أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)















المزيد.....

السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


الاقتباسات اسلوب معروف في فروع الثقافة والفن كافة، وما يسترعي الانتباه في الاقتباس ان بعض الاعمال الادبية والفنية المقتبسة أو المسروقة نالت شهرة لم تحصل عليها الكتابات الاصلية، ما يعني ان عالم الابداع يعتمد ايضا على الإتصالات ودوائر الاصدقاء النافذين، الذين يعرفون كيفية تسويق المادة وفرضها على الناس. وقد حدثت الاقتباسات في الاديان ايضا، ففي الادبيات الابراهيمية تم اقتباس الكثير من الشرائع والطقوس والتعاليم، وكانت الاضافة الجديدة انهم نسبوا اقتباساتهم الى السماء، ناهيك عن التعالي على من سرقوا افكارهم واتهامهم بالكفر أو الجاهلية . والدراسة الموجزة باجزائها الثلاثة تتناول بعض هذه الاقتباسات.
بلوّرة اللؤلؤ
تعتبر رواية "البؤساء" لمؤلفها فيكتور هوغو من أهم وأشهر انتاجات تاريخ فرنسا الروائي، رغم ان الكثير من تفاصيلها جاءت كما هي في رواية "بائعة الحليب" لمؤلفها بول دو كوك الذي كتبها قبل 35 سنة من نشر "البؤساء".
إبتكر الكاتب البريطاني آرثر كونان دويل شخصية "شرلوك هولمز" في اواخر القرن التاسع عشر، وهي الشخصية التي وضعت الكاتب في دائرة الخلود، وجعلت شقته الواقعة في شارع بيكر ستريت في وسط لندن مزارا يقصده حتى الآن ألوف المعجبين يوميا، لكن إسلوب شرلوك هولمز البوليسي المنطقي ووضع الاحداث في تسلسلها حتى الوصول إلى حل للجريمة، إقتبسه دويل من إدغار ألن بو الكاتب الاميركي المبدع المولود في 1809 في قصصه خصوصا "جريمة قتل في شارع مورغ" والقصة المثيرة "الجعران الذهبي".
بنى ألكسندر دوما مجده الادبي على روايتين هما "الكونت دي مونتي كريستو" و"الفرسان الثلاثة". الرواية الاولى منقولة حرفيا عن محضر شرطة قرأه دوما وصاغه كرواية شائقة، لكنه غيّر مصير بطله الذي توفى في الدنيا بعد هروبه، وهو يحاول ان يثأر من الذين تسببوا في حبسه ظلما، وجعله يحصل على كنز كبير موجود في جزيرة مونتي كريستو ويستعمله ليثأر من اعدائه. وقد اقتبس دوما ايضا في روايته بعض ما جاء في مذكرات كازانوفا العاشق الشهير في المجلد الرابع، حين وصف الاخير تفاصيل هروبه من السجن بمساعدة الكاهن السجين.
كتب دوما في مقدمة روايته "الفرسان الثلاثة" ان "ابطال الرواية التي لنا شرف سردها على قرائنا ليس فيهم أي شيء اسطوري، فمنذ سنة وبينما انا منكب على بحثي في المكتبة الملكية لكتابّي تاريخ لويس الرابع عشر وجدت "مذكرات السيد دارتانيان" بالصدفة...". وقراءة بقية المقدمة التي كتبها المؤلف بنفسه تشير صراحة إلى أنه لم يقتبس موضوع روايته بكامله فقط من هذه المذكرات، بل اسماء الابطال الواردة فيها.
دافع الكاتب جاك لوران عن دوما قائلا: لقد إكتشف المتخصصون ما يدين به دوما لماكيه وبوشيه وأرنو وحتى أوجين سو. هذه التفاصيل لا تهمني، فهي مثل التفاهات التي توضع في القوقعة لتحريضها على تقطير وبلورة اللؤلؤ.
كتب الشاعر نزار قباني "القصيدة الشريرة"، وهي ترجمة حرفية لقصيدة بالعنوان نفسه من ديوان "أزهار الشر" لشارل بودلير، ويصف فيها علاقة إمرأتين سحاقيتين. كما ترجم الشاعر نفسه بتصرف قصيدة "مع جريدة" من ديوان "كلمات" للشاعر الفرنسي جاك بريفير، وعندما اشار الناقد جهاد فاضل إلى ذلك، كان رد الشاعر (المغرور للغاية) قاسيا إذ ألف كتيب عنه بعنوان "بقايا ناقد"، ورد عليه الناقد بكتاب "فتافيت شاعر"، لكن المعركة الادبية توقفت بسبب تدخل اصدقاء نافذين للطرفين.
منحوتات بدائية
إشتهر الرسام الايطالي كارفادجو بإسلوبه الواقعي البعيد عن الاساليب الاكاديمية لأنه لم يدرس الرسم في المدارس، وغم ذلك فقد تأثر دارسو الرسم به مثل الفنان الاسباني الشهير دييغو فيلاسكيز.
خلق الرسام الفرنسي جورج سورا ثورة في عالم الرسم، وذلك حسب نظريته تقسيم اللون والنور والظل إلى بقع متناهية الصغر، التي ادت إلى ظهور "المدرسة التنقيطية" في الرسم. وكان معاصره الرسام كاميل بيسارو يريد الوصول إلى امر آخر يدخله عالم الشهرة، لكنه إعتنق اسلوب سورا كما هو، الامر الذي جعله يجد الطريق إلى ما كان يبحث عنه.
عرض بيكاسو سنة 1927 لوحة "انسات من فينييون"، واعتبرها النقاد مرحلة جديدة في فنه بعد مرحلتيه الزرقاء والوردية، لكنها في الواقع دشنت مرحلة جديدة في الرسم الاوروبي، وأدت إلى ظهور ما يُسمّى "المرحلة التكعيبية". ويقول دارسو فن بيكاسو ان البداية كانت عندما رأى بيكاسو "معرض منحوتات افريقية بدائية" سنة 1906، وهي السنة نفسها التي رسم فيها الفنان لوحة "انسات من فينييون" وتركها غير معروضة في مرسمه لسبب غير معروف.
إقتبس الفنان سلفادور دالي إستعاراته الرمزية وتفاصليه التخيلية بكاملها من فنان هولندي ألماني مغمور هو جيروم بوسخ الذي سبقه بخمسة قرون، وتعامل مع النور وكان صاحب بحس فضائي جسّده في الايحاء بالعمق والمسافات العظيمة في لوحاته.
كل شيء قيل
احدثت مسرحية "السيد" لمؤلفها بيار كورناي ضجة ادبية وفي الاوساط المسرحية سنة 1636، لدرجة ان المسرح الفرنسي اصبح يؤرخ له بمرحلة ما قبل "السيد" وما بعدها، لأنها وقفت موقفا وسطا بين مفاهيم جماليات عصر النهضة، التي تحررت من مفاهيم المدرسة الكلاسيكية المتقيدة بالمكان والزمان والموضوع. هذه المسرحية سرقها كورناي كما هي مع إسمها ايضا من مؤلف اسباني معاصر له هو جييرمودي دي كاسترو.
سيطر جان راسين الكاتب والمسرحي الفرنسي في بدايات النصف الثاني من القرن السابع عشر على الحياة المسرحية، لكن هذا المؤلف اعاد صياغة مسرحيات وشخصيات اغريقية في أهم اعماله مثل "اندروماك" التي إقتبس فيها قصة اوريس وبيروس وهيرميون واندروماك ارملة هكتور بطل حروب طرادة. كما صاغ في مسرحية "فيدرا" قصة فيدرا وهيبوليت كما هي. وفي مسرحية "بريتانيكوس" إقتبس مسرحية رومانية تصف حقبة نيرون الذي وصلت جرائمه إلى حد قتل امه التي مهدت له طريق العرش من امام اخيه بريتانيكوس، ثم قتله لزوجته التي نهته عن جرائمه.
اخذ موليير معظم مسرحياته من ارستوفانيس الاغريقي، لدرجة ان مسرحية "البخيل" تكاد ان تكون نقلا حرفيا عن النص الاصلي، كذلك اخذ لافونتان الشاعر الفرنسي معظم قصص جرت على لسان الحيوانات من مؤلف إغريقي هو إيزوب، واعاد صياغتها حرفيا باللغة الفرنسية.
La Bruyere إقتبس معظم مواضيعه في كتابه الشهير "الشخصيات" من كتاب يحمل الاسم نفسه لكاتب إغريقي، وكان صريحا حتى أنه كتب في مقدمة كتابه مبررا ما فعله: "كل شيء قد قيل، وقد جئنا متأخرين جدا".



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!
- في معضلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
- يعيش يعيش حكم المرشد
- هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟
- افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث
- تعدي مؤسسة على صلاحيات الله المطلقة
- -موال الهوى-: رواية تعبق بثقافات البحر المتوسط
- المسلمون المتنورون والصم المسيحيون
- ختان العقل ووأد الروح واستهجان الاستنارة
- تحت خط الفقر العلمي
- التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل
- الازدواجية الاخلاقية في الضمير الجهادي
- ليته يستقيل قبل تشرين


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)