|
قادمون يا نينوى
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5329 - 2016 / 10 / 31 - 13:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد الظلام و الليل الحالك السواد لابد ان ينبلج نور فجر جديد . سُنّة الكونِ لا تتغير ، الصباح المشرق يزيح الليل المظلم ويشعر الناظر له بالبهجة و الفرحة والانشراح . الحياة تدب و تنمو تحت نور الشمس و ليس تحت جنح الظلام ، حيث النوم و الخمول و السبات الطويل . هذا التشبيه هو للحالة السياسية و العسكرية التي يمر بها العراق اليوم في صراعه الكبير و الدموي مع دولة الخرافة الاسلامية التي تتستر بدين القتل و تنفذ جهاد النكاح و سبي النساء واغتصاب السبايا و بيعهن في الاسواق ، وقطع الرقاب و جلد الابرياء و تعذيب الرجال من لا يطلق لحيته . هذا دينهم الظلامي الذي تحاربه جحافل التحرير العراقية ، انهم خفافيش الظلام . رجال الوطن و جنوده الاوفياء هم من يتسلقون بخيوط الشمس كي تشرق في العراق و في نينوى شمس صباح جديد . لقد غزا جراد الصحراء الاسود مزارع بلادي ، و اغتصب المدن و سبى النساء و سرق الممتلكات و قتل الرجال و نشر التخلف في نينوى و الانبار و الفلوجة و و ديالى وصلاح الدين . خفافيش الظلام وجرذان المجاري و صراصير الانفاق المظلمة نشروا الفتنة و الحقد و الكراهية ، استحلوا الحرام يريدون ان يعيدوا تاريخ الغزوات والسبي و تقسيم الغنائم الى زماننا هذا بعد ان اصبح في كتب التاريخ و شئ من الماضي . ظهر علينا اعتى المجرمين من عصابات القاعدة و ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية من تحت رماد التاريخ ، يريدون تاسيس دولتهم على جماجم الابرياء و يتوظؤون بدم الناس وهم يكبرون قبل ان يصلّوا الى اصنامهم والهتهم الشيطانية . يهدفون الى نشر شريعة الغاب في دولة الخرافة الاجرامية ، فيحللون قطع الرقاب والايادي ، و جلد الرجال و رجم النساء في الساحات والطرقات . لا قيمة للرجل في شرعهم و لا حرمة للمراءة في دينهم ، يريدونها وعاء لتفريغ قذارتهم وشهواتهم مغلفة بكيس اسود من اعلى راسها حتى اخمص قدمها . يعيشون بعقلية القرن السابع المنقرض في صحراء الربع الخالي من الحضارة . كل من يخالف عقيدتهم فهو كافر في شرعهم ويستحق القتل بابشع الاساليب الشيطانية . انتخى شباب و رجال العراق الشرفاء من كل مكونات الوطن الواحد ، تفتحت باقة ورود العراق الملونة من سنة و شيعة و مسيحيين و كرد و تركمان وشبك و يزيديين ، اتحدوا في باقتهم الوطنية ، و اعتصموا بحبل الله جميعا و ارتبطوا برباط الوطن وانتفظوا كالمارد الجبار ، خططوا واعدوا لهم من قوة و ساروا نحو المدن المغتصبة من داعش و دولتهم المقيتة ، حرروها الواحدة بعد الاخرى مقدمين ازكى الدماء قربانا على مذبح سيادة الوطن وحرية وكرامة الشعب . تقدمت جحافل المنتصرين حتى وصلت اليوم الى مشارف نينوى وهم يهتفون قادمون اليك يا نينوى . لبيك يا عاصمة امبراطورية اشور و سنحاريب و اسرحدون ، جاؤوا لتحرير الارض و العرض و الثار من غزاة الوطن و من لوث العرض و شرد العوائل و هجرها من بيوتها و مدنها الامنة . حملوا السلاح للانتقام من سبى المسيحيات واليزيديات العراقيات . للثار من الرجال الذين قتلوا ، و من شباب معسكر سبايكر الذي قتلوا وهم اسرى مربوطي الايدي و دفنوا في مقابر جماعية او تحت مياه نهر دجلة . قادمون اليك يا نينوى ، يا بلدة الحدباء وموطن الشرفاء ، جئناك من كل حدب و صوب عاقدين العزم على تنظيف شوارعك و مدنك الملوثة من قذارة داعش و نجاسة شذاذ الافاق القادمين من وراء الحدود و من المجرمين الهاربين من السجون و الذين اقاموا دولة الاجرام على جماجم الابرياء و الاسرى والجنود . جاءك الرجال يا ام الربيعين حاملين الدماء على الاكف دفاعا عنك و عن شعبك الاسير ، جاؤا محررين نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية من جرذان الخنادق و صراصير الانفاق والمجاري، الجبناء الذي لا يواجهون كالرجال وجها لوجه في صولات الحرب بل يختبؤون وراء المفخخات والعبوات الناسفة ويهربون عندما يشعروا ان سيف الحق اقترب من رقابهم . حانت ساعة النصر و دقت اجراس الكنائس معلنة وصول الابطال على مشارف احياء الموصل بعد تحرير معظم اقضيتها و نواحيها و قراها ، وصلوا اليك يا نينوى التاريخ و الحضارة لرفع علم العراق خفاقا فوق منارة الحدباء وكنيسة الطاهرة ، و ليُسمِع المؤذن صوته من فوق المآذن لاهل الموصل قائلا حيّ على الجهاد . ايام قليلة ويزف القائد العام للقوت المسلحة بشائر النصر وقد اوفى بوعده للعراقيين بتحرير نينوى و طرد داعش قبل نهاية عام 2016 من ارض العراق الطاهرة نهائيا ودفنهم في انفاقهم و خنادقهم وقد نبذتهم تربة العراق الطاهرة . بوركت سواعد الرجال الابطال من قوات القوة الجوية و طيران الجيش و اسود البر و ابطال الحشد الشعبي و الشرطة الاتحادية و المتطوعين من ابناء العشائر و مقاتلي اليبشمركة النجباء . بذل العراقيون بكل اطيافهم دمائهم رخيصة فداء لتربة الوطن و كرامة و حرية ابناءه لتطهير الوطن من دنس جرذان دولة الخرافة الذين يتسترون بالدين لذبح الابرياء واغتصاب النساء وتحويل الربيع الى شتاء تحت رايتهم السوداء ونهيق الجبناء . ابشري ايتها الاسيرة الحسناء فرجال العراق قادمون اليك يا نينوى سيفكون قيودك و يحررون ابناءك و يرفعون راية التحرير . سيعيدون مجدك و بهاء تاريخك الاصيل ، وسيحتفل كل العراقيين بعرسك الجديد وبالنصر المؤزر وسيختفي جرذان الدواعش و أثار خفافيش دولتهم الاجرامية الى الابد و سيذهبون للجحيم و مزابل التاريخ غير ماسوف عليهم . اشرقت شمس الحرية ولن يغيبها ظلام المجرمين بعد اليوم .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طرق حساب عمر الارض علميا
-
لماذا مغريات الجنة كلها جنس ؟
-
قصة الخليقة بين الدين و نظرية التطور
-
التدخل العسكري التركي في شمال العراق
-
التصميم الذكي
-
قصة انشتاين و النسبية
-
تسلسل تكون العناصر الكيميائية بعد الانفجار العظيم
-
كيف تكونت العناصر الكيميائية
-
القوى الاساسية الاربع في الكون
-
الدليل القاطع لصحة الكتاب المقدس
-
اسئلة علمية بحاجة الى اجوبة
-
تطور الحياة على الارض
-
مقارنة بين الاسلام و الاديان الاخرى
-
ما تفسير ظاهرة موت ابناء الرسول مبكرا
-
شعب صامت و حاكم جبان و فاسدون يحكمون
-
الاسلام والاديان الاخرى
-
كنتم خير امة اخرجت للناس
-
من هو المتكلم في هذه الايات هل هو الله ؟
-
ما سر براءة سليم الجبوري السريعة
-
لماذا لا يعترف رؤساء الحكومات الغربية بدين الارهاب الداعشي و
...
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|