|
بانهمى8
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 26 - 09:38
المحور:
الادب والفن
وصلت البعثة الاجنبية كانت خليط من جنسيات مختلفة راقبهم من بعيد وهم يجهزون ادواتهم برفقة مسئولى الاثار المتواجدين لاحظ تلك الفتاة الى اصطدم بها صباحا تقترب منهم تتلفت من حول المقبرة تتحدث الى عامل الحراسة ..كانت تبدو له تائها فى موقع العمل فكر فى الذهاب اليها لاخراجها من هذا المكان يكفى انها كادت ان تفسد عليه عمله وهاهو وسط مبعثوين من الخارج سيفحصون المومياء والمقبرة من الداخل يريدون اكتشاف ما اذا كان الفرعون اللغز قتل حقا مثلما يرجح هو او اصابة مثل ابحاث اخرى ..كانت هناك ابحاث مصرية تتحدث حول لغز القتل هذا اما هو فيريد ان يكتب كيف حدث هذا ..ربما التقدم الوظيفى مرهون بنيل رسالة الدكتوراة لكن بالنسبة له هو يريد ان يعرف من قتله كيف وفى اى يوم هل هو من فعل ام الوزير الاول الذى تزوج من زوجته وربما هو من قتل ابن الحثيين يكفى ان لااحد يستطيع ان يعرف من ابيه ربما فعل هو ..ولكن من سيستمع اليه ان كان هناك اجانب ستبقى الاولوية للاستماع الى نظريتهم هم عن الفراعنة فحسب وهاهى تلك التائهة سمع العامل يردد انها موظفة من مصلحة الاثار ..موظفة قدمت لمتابعة واعداد تقرير عما حدث وما تم التوصل اليه ..كان يشعر بالاختناق يحاول ان يتابع اعمالهم كغريبا عنهم . يتباعها بعينه تتقدم تراقب الحبال الممدودة الغروب يقترب يتاكد الجميع من استعدادت العمل فى الليل هل ستدخل اليهم ربما هذا جزء من عملها ان تتابع ما يحدث فهى موظفة ستكتب تقرير عما حدث وتسجله وتعود لوظيفتها هناك فى الزحام من جديد بينما هو له اكثر من سبع سنوات اختار فيها الابتعاد عن اهله هناك فى الاسكندرية ليعيش بالقرب من وادى الملوك غاضبة منه امه يعرف يتصل بها كل فترة طالبا منها الا تغضب ببعده عنها انها لاتفهم انها ليست وظيفة بل بحث مستمر لا يستطيع القيام به بالقرب منها يعلم انه الباقى بعد ان سافر اخوته الاكبر منه الى الخارج يرسلون اليها كل فترة لايكثرون من الحديث لها يرددون الحياة صعبة بالخارج عمل لاوقت للراحة هى تنتظرهم دقائق كل ليلة فقط تراهم على هاتفها تراقبهم بخير تردد لايعرفون كيف وهم لديهم ابناء بما اخطأت ؟اخبرها انها لم تخطىء فى شىء ولكن الخوف رددت فليعودوا اذا يبتسم فقط ولا يجيب وهاهو قد اختار البعد ايضا تحضر اليه فى الشتاء لقد استطاع ان يحصل له على مسكن ثابت داخل البلد يقضى معظم وقته فى البر الغربى يجلس تحت الاعمدة يعتقد ان قربه حتما سيشرح له شىء ما لايعرف من ياتى لينظر من بعيد ويرحل.. كان يسرق الوقت للتجول فى الليل يشاهد حسن ذلك العامل الحارس للمرقبة وهو يرحل بسواحه على قاربه الصغير ليعود الى البر الاخر حيث المدينة ..ينهره بعينه كلما لتقاه وكانه يخبره ان عليه الرحيل معهم فعلها مره او اثنين سأله ان يعيده معه على قاربه لكنه كان يرفض ..من يبيت وسطهم يصير ملعونا فلما يبقى ذلك البحراوى المجنون كان يراها بعينه وسمعها منه غاضبة لكنه لم يعد ليكررها وكانه عاد لالتزام المسافات بينهم من جديد ..يعرف انه حارس وصاحب مركب صغير فى النيل..الوقت الذى تقل فيه الزيارات يقضيها جوار النيل لكن عيناه تقع على ذلك الغريب ..تعلم عادل ان يكون حذرا منه مع الوقت كلما مر بقرب عيناه يراها تزداد غضبا لايعرف فيما اخطات معه لقد نجح فى السنوات الماضية ان يتعرف على رفعت احد المرشدين السياحين هنا وحينها استطاعت معه ان يغزو المدينة ويتعرف على اهلها عن قرب ويتذوق من طعامها سعد انه استطاع ايجاد صديق اخبره عن خطيبته التى تنتظر منذ اربع سنوات حتى يسدد اقساط الشقة كاملة ويفى بكل المتطلبات حتى يتم الزواج يردد على الاقل تقف امامهم وتصبر عليه اخريات لتزوجن وانجبن الان كلما راته امها تغضب تخبره ان ابنتها ستبقى فى المدينة هنا الى جوارها ولن ياخذها معه الى بعيد لن تعيش فى الصعيد لقد ولدت بالقاهرة وستعيش فيها ..يردد لولا امها لكنا تزوجنا الان هنا وعشنا سويا هى ايضا خريجة سياحة يمكننى ايجاد عمل لها معى ولكن كل اهل يريدون ابنائهم الى جوارها ماذا لو اخبرتهم اننا سنرحل الى الخارج؟ نعم لاتتعجب ابحث عن منح لاكمل دراستى انظر من حولك الاحوال ليست دائما جيدة والى متى حتى اظفر بما يحتاج مثلنا فى بداية حياتهم ..كان عادل يفكر فى حديثه منذ زمن اطاح بتلك الفكرة من راسه منذ ان قرر ان يبتعد ويذهب الى الجنوب فتنتنه المعابد ربما تكون لعنة للفراعنة ولكن من ناحية اخرى ربما تريد له الفناء هكذا اخبر رفعت وهما يضحكان .. يعود ليراقبها من جديد تتحدث الى منصور حارس المقبره كان يعقد حاجبيه تراجعت عنه عند وصول مسئول الاثار بالمنطقة اقتربت لتتحدث اليه ربما تعرفه عن نفسها ..عدل من انتباه عنها وهو يراقب ثلاث رجال اعضاء البعثة يتحدثون الى المسئول يضيئون الانوار سيدخلون المقبرة ليلا سمع منصور مثل الجميع يصرخ لالالا بهستريا :مجبرة تانى فى الليل لالا مش كفاية اللى حصل عوض من شهرفات مات عاوزين مين المره دى انا ..المجبرة ملعونة ملعونة مدفون فيها جتيل عاوزين ايه بتقلقوا راحة اللى راحوا ليه يعنى ننبش فى المجابر حرام كفاية حاول المسئول التحدث اليه كان يصرخ لالا يابيه هتلعنونا طب ليه مرتى عيانه ملهاش دوا المجبرة السبب هى السبب عوض اخوى مات . كانت سيارة الحراسة والتامين قد وصلت رافبوا النقيب المسئول يحيط به وامينين الى جواره يجذبونه سريعا بعيدا ..اقترب منه احد اعضاء الابعثة كان يردد ماذا يقول اخبرنى ماذا يحدث؟ تلعثم عادل قليلا كانت المرة الاولى التى ياتيه احد منهم للحديث اليه ربما هو ايضا لم يحاول ردد اطمئن لاشىء انه خائف من العمل فى الليل بالمقبرة فقط ردد اوه تقصد لعنة الفراعنة حسنا فهمت هزراسه توقعت هذا اتصدق فى اللعