|
أجِد ريح ثَورة... في الخطاب
محمد أمل نزيه
الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 01:31
المحور:
القضية الفلسطينية
حِين أمرُ علَى مَا سَردَهُ الرُّواة مِمَّا تحققَ تحت ما ظلَّ هذه البقعة من سماواتٍ إبان ما قسموه مِن عصورٍ ودهورٍ؛ وبفضل عِلةٍ فكرية بي تمنعني عن الفصل ما بين رُقَع الأرض المختلفة ورقـَائع السماوات، أجدني قد آنست رِيح ثورة في القادم البعيد، البعيد. أنى ومتى فرغ صُنَّاع الوضع القائم مِن زخرفة توابيتهم وتابوت إلههم وما أن يستوي حملة هاته النعوش أشدهم أو يُزيل صنَّاعُ الوضع القائم سُميَّةَ الأخير مِن شرايينهم لينضموا لمن ستستوي أشدهم، والسواد الأعظم منَّا كناسون لنحمل الغسق أو الفجر أو ما أردنا نظيفاً لا يشبه شوارع رام الله وجاراتها ولا المليار فكرة وفكرة التي تدور في رؤوس روادها المسرعين عن الانعتاق. أشك كثيراً بأن تكون لي يد في الغد الذي سيجلبه مُريدوه لتكبل عقلي بقياسية، وترادفية، وشاعرية عقيمة هزمت ما أخالني فهمته من فكر اليسار واليمين العربي على تتابع السنين، لكني سأشارك بما أميل إلى أنه خطوة نحو مسيرِ آخر قد يُفقدُ من هم في الطليعة مكانهم لأنهم تمكنوا عن سابق إصرار أو وإرهاصٍ من نشر لوثة بأن الدرب نحو التطور هو ما سلكته أقدامهم البيضاء التي قد لا تكون بيضاء أو ما اكتشفته واعترفت بوجوده عيونهم الزرقاء التي قد لا تكون زرقاء هي الأخرى وكل ما ينطوي تحت ما يستحضره بياضهم من صفاتٍ قرينة ونقيضة لمن هم في ذيل المسير بالرغم من تقلديهم لرائحة نعال الخطوة الشقراء. وأخشى ما أخشاه بأن الوضع في رام الله وأخواتها أسوأ مما سلف، ففي رام الله وأخواتها حيث يصرخ كل شيء "لابد مِن خلق المزيد من الوقت ومالٍ لمزيدٍ من ’الفت‘". في رام الله يقض الرجل عمراً ليتسطح ساعة بالطول، وتارة بالعرض، وفينة بالشقلوب في قالب رجولة لا شرف بُنيوي فيه، ونسوة يذهبن ويجئن دهراً بين التَّعري لإظهار بأن ما ظهر وما بطن مِنهنَّ زينةً أو يتخفين حتى أعينهن لإيصال ذات الرسالة بمفرداتٍ أخرى. في رام الله كما قد يكون الحال في كل مكان في العالم، يأخذ الأطفال دروسهم الأولى حول السعي لمراكمة رأس المال في عِيدٍ لإله العدالة والرحمة! في رام الله كما في كِل مكان آخر في العالم وإن اختلفت الصور يُزوج الأب ابنته لحبيبها في أكثر السيناريوهات تفائلاً لِقاء مهراً مقدماً يُترجمُ في خِطاب الآخر بـِdown payment، وتكر العقود على يد المأذون وتزغرد النساء ويرقصن هنّ والرجال ليلة الزفاف لا ليعلنَّ بالضرورة انتصار الهو على الأنا العليا، ترتضيه الأخيرة لتطلق الأولى ضحكتها التي حرقت أعماراً وطاقة هائلة في سعيها للتحقق، نتيجة كبت جنسي كان لصيقاً للعبيد والرق طوال التاريخ. في رام الله يستحي الأطفال الذكور بأسماء أمهاتهم، ويعمل من ضحى أسيراً بِمَدٍ من عمره لقاء حرية مال بظنه أنه يعرفها كما أميل بظني لجهلها، نعم أمسى يبني مستعمرةً للقمة عيشٍ، لا بل ليخفض الصوت الصارخ في رام الله وجاراتها "لابد من خلق المزيد من الوقت والمال لمزيد من الفت". عِن الوكالة ومن فيها فليس الكعك إلا من العجين، ثُلةٌ وكلٌ يفك رقبة كل من ساورته إنسانيته للنظر في الوضع القائم أو الالتفات إليه. هي ذاتها هذه الطبقة التي تزرح عرقاً تدحرج كرة ثلجٍ من الخوف والرهاب