أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عتيق - رؤية نقدية في قصائد الشاعرة عائدة الخطيب














المزيد.....

رؤية نقدية في قصائد الشاعرة عائدة الخطيب


عمر عتيق
أستاذ جامعي

(Omar Ateeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


رؤية نقدية في قصائد الشاعرة عائدة الخطيب
د. عمر عتيق
تمثل قصيدة (خطاب القلب ) احتقانا عاطفيا ينتظر البوح ..هي قصيدة أمنية سجينة في خلجات القلب ، فالشاعرة ترسم صورة للأشواق التي تتمنى أن تتفتح براعمها على شرفات اللقاء ، لكن الخوف والترقب والمخاطر تحول دون تفتح تلك البراعم ، وهي الصورة تشكل قضية انسانية وجدانية ، فكم من الناس يضطرون إلى حبس أمنياتهم في قوارير الانتظار ، وكم من الأشواق تتحول أشواكا تدمي وجنات القلب . نحن بحاجة إلى ثقافة تطلق سراح أمنياتنا وتحرر وجداننا دون خشية من رقيب يكره لغة الحب ، ودون أن نخفي مشاعرنا وكأننا نخفي عيوبنا . فقول الشاعرة (ومناي أن ألقى الحبيب/ برغم إعصار المخاطر) يكشف أن لقاء الأحبة أضحى في ثقافة بعضهم إعصارا يهدد استقرارنا وسعادتنا على الرغم أن المعادلة عكسية ؛إذ إن الأصل أن يكون لقاء الأحبة تتويجا للسعادة وتحقيقا لإنسانيتنا ، لكن التلوث الثقافي يجعل عاطفة الحب مقامرة في قول الشاعرة(يا قلب ماذا لو تقامر) قد تكلف صاحبها ثمنا باهظا . وعطفا على ما تقدم أرى أن القصيدة تتجاوز فضاء الأشواق وخفقات القلب إلى الدعوة إلى إعادة صياغة مفهوم الحب في مجتمعنا .. الحب الذي يسكن محار قلوبنا ويُشرق في عيوننا لكننا لا نجرؤ في الغالب على البوح به وممارسة طقوسه كما تقتضي طبيعتنا الإنسانية . وعلى الرغم من أن التلوث الثقافي يحاول إجهاض براعم أشواقنا في أعماقنا فإننا لا نرفض دائما هزيمة قلوبنا وهذا الرفض يتجلى في إلحاح الشاعرة على التمسك بحلم قادم ونبض يُسمع صداه ولو بعد حين ، وهدا الإلحاح أو الإصرار تعبر عنه سين المستقبل في قول الشاعرة ( سأظلّ أحيا حبّه/ سأظل أطرق بابه/ سأحبّه ما دمت قادرْ .)
وللشاعرة قدرة لافتة على تكثيف المعنى واختزال الصورة بكلمات معدودات ، وهو ما يُعرف بشعر التوقيقة أو التوقيعات التي تشبه ومضة سريعة لكن قدرتها على الإضاءة والكشف والتأثير والإثارة تفوق قدرة القصيدة الطويلة ، نحو الومضة في قولها :( يفتح ذراعيه ليضمني/ أهرب... ألتفت ورائي/ فأرى الفرح يمدّ لسانه/ ويهرب ...) فالومضة مفعمة بالدلالة من خلال مسهد حركي متوتر يتوزع على فتح الذراعين والهروب والالتفات ثم الهروب ثانية . وتختزل هذه الصورة المتعددة الأبعاد حركيا إشكالية علاقة الإنسان بما يسمى الحظ ، فقد يأتينا الحظ طارقا أبوابنا فنوصد الباب في وجهه ، وقد يمضي العمر ونحن نبحث عن عنوان سعادتنا دون أن نجده . هذه إشكالية وجودية يتصارع فيها العقل مع القلب دون جدوى .
وتميل الشاعرة في قصائد التوقيعات إلى الدعابة ورسم الابتسامة على شفاه قلوبنا نحو توقيعة (اشتراكية أنا) في قولها :( أحب الاشتراكية/ على أنواعها/ إلا واحدة/ أن تشاركني / أخرى في هواك ....) فالقلب الكبير الذي يتسع لعذاب الإنسانية جمعاء يضيق عن استيعاب امرأة أخرى .وكأن الشاعرة تعيد صياغة مشروعية الأنانية في الحب وفق الخطاب الثقافي السائد ، فمن البدهي أن يكون الإنسان أنانيا في حبه ، وإنسانيا عطوفا رؤوفا في تعامله مع الآخرين .
ويتحول الحب من إحساس مألوف إلى هوية في توقيعة (جواز سفر) إذ إن الحب ليست حرارة مشاعر ولا خفقات قلب ..بل هو وطن يُجسد لنا السكينة والفرح حينما يتحقق تفاعل بين الطرفين . وتوقيعة (جواز سفر ) تطرح إشكالية وجدانية وتثير سؤالا : لماذا يعجز الإنسان عن نسيان الحب ؟ ولماذا لا يقبل البديل ؟ سؤالان يعجز العلم عن الإجابة عنهما ، ولا يجد تفسيرا للتمسك بشعور نبيل ولو أدى هذا الشعور إلى الدمار .
في قصائد الشاعرة تقنيات فنية لافتة وبخاصة الصور الاستعارية التي تحول المعنى المألوف إلى معنى استثنائي ... وهذه هي الوظيفة الأساسية للشعر ..الوظيفة التي تعمق إحساسنا بالحياة ، وتفتح لنا نوافذ للتأمل ..كنا نظنها لا تُفتح .



#عمر_عتيق (هاشتاغ)       Omar_Ateeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العناقيد الدلالية بين العنوان ومضمون القصيدة في ديوان -هنا و ...
- ظواهر أسلوبية في مجموعة -مرآة وصور-
- وهج السرد في مجموعة خطأ مطبعي للقاصة إسراء كلش
- ثنائية الصمود والهروب في قصة - ورقة من غزة - لغسان كنفاني
- إشراقات فنية في ديوان الأخوين الشهيدين باسم وحسين لوالدهما ا ...
- تأملات نقدية في نصوص الأديبة سحر أبو ليل
- تأملات نقدية في قصائد سامح يوسف
- قصة قصيرة ( ولم لا ؟ ) بقلم : ضحى عمر عتيق
- قراءة في قصائد للشاعر عصام الديك
- وهج الحقيقة في كتاب ( هواجس أسير ) للكاتب الأسير كفاح طافش
- لمسات فنية في قصائد للشاعر جميل رفيق
- التعالق بين العنوان والقصيدة في ديوان ( دموع الحبق ) للشاعرة ...
- الترجمة والعولمة في سياق التواصل الثقافي
- ومضات نقدية في إبداع غسان كنفاني
- لمسات فنية في مجموعة ( فراشة الحواس ) للأديبة آمال غزال
- تقنيات أسلوبية في قصيدة (بيان الطفل الفلسطيني الثائر ) للشاع ...
- عرش النار
- مسرحية عودة الحارث للأديبة انتصار عباس


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر عتيق - رؤية نقدية في قصائد الشاعرة عائدة الخطيب