفزيونية التي تعتمد على الصورة وتجعل لغة الحوار داعمة للصورة .
ولأن لكل عصر ثقافته وأفكاره السائدة ، كذلك كانت لعصرنا وسائل تعبيره عن تلك الثقافة وعن تلك الأفكار ـ فأصبحت الصورة ولغة الجسد في المسرح هي المعبرة عن الفكر الإنساني المعاصر في عصر العولمة.والخداثة وما بعدها.
* هل يرسم تاريخ النص خرسطة الإبداع الإنساني ؟
** لآن النص الأدبي أو المسرحي تعبير عن فكر وتعبير عن مجتمع أوتعبير عن الإنسان وعن صراعه من أجل حياة أفضل ، يتغير بتغير المذهب أو المدرسة الأدبية أو المسرحية ، وبتغير المجتمع وبتغير العصر ، حيثيتطورالتعبير الفني والمسرحيبتطور المجتمعات وتنوع الثقافات والأفكار من عصر الأساطير ، إلى عصر الخرافات ـ إلى عصر النهضة فالعصر الحديث عصر الآلة ةعصر الأيديولوجيات والقلسفات ، وعصر النظريات العلمية الكبري ، وفي مراحل تطور النص والعرض المسرحي يكشف المسرح في النص وفي العرض عن قيم ذلك المجتمع وعن ثيم العصر وتأثيرات الفلسفة عليه وتأثيرات الابتكارات العلمية في الفكر وفي الإنجازات التكنولوجية الحديثة ، ومثال ذلك :
- ارتبطت نظرية المحاكاة في الفنون والمسرح في العصر القديم بهدف التطهير ، وظلتسائدة مع تغير المذاهبوالمدارس المسرحية والفنية ، إلىأن ساد الفكرالايديولوجي في الفلسفة فظهرت نظرية التغريب المسرحي متأثرة بفلسفةالاغتراب عند الفيلسوف هيجل . وكذلك عبر المسرح عن دور اللاوعي وانعكاساته على النفس البشرية فظهر ذلك التأثر بنظريةفرويدفي المسرح التعبيري وظهر أثر نظرية النشوء والتطور للعالم دارون في المذهب الطبيعي وفي المسرح الطبيعي في مسرح الفرنسي إميل زولا وفي منهج الإخراج الطبيعي عند الفرنسي أندرية أنطوان اعتمادا على عنصري ( عوامل الوراثة و عناصر البيئة ) وظهرت أفكار الفلسفة الماركسية في المسرح الملحمي والثنائية الجدلية لما يعرف بالرائع والمشوه، وإعادة تصوير محتمل للحادثة التاريخية وتغريبها ليحكم عليها العصر من جديد حكما جديداعصربا. وهكذا نرى أن تاريخ النص يرسم خريطة تنوع الإبداع الإنساني بتنوع الفكر في ثقافة كل عصر .
* هل يعد النص إداة إعاقة لعملية الإبداع المسرحي ؟
** لا بالطبع . وإلا مارأينا نصوصا المسرح اليونانيللكبار ( إسيخلوس ، سوفوكليس ، يوربيديس ، أرستوفانيس) مازالت مقرةءة ومعروضة على كل مسارح العالم في مختلف لغاتها عبر العصور ، حتى عصرنا القرن 21 . وكذلك نصوص عصر النهضة مارلو وبن جونسون وشكسبير ، ونصوص القرن 17 راسين وكورني وموليير ، ونصوص هنريك إبسن الواقعية ونصوص جورج برنارد شو الواقعية الفكرية ونصوص تشيخوف الواقعية الرومنسية ونصوص جوركي الواقعية الإشتراكية ، ومازالت نصوص سترنبرج ونصوص جوته ونصوص مسرح الملحمي ومسرح العبث تقرأ وتطبع وتدرس وتمثل وتعرض على المسرح .
ولكن الرؤى تختلف في الإخراج تبعا لمناخج الإخراج فالكلاسيكية والطبيعية والواقعية والملحمية والعبثية تعتبر النص هو أساس العرض . لكن مناخج الإخراج منها المترج الذي يساعيد خطاب النص فلا يغير فيه شيئا ومنها التفسيري الذي بضع رؤية المهرج الموازية لخطاب المؤلف ، ومنها التأويلية التي تفكك النص ، فتفكك مضامينه وتفكك نسق بنائه الدرامي ، فتستبدل الصورة محل مواقفدرامية أو مقاطع خوارية ،ومنهاالإخراج السينوجرافي الذي يعتمد على الصورة ولغة الجسد والتعبير الحركي مزاحمة للغة الحوار أو نافية لها لتحل الصورة ولغة الجسد كليا محل الحوار . كما في عروض فرقة الرقص المسرحي عند وليد عوني الذي تأثر بالمخرجين البولنديين ( كانتور وباربا ومونجييك ، وتأثر بمنوشكين ) وهم في الأصل مصممون سينوغرافيين تحولوا إلى الإخراج المسرحي .
والخلاصة أن النص المسرحي لم يكن أبدا عائقا للإبداعالمسرحي عند من تأسست ثقافته وتحصيله المسرحي تأسيسا حقيقيا ، حتى في أفضل حالات التوهج الخيالي عند المخرج المسرحي المعاصر . النص باق بقاء الزمن مهما تغيرت صور تداوله بين المخرجيين سيظل النص هو الأساس الباقي على شكل كتاب مطبوع .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح وقضايا المجتمع
- سينوغرافيا في عروض المسرح المصري - مناقشة رسالة علمية -
- جماليات الساكن والمتحرك في معرض منحوتات درامية
- مشروع إخراج نص مسرحي - مس جوليا-
- في منهجية مناقشة الرسائل العلمية في البحوث السينمائية
- معمار الدور المسرحي
- خطاب التسلط بين السياسة والمسرح
- دعونا نحتسب !!
- حيرة الممثل وتعدد مناهج أداء المونودراما التعاقبية
- على هامش الإبداع
- مقاربات في نقد عرض مسرحي
- مباهج الحكي التراثي ودراما اللاشكل - مسرح عز الدين المدني -
- الفاعل الفلسفي في الدراسات المسرحية
- سارتر وقضية الالتزام
- الإيقاع وروح الشعر
- الديالوج في دراما الصورة الغنائية بين الغناء والقوالة – عبد ...
- الخطايا السبع للبرجوازي الصغير
- - تجديد ذكرى علم من أعلام العلم والأدب
- توفيق الحكيم وبهرام بيضاني في محكمة العدل
- الدراماتورجية بين الإخرج الحداثى الاستعادي ل (مارا – صاد) وم ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - أسئلة مسرحية تبحث عن أجوبة