لحمل كل من تلفظ العلقم في غير وجهه أو على أرصفة وشوارع رام الله وجاراتها وأهلها على بلعه لا بل قد يدفعه الخوف لاستطعامه واجتراره والانضمام إلى ركب من يدحرجون الكرة. في رام الله أجدني لا أجد الرضى في قسمات وجوه المسرعين، والمارين والواقفين والقُّعَّدِ والساجدين، والكل يركض للاستزادة من اللارضى. في رام الله يخلق الإنسان كما في أي مكانٍ آخرٍ من العالم ألف ألف عذرٍ لكي لا يدفع شيقلا كنعانياً لبقاء زيتونة تخاف الاقتلاع لأن شِلحاً مِنها قال أو فعل "اللا" بحق الوضع القائم. في تاريخ من مرُّوا والمارون ومن سيمروا ستجد إذا ما تسنى لك أناساً تحرروا بالسلم وآخرون بالعصيان، وآخرون بالسلاح، وآخرون بزهق المحتل أو انصهاره أو رحيله إلى أخره من سيناريوهات أعلمها وأخرى لا عِلم لي بها، لكن ستجد بأن تغييراً على صعيد الخطاب الأبوي الديني الإقصائي الجنسي الرأسمالي لم يحدث يوماً على الصعيد الجمعي، وأخشى ما أخشاه بأن يكون قد وجد طريقه لخريطة جيناتنا. لذلك تمر السنون ولم تُجسر فجوة الزمان لتعود أُم عزيز لدير ياسين "لتكسر" الخبز الذي أعدته صباحها ويكتمل نصاب أُسرتها، بل بالعكس إن الفجوة تجفو وتغور، في هذا الوقت الضائع، أو في تيهنا هذا في الوقت، لِم لا نلتفت إلى ذاك القابع في خلفية رؤوسنا الذي سيجعل أياماً يوماً واحداً ولكنه يهرمنا ويقتلنا، هذا الخطاب لعله يكون علة كل القرارات العبودية التي اتخذت طوال الشبق الهافت للتحرر وصمت الهزيمة المليء بالصراخ في أذان أقهر المقهورين في مجتمعنا. هذا الخطاب يجعل من تعميم وتفعيل حميد الخصال محال في رام الله وجاراتها، كم مِنَّا إذ ما نتره أحدهم أو أحداهن لكي لا يرمي ورقة على الأرض رد بفمه الملآن "زبالة مَكُلها هي"، وقِس على ذلك الكثير الكثير من تفشي منتجات الصهيونية، وشراء المستورد، والدين، والشحدة المستساغة، إلخ. كل هاته الأمور إذا ما دفعنا برفضها من حيِّزَ المحال للحقيقة، أمِيل بظني وبحدس أُمي أنني سنغدو للحرية أقرب. تخيلوا لو نزعتم عني ونزعت عنكم الكسل والضجر والجبن وشرعنا بأنفسنا وبمن هم تحت وصايتنا من أطفالٍ لنعلن رفضنا عن كل أو بعض ما هو أبوي ديني إقصائي جنسي رأسمالي فكثيرا ما ندرك ما لا نريد، فالنرفضه، ولنترك للوافدين الجديدين حرية خلق الفضاء البديل، دون إطلاق الأحكام التي لها من الأثر المكبل المهلك، ناهيك بأن ما سبق وما سيأتي من كلامي مثقل بالأحكام وهي حكاية ثانية تطول فكفكة عقدها. كم لفيض الأحكام التي تنصب في أُذني طفل أو طفلة عن شابة أو شاب تمشي أو يمشي مشية لا تتسق وقالب الذكورة أو الأنوثة أو لرأي غريب عمَّا يُتوقع وكثير من الأوات التي لها من أثر على تنميط سلوك النشء لكي لا يخدم أحداً، سوى من يشبقون لسوق القطعان لإخماد الرغبة أو لربما لشعلبتها. إن الانعتاق حالة رافضة لكل ما يكرس العبودية وكل ما في خطاب الوضع القائم هو أقرب منه للعبودية إلى الحرية أو لعلي أُهلوس. ستجدوني أو قد وجدني البعض أدخل مِن باب وأخرج مِن كوة، عن سابق قصدٍ وتصميم لأن ما مِن حقل مغلقٍ في هذا الكون المقفل، كما هي الثورة، التي أجدني ولرغبة في نفسي أطرد ريح الخبز مِنها، قد تبدأ مِن الأخير ولكنها قد تصبو للحرية، والمسؤولية والأخلاق.
#محمد_أمل_نزيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|