غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5327 - 2016 / 10 / 29 - 17:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صــور من حــلــب الــســوريــة...
وظاهرة " شــحــاذة " بـفـرنــســا...
لفتت نظري الصور التي نشرت من يومين, عن نبأ ضرب الطيران الروسي والسوري لمدرسة تقع بالمنطقة الشرقية لمدينة حــلــب السورية, والتي تسيطر عليها " جبهة النصرة " الإسلامية. ولما رأيت عمليات الإنقاذ تخرج عدة طفلات ما بين الثامنة والثانية عشرة من العمر, سافرات.. باكيات.. والمذيع يعلن أعداد من ماتوا باللغة الفرنسية طبعا.. لأنه مراسل محطة فرنسية.. معلنا أن الطيران الروسي أو السوري قاما بعملية إجرامية ضد الإنسانية.. ولكنني سمعت (امرأة بصحة جيدة.. ثقيلة الوزن محجبة كليا تدفع فتاة سافرة..) وعادة بمناطق جبهة النصرة حتى البنت بعمر الخمس سنوات وأقل تظهر محجبة كالكبار) تقول لها بالعربية en Off (ولك قولي ضربتنا الطيارة)... بينما الغبار تتصاعد من كل جانب... مما دعاني للتساؤل في خضم هذه الأخبار التعيسة المفبركة.. عن حلب والحرب.. ما صحة هذا الفيديو القصير.. وكيف صنعوه... وخاصة ما مدى مصداقيته.. وأين صــنــع؟؟؟!!!...
ولماذا لم تفجر هذه المدرسة بصاروخ من الصواريخ التي زودتها السعودية والناتو.. لجبهة النصرة بمدينة حلب المهدمة اليائسة الجريحة الجائعة المتفجرة البائسة؟؟؟...
لماذا يتعامى الإعلام الغربي الموجه المنسوخ من تعليمات وتصريحات وبيانات الناطق باسم البانتاغون الأمريكي, حرفا بحرف, وفاصلة إثر فاصلة, من الأخبار المصورة المصطنعة باستوديوهات دعاياته المفبركة, ومن معلومات ممثل منظمة حقوق الإنسان, الذي يديره السمان رامي عبد الرحمن في لندن؟؟؟...... كيف تظهر لنا الحقائق (دوما باتجاه واحد) ضد سلطة البلد الشرعية وحلفائها الحاليين... وكيف يمكننا غربلة الحقائق.. وكل الإعلام العالمي.. والغربي خاصة باتجاه واحد... وأنا المواطن الفرنسي العادي.. كيف أتمكن من استقصاء معلومات واقعية صحيحة, عن هذه الحرب الآثمة الجذور, والملطخة بالكذب والنفاق والتآمر بلا حدود... أعرف أن الحرب وكل الحروب قذرة.. لا إنسانية.. لا تعرف أي معنى للإنسانية.. نعم كلها أوساخ وقذارات.. إنها الموت.. وأنا أكره جميع أنواع الموت وقذارات الموت.. الموت جريمة.. وخاصة موت أطفال أبرياء.. وخاصة عندما يتقاصف المحاربون.. كل المحاربين علة بمختلف أشكالهم, جميع قذارات الكذب والالتفاف والاحتماء بالطهارة والدين وبراءة القدسية... كل يقول الآخر هو الزاني المجرم والقاتل.. أما أنا فأقاتل باسم الله ورسوله... أيـة آلهة وأي رسول.. يحلل الموت.. وخاصة موت أطفال ابــريــاء!!!... يا لـلـبـشـاعـة... ويـا لــلــفــظــاعــة!...
متى تنتهي هذه الحرب الآثمة؟؟؟... متى تــنــتــهــي؟؟؟!!!...
