أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - العنوسة في العراق















المزيد.....


العنوسة في العراق


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 07:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يشهد المجتمع العراقي درجة عالية من العنوسة وتأخر سن الزواج بين اعمار 18 الى 45 سنة. وذكرت جريدة الجيران بتاريخ05/ 12/22 إحصائيات تقول ان نسبة الفتيات العوانس في العراق تزيد على 30%, واصبحت فئة كبيرة من الفتيات العراقيات يشعرن انه لم يعد مقبولا ان ينتظرن حتى ياتي اليهن شخص يتقدم للخطوبة او الزواج لانهن قد ينتظرن طويلا جدا . فبدأن يسعين للمبادرة في اقامة علاقات مع الشباب ، ويحدث هذا بعيدا عن انظار العائلة ، فهن يحاولن ان يجذبن انتباه نظر الشاب سواء بلبسهن احيانا كثيرة في المبالغة بالاحتشام ، او بمشيتهن او بسلوكهن . انهن يعتقدن ان هذه هي وسيلة للفت انتباه الجنس الاخر ، وهذا كله يأتي من خوفهن من شبح العنوسة واحيانا يدفعهن هذا لسلوكيات غير مقبولة مع الأسف. هذه الظاهرة لم تكن موجودة بهذا الشكل في الثمانينات وما قبلها في العراق .اليوم لا تكاد تخلو عائلة عراقية من عدد من العوانس في البيت او عدد اقل منه من العزاب ضمن محيط القرابة العائلية . كنت طالبة في جامعة الموصل في بداية السبعينات وكانت نسبة الاناث 33% في جامعتي و نسبة المحجبات 3% وكان ينظر الى هذه القضية كمسألة طبيعية جدا ، فتنال المحجبة كل الاحترام وليس من يضغط عليها بنزع او ارتداء الحجاب . ولم تتفنن في حينها بلبس الحجاب كما تعمل اليوم الشابة العراقية , ليس موضوعي هوالحجاب لكن وجود الحجاب هو دليل التخوف من العنوسة لدى الشابة العراقية بالاضافة الى وجود عوامل اخرى ساذكرها لاحقا . وقد شجعني اليوم منظر وسلوك الشابة العراقية لاكتب عن هذا الموضوع .
خسر العراق شبابه بسبب الحروب التي شنها الطاغية على ابناء شعبه اولا ثم على الدول الجارة ثانية . وتفيد بعض الاحصائيات ان العدد الذي فقد من الشباب فقط في هذه الحروب هو اكثر من مليون ، اذن اصبح لدينا مليون امراة شابة تنتظر زوج لا تستطيع ان تحصل عليه . واليوم تشكل المراة العراقية 60% من سكان العراق اذن الفارق الكبير يفرض علينا ايجاد بعض الحلول للتخلص من هذه الظاهرة المريضة في المجتمع .
تلت الحروب الحصارالقاسي الذي طال 13 عاما , لم يكن عند الشاب العراقي اي مورد مالي ليفكر ببناء عائلة حتي عام 2003 ، بعد سقوط صدام اخذت فئة غير قليلة من الشباب تجد عملا وتكسب قليلا من المال وانفتح باب الزواج ولو اجرينا احصائية سنجد ان اعلى نسبة للزيجات منذ 13عاما هي عام 2004 . ولا زالت نسبة العنوسة عالية ومن اهم اسبابها :
1- الاسلوب التقليدي بالزواج وهو عن طريق الخطوبة يتقدم الشاب لخطبة فتاة . تجري المباحثات في العائلة الكل يتدخل الكبير والصغير من النساء والرجال والمعني به ( الشابة ) هى اخر من يقرر او ربما لا تقرر فهي تستلم الاوامر فقط . الحجج كثيرة مثلا من يقول الخاطب كبير السن أو فقير أو أنه لا ينحدر من عائلة جيدة أو متدين ومتشدد أو غير متدين أو أن اهله غير جيدين أو ليس له شهادة جيدة أو سكنه غير لائق أو أنه قصير أوطويل ... وهكذا تطول القائمة وهذه المسكينة تسمع فقط . ويرفض الشاب بتقديم طلبات تعجيزية امامه . ويضع ولي امر الفتاة شروطا تعجيزية على العريس القادم , ومنها أنه يطالبه بمهر عالي جدا والحجج كثيرة .
يظلم الاب او اهل البنت الفتاة نفسها لانها لم تعط َ اية فرصة لتقرير مصيرها فهي التي ستتزوج وهي التي ستعيش مع هذا الرجل . وهي التي ستنجب اطفالا من هذا الرجل وتربيهم واخيرا هي التي ستبني العائلة الجديدة وليس والدها ، او اي ولي امر يتحكم بمصيرها . وهي احيانا كثيرة تشعر بالغبن لكن لاحول ولا قوة لها . انسانة مغلوبة على امرها . واذا كان لها رأي ايضا لا تتلقى التشجيع الكافي من العائلة وكأن العائلة كلها ستتزوج هذا الرجل . الغالبية من الشابات لا يملكن الشخصية القوية التي تفرض رأيها وتقول باصرار انا اقبل بهذا الزواج . فينسحب المسكين بكل اقتدار وهو منكوب وخائف من الإقدام على الخطوبة ثانية .

2- يطلب اهل البنت والعروسة ان يقام العرس في اضخم المطاعم او الفنادق وبعدها يطالب العريس بشهر عسل مما يكلفه مبالغ فوق طاقاته المادية هذا مما يسبب مشاكل عويصة بين الطرفين ،واحيانا يعمل على هدم الخطوبة ورفض الشاب من الزواج وتبقى هذه الفتاة ضحية المفاهيم الحضارية المتطرفة ولن يتجرا شخص اخر للإقدام على الخطوبة منها . ثانية فشل الخطوبة تعتبر نقطة ضعف في تاريخها الشبابي . وهذه الظاهرة ليست فقط في العراق وانما معظم المجتمعات في المنطقة تعاني منها . لا ننكر ان الاعلام يلعب دورا لمعالجة هذه القضية لكنها مشكلة عويصة يجب ان تعطى اهمية اكبر لدراستها .
في غالبية الريف العادات القديمة تبقى هي السائدة على المجتمع , البنت ليس لها رأي بالزواج ولي الامر هو الذي يقرر من تتزوج . كثير من الاباء يقول بنتي لولد عمها ( مركتنا على زياكنا ) لا اعلم اذا يفهم هذا المثل للقارئ. حالات كثيرة الولد لا يرغب الزواج . ولا يتجرأ احد من المغترب والمهجر ان يتقدم لخطبة هذه الفتاة وتبقى تنتظر حتى تكبر وهى تفكر من اين يخلق ابن عم جديد ويتقدم للخطوبة ؟ ناهيك ان نظام النهوة الذي كان موجودا في الريف ولا زال لابن العم الحق ان ينهي اي زيجة لو ارادت ان تحصل" هذا ابن العم له الاحقية الاولى في الزواج" واذا كانت الفتاة جريئة ورفضت هذا الزواج تبقى عانسا دون ان يتقدم شخص للزواج منها الا ما ندر .
3- نسبة البطالة العالية بين الشباب لكلا الجنسين هي السبب في تاخير الزيجات لان المهر ومصاريف الزواج يتحمله الشاب .هنا سبب مادي .
4- كثيرا ما يطالب الشاب والبنت لاكمال دراستهم ويؤجلان الزواج حتي التخرج من الجامعة. احيانا تفقد الفرصة لان الذي خطبها مرة كانت مقتنعة به لكنها لم تفكر بان الفرصة لم تتكرر بنفس المواصفات . وبذلك تكون قد خسرت فرصتها الذهبية لانه لم ينتظرها .لعلاج هذه القضية ممكن ان يتم الزواج حتى ايام الدراسة. مع الاتفاق بالانتظار حتى انهاء الدراسة لانجاب الاطفال .
5- ربما يرتبط الولد او البنت بعلاقة حب ويتفقان على الزواج لكن يفاجأ ان عائلة احدهما تمنع هذا الزواج . ودائما في هذه الحالات البنت هي التي تكون الضحية تمتنع الزواج من شخص اخر . او لاتستطيع ان تجد فرصة ثانية . فتبقى عانسا في البيت .

6- يحاول الاهل جعل بنتهم وسيلة للمتاجرة والمفاخرة للحديث في مجالس الاباء والامهات عن ضخامة المهر دون التفكير عن عواقب ذلك . كل هذا تعمله الام للحديث في المجالس النسوية والمشاطرة بما اشترت لبنتها وهكذا يعمل الاب في مجالس الرجال يتحدث عن بنته وكيف زودها عريسها القادم بمهر عالي واثاث غالية وبيت منفرد ... الخ من الاحاديث المصطنعة . والضحية هي البنت في كل الاحوال .

نتائج هذه العنوسة تكون وخيمة على العانس , ومن ثم وخيمة على المجتمع . في مجتمعنا العراقي لا تستطيع ان تنمي هواياتها او تقوم باعمال اضافية على مسؤولياتها البيتية غالبا ماتبقى كئيبة تعاني الوحدة النفسية او تنخرط في مجالات القيل والقال . او احيانا اخرى تتقوى شخصيتها وتصبح معتمدة على نفسها في كل امور الحياة او تاخذ مسؤولية العائلة اذا كان لديها اخوة واخوات اصغر منها او تتحمل مسؤولية ادارة الوالدين الكبيرين في السن . ينظر المجتمع اليها نظرة احترام فتسمع من القريب والبعيد" انت تعادلين عشرة رجال" .

من اهم المعالجات المهمة لهذا الموضوع .
1- ايجاد فرص عمل للشباب وحثهم للتفكير بالزواج لان الزواج يعطي نوعا من الاستقرار في الحياة الاجتماعية وبالتالي يعمل الى استقرار الحياة العامة في المجتمع بشكل عام .
2- الاعلام لم يتطرق الى هذه المشكلة ربما لا يعرف الاعلام كيف يضع حلولا للمشكلة . يجب ان يلعب الفن دوره هنا لتثقيف المجتمع برجاله ونسائه عن المبالغة بتكاليف الزواج والمهر واسباب العنوسة وتأخير الزواج على مستقبل العراق .

3- على وزارة التخطيط ان تضع برامج خاصة لدراسة هذا الموضوع وتشجيع الزيجات في سنها القانوني . مثلا منح سلف للزواج للولد او البنت كي يتعاون الطرفان لبناء العائلة العراقية السليمة . وانا اكتب هذه المقالة حاولت ان احصل على بعض الاحصائيات لكن للاسف لم تتوفر لدي .

4- يجب تشجيع الباحثين في علم الاجتماع لدراسة هذا الموضوع وعرض هذه القضية كمشكلة اجتماعية كبيرة وتخصيص ميزانية من قبل منظمات المجتمع المدني لعمل دراسات ميدانية للشباب تضمن الشاب والشابة كل على حدة . الاستماع الى رايهم كل على انفراد كي يغني الباحث لايجاد حلول ومشاريع تأخذ على عاتقها هذه المهمة الاجتماعية .

5- خلق أشكال عديدة للوساطة اي لتعريف العائلتين مع بعض وتسهيل عملية الزواج هذه ربما تقلل من زيادة عدد العزاب والعوانس . مثلا تشجيع العوائل على الاشتراك في النوادي والجمعيات الاجتماعية كي تستطيع العوائل التعرف على بعضها البعض .

6- ممكن ان يتزوج الشباب وهم طلبة ويستمران بالتعليم بعد الزواج . لكن على الدولة ان تتحمل مسؤولية حضانة للاطفال في حالة كون أن احد الابوين طالبا .
7- ايجاد سوق خيري يقوم بايجاد مصادر لتمويل العوائل ذات الدخل المحدود وتقديم منح للشابات والشباب لتشجيعهم على الزواج . مفاتحة المراجع الدينية لتمويل هذا الصندوق من دخل المراجع الدينية لان كل الديانات السماوية تبارك الزواج وتكوين العائلة والتثقيف بعدم المبالغة بمصاريف الزواج والمظاهر غير المجدية .
8- ايجاد جمعيات خاصة للنساء العوانس تهتم بمشاكلهن وايجاد فرص عمل لهن.
9-خلق فرص لتعارف الشابات مع الرجال من الدول التي تكون نسبة الرجال فيها اعلى من النساء لتوفير فرص خيارية للعانس ان تتزوج على سنة الله ورسوله



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للامية وجود في العراق
- الزواج في العراق الجديد ؟؟؟ كيف سيكون
- الشابة العراقية ..... الى اين ؟
- اين تقع المراة الغير مسلمة في القوانين العراقية القادمة ؟؟؟؟
- العراق- الاعلام- المراة – الدستور
- اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة - سيداو
- هل انصفت مسودة الدستور حق المراة العراقية ؟
- الدسستور العراقي .. من يكتبه ؟


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كاترين ميخائيل - العنوسة في العراق