أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله إصباح - الشهيد المهدي بن بركة والانتقال من التقليد إلى الحداثة














المزيد.....

الشهيد المهدي بن بركة والانتقال من التقليد إلى الحداثة


عبد الإله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحل الذكرى الواحد والخمسون لاختطاف واغتيال المناضل الأممي الشهيد المهدي بن بركة، دون بروز أي معطيات جديدة من شأنها الكشف عن الحقيقة كاملة بخصوص هذه الجريمة الشنعاء التي لن يمسها التقادم مهما طال الزمن لأنها استهدفت رمزا من رموز التحرر الوطني على الصعيد العالمي.
نعم ، كان الشهيد المهدي يقارب مسألة التحرر من منطلق مناهضة الرجعية والإمبريالية المتحالفتين ضد أي انعتاق للشعوب من ربقة الاستعمار والاستغلال، وكان يدرك أن الرجعية تبسط هيمنتها السياسية عبر أجهزتها القمعية التي تزج بالمناضلين في غياهب السجون والمعتقلات، وكانت بالموازاة مع ذلك تسعى إلى إلى تأبيد تلك الهيمنة من خلال السيطرة على العقول بنشر فكر محافظ موغل في التحجر والجمود، يناهض كل جديد ويتصدى له ويرفضه رفضا تاما. وكان يلح على معضلة هذا الجمود في أغلب تدخلاته ومحاضراته، لأنه كان واعيا أنه بدون القضاء على الجمود الفكري المتمثل في هيمنة التقليد يستحيل الانتقال بالمجتمع من مرحلة التخلف والانحطاط إلى مرحلة التقدم والتطور. وهو في مناهضته للاستبداد والحكم الفردي المطلق، كان يسعى لتهييئ التربة الفكرية التي يمكنها ان تحتضن المبادئ المؤسسة لنهضة ثقافية تقطع مع أواصر ذلك الاستبداد ومرتكزاته الإديولوجية. كان الشهيد يستهدف إزاحة التقليد كمنظومة فكرية مناقضة لمرتكزات التقدم والحداثة. كان مشروعه السياسي ينتمي إلى مشاريع حركات التحرر الوطني بماهي مشاريع سياسية مناهضة لكل هيمنة وتبعية خارجية، ولذلك كانت الحداثة التي يتطلع إليها حداثة جذرية ومناضلة، لأنها تنخرط بوعي في صراع مرير وشرس ضد كل ما يناقضها في الواقع السياسي والاقتصادي القائم، هي إذن حداثة غير مدجنة أو مهادنة، تنطلق من وضوح الفكرة وتنبذ كل احتواء لها من طرف السلطة، لأنها في هذه الحالة لن تكون إلا حداثة مزعومة ومفترى عليها. وقد حرص الشهيد المهدي بن بركة على توضيح المضمون الطبقي لهذه الحداثة التي يناضل من أجلها، عندما كان يشدد على ضرورة الالتحام بالجماهير الشعبية من أجل توعيتها وتأطيرها التأطير السياسي اللازم الذي يجعلها قادرة الصمود والنضال من أجل حقوقها في الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وهي حقوق لامعنى لأي حداثة بدونها، لأن الحداثة تاريخيا تأسست كخلفية فكرية لمجموعة من الحقوق المؤطرة لفكرة المواطنة، وهو بالضبط ما أكد عليه ميثاق الثورة الفرنسية. والشهيد المهدي كان يستحضر بلا شك تقل محطات تارخية حاسمة في مسار الانسانية ونضالها من أجل تحررها وانعتاقها، وهو التحرر الذي ماكان ممكنا إلا من خلال إحداث قطيعة فعلية مع أفكار الجمود والخرافات، وكل ما يؤبد التقليد ويناهض الحداثة.
ولا شك أن انحسار اليسار في الظرف الراهن، يعود في مجمله إلى انحسار فكر الحداثة في المجتمع وهيمنة فكر التقليد، هذه الهيمنة التي أصبحت تشكل جدارا سميكا وصلبا يمنع أي اختراق ويغرق الوعي في موجة من المحافظة والتطرف تمنعانه من تقبل أي جديد. ولعل الدرس البليغ الذي يمكن استخلاصه من تجربة المهدي بن بركة وهو يناضل من أجل الحداثة كمشروع للتحرر، هو ذلك الدرس الذي يؤكد أن اليسار محكوم عليه بالعزلة والهامشية في مجتمع يرزح تحت سيطرة مطلقة لفكر التقليد وإديولوجيته. وهذا يعني أن كل يساري لا ينطلق من أولوية المعركة والفكرية الثقافية ذات الغايات التنويرية، سيحكم على كل فعلي سياسي يباشره في هذا المجتمع بالفشل الذريع والهزيمة النكراء. والشهيد المهدي بن بركة كان على وعي بأهمية هذه المعركة، ومن هذا المنطلق يمكن تفسير علاقته بالمفكر المغربي عبد الله العروي كأحد المفكرين العرب القلائل الذين انشغلوا بإشكالية الحداثة ومعضلاتها في الواقع العربي، وأولوا أهمية كبرى للمسألة الثقافية في هذا الصدد.



#عبد_الإله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوب ديلان وناس الغيوان
- الشهيد المهدي بن بركة، وحدة اليسار والملكية البرلمانية
- عبدالرحمان بنعمرو..وعدالةالذاكرة
- في دلالات التحاق عضو من العدالة والتنمية بصفوف داعش
- التوزيع العادل للثروة والمسالة الديمقراطية
- عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية
- أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل
- المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار
- الشهيد المهدي بن بركة، بلاغة الوضوح ومنطق التسوية
- حركة 20 فبراير ومرحلة ما بعد الاستفتاء
- الشعب المصري يواصل ثورته بعزم وإصرار
- الشعب المصري العظيم يريد الحرية.. يريد الحياة
- الشعب المصري يقرر إشعال ثورته
- ثورة تونس المجيدة.. وصناعة التاريخ
- محمد عابد الجابري.. ومسألة العلمانية
- علاقة التلازم بين الديمقراطية والعلمانية
- تمفصلات الحقوقي والسياسي في مسألة العلمانية


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله إصباح - الشهيد المهدي بن بركة والانتقال من التقليد إلى الحداثة