هذا الصباح عندما أطالع كبرى الصحف الغربية ومحطات إذاعاتها ونشرات أخبارها الموحدة, والتي تتكلم عن المحاربين الإسلامويين.. وحتى كتائب التركمانستيين والشيشان الذين يقتلون ويفجرون بمدينة حــلــب المخربة, كمحررين وثوريين (دبمقراطيين!) محاصرين منتفضين... بينما الجيش السوري الذي يدافع عن أرض بلده, يتهمونه بكل النعوت ويلبسونه كل جرائم الأحداث الملفقة... لـم تــعــد بهذا الإعلام أية مصداقية طبيعية ولا كرامة ما كان يسمى إيجابية أو حتى كرامة مهنية... كيف نفسر تسمية المقاتلين الإسلامويين الذين يقطعون الرؤوس ويفجرون ويسبون ويبيعون النساء في سوريا أو في العراق.. ثوارا محررين.. وفي الباتاكلان وشارلي هيبدو بباريس, ويدهسون بشاحنة مئات الأبرياء بمدينة نيس.. إرهــابــيــيــن.. وهم جاءوا من نفس التنظيمات الإرهابية الهيتروكليتية من بلاد الأرض كلها.. وحتى من أوروبا ومن فرنسا خاصة, والتي كان إعـلامــهــا مدرسة الصحافة والإعلام الصادق الحر؟؟؟...... والذي أشــدد بـه اليوم على تعبير (والتي كان il était بالماضي) ولــم يــعــد اليوم.. ما عدا القليل النادر الذي يقاوم.. مختنقا مختفيا زائلا.. يوما عن يوم.. تهيمن عليه مجموعة من المليارديرية التجار الذين يعتبرون الإعلان اليوم مادة استهلاكية.. يبيعونها مصنوعة حسب العرض والطلب التجاري.. وهم يبيعوننا اليوم "مــأســاة حــلــب" حسب رغبات الزبائن الدافعين.. دون الاهتمام بأية حقيقة حقيقية... والبشر.. وخاصة السوريون وعائلاتهم وأولادهم ومصيرهم.. بضاعة استهلاكية... ومن هنا تولد الجرائم الحقيقية التي تخفى عن المواطن العادي.
*************
على الهــامــش :
ــ وعن تجمعات الــلاجــئــيــن
أكثر من ألفي لاجئ من الذين كانوا بمدينة كاليه Calais الفرنسية (والتي سميت الغابة) نظرا لانعدام جميع وسائل الاستقبال والنظافة الصحية.. والذين قدرت أعدادهم ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف.. غالبهم من أريتريا والصومال وأفعانستان.. بينهم حوالي ألف وخمسمائة فتى دون الثامنة عشرة.. حتى دون الثانية عشرة... كلهم كانوا يرغبون الالتحاق بإنكلترا.. ولم يتمكنوا... وأصبح وجودهم بهذه المدينة الفرنسية الساحلية المواجهة للسواحل الإنكليزية مشكلة المشاكل.. واضطرابات متعددة مع سكان المدينة.. مما اضطر السلطات المحلية والمركزية.. إلى توزيعهم بجميع المحافظات الفرنسية.. رغم رفض عديد من إدارات البلديات استقبالهم.. لعدم وجود إمكانيات مادية معقولة... ومع هذا فرضت الإدارة المركزية (يعني حكومة مانويل فالس ووزير داخليته) كوتا توزيع إجباري.. مما أدى إلى هرب أكثر من ألفين منهم.. تواجد اليوم غالبهم بالضاحية الشمالية من العاصمة بــاريــس.. مما أدى إلى اضطرابات مماثلة إلى اضطرابات مدينة كاليه والتي دامت أكثر من ثلاث سنوات.. حيث تحاول من بجاية هذا الأسبوع, جرارات الإدارة المحلية لمدينة كاليه تنظيف (غابة اللاجئين) من آثار سنوات من الفوضى... ومن الجدير بالذكر بعد إخلاء كل هؤلاء اللاجئين من كاليه.. تبين أنه لا يوجد سوريون على الإطلاق بينهم.. أو أنهم تبخروا ورحلوا إلى بريطانيا... رغم أن الإعلام الفرنسي عندما يتحدث عن مشاكل (غابة كاليه) واضطراباتها المختلفة مع سكان المدينة وسلطاتها المحلية.. كان يتكلم دوما عن لاجئين سوريين (اقتصاديين أو هربا من الــحرب)... بــخــا للضباب والتحريض... فقط لا غير!!!...
بالإضافة أن عددا من الشحاذين الذين يملؤون شوارع مدينتنا, من غــجــر أو غيرهم, يحملون يافطات أنهم لاجئون سوريون هاربون من نكبات الحرب.. ولما حاولت التحدث معهم عشرات المرات بمناطق ومفارق شوارع عدة بالمدينة.. تبين لي أنهم لا يتكلمون أيا من اللهجات السورية.. ولا أيا من اللغة العربية...
بــعــد الإعلام الذي يشوه سمعة السوريين التي كانت من أنظف وأرقى السمعات المهجرية, بالأوساط الجامعية والعلمية والتجارية والمهنية.. ها هي مهنة "الــشــحــاذة" تصب علينا مزيدا من همهمات الانتقاد.. لأن السلطات المحلية والمركزية.. تساعد اجتماعيا وصحيا وماديا جميع اللاجئين الذين دخلوا إلى فــرنــســا بطرق مشروعة.. أو حتى غير مشروعة... ولا يحتاجون للشحاذة.........
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للقليل النادر المتبقى من الأحرار المدافعين عن الحقيقة الحقيقية والحريات العامة والعلمانية والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية إنسانية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لــيــون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