أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب














المزيد.....

قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


يمسك الليل بثياب النجوم وكأنه ظلها وهي تمشي إلى زوال آخر مع فجر جديد ، انه عالم من دهشة غامضة حيث لا يستطيع الثمل أن يفسر لمعان الكأس ، وحيث لا تقدر الوردة أن تضع حدا لتثاؤبها أول الليل ..فيما سمكة النهر تضع رأسها على وسادة الطين في القاع بعيدا عن جوع صغار الصياد وهم ينتظرون زعنفها المضيء كأصداف قروش العيد فتهتف فيهم دمى القماش الممزق : وداعا أيها الجوع ولو لحين .
الفيلسوف أيضا له مع الليل حكاية فهو بالنسبة لذاكرته قاموس من كلمات جاهزة تضع حلول أسئلة النهار . فحين تغفو رائحة الأبدان إلى شخير الحرب أو تكسير الحجارة أو طبع المدونات أو أكسدة المعادن تأتي الحاجة ليقول الحكماء ما يفترض أن يروه للبشر وهم ينهضون في يومهم القادم كما زرفات ، وحتما سيوفر الليل لهم لحظة التأمل والإلهام ويدركون معه سر ما يحدث .
يكتب الحكيم في برديته الطرية : الحياة هو أن تكون في لب الشيء .
يتأمل هذه الجملة ، ويقول : اللب هو الجوهر . والجوهر هو ما تتزين به النساء . إذن ستولد مغريات ورغبة جنسية وأنا لا أحب ذلك ، لأبدل المفردة .
فيكتب : الحياة هو أن تكون في قلب الشيء .
يتأمل مفردة قلب . فيتذكر زوجته الميتة بالسكتة القلبية ، فيمحو المفردة وهو يذرف دمع الذكريات على شريكة العمر الغائبة ويقول : القلب لا يستحق أن يكون قرين لديمومة الشيء انه قابل للعطب وشفائه مستحيل ، لأبدل المفردة .
وثالثة يكتب : الحياة هو أن تكون مستعدا لتنسى ، ثم تبدأ من جديد .
ويبدو إن هذه العبارة متلائمة حتى مع هذا الصمت الأيوني لليل ..لهذا راح قلمه يسيح برغبة كشف وليقول ما يعتقده إنها حلولا لهواجسنا الكثيرة:
(( إن الرغبة في الوصول إلى ماهية ما نكون هو أن نتأمل ما حدث ونفسره على انه مقدمة لما يحدث وعلينا أن نرضى بالنتيجة على أساس إن جدلية الليل تأتي بالنهار والنهار يأتي بالليل هو ما يمكن أن ندور في فلكه وليس لنا أن نشكو أو نحتج إلا بمقدار قول لسان ، أما الفعل الذي يحلم بتغير هذا فهو بمثابة كفر ، والكفر في الفلسفة خاضع إلى مسبب عقل وكلام وهذا يدعونا إلى مشاحنة بين العلم والميتافيزيقيا وهذا ما أريد أن ابتعد عنه الآن وأنا غارق في صبوة تخيل ما اعتقده رغبة بكشف هاجس ...
الحياة هو أن تنسى ، ثم تبني عملية التذكر من جديد وتشيد ما تعتقده صالحا ليريك صورة الوجود المقبول ، أما غير ذلك ، فالأمر يحتاج إلى جدل ، ولابد أن يكون هناك رابح وخاسر ))
كانت النجوم تضئ بلمعان فاتن ، ثمة نسمة ترسل حفنة من البرد تحت صوان إذني الحكيم المنكب على صياغة مدونته التي يبغي منها الوصول إلى الحياة كجوهر بعد أن أعتقد إن الآخرين لا متعة لهم إلا بقشورها ....
فجأة في غمرة الكتابة . حين اقترب من الوصول إلى ذروة الرؤية والحل المعادل للتساؤل . أحس بوخزة في صدره ، تحولت إلى ألم ، تفاقم بسرعة ، بدأت جبهته تعرق ، ارتعشت أصابعه ، تألم بلذة وخدر وشعر بان بساطا يحمله إلى مكان ما ، أغمض عينيه ، وفي اغماضته المتعبة شاهد امرأة تناديه ، فعرف إن القلب الذي رفضه إن يكون جوهرا للحياة عاد إلى عادته الرتيبة بإعلانه انه لم يعد نبضا وان على المدونة أن تنهي تساؤلاتها ..............!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة
- توصيف اللحظة الرومانسية
- الورد الكردي ..يرتدي القمر دمعة ، وطحين كيمياوي
- الكلمة ...الله ... المرأة
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر
- موسيقى .. البيت
- جسد من نعناع .. يصنع الشهوة والشعر معا
- عبد اللطيف الراشد... موت الشعر الذي لا يشبهه موت
- أيلين ..وثيران مجنحة طارت في فضاء العيون
- قصص قصيرة جدا- اغتيالات ....
- سيمفونية الرفوف .. لا تشبه سيمفونية الدفوف
- هايكو ..اللحظة الشعرية
- العراق القلب ...العراق الوردة
- شجرة الأرز والمنزل الأسباني
- هايكو يصنع من القمر وسادة ويتكأ عليها
- وصف لشامة على خد شكسبير


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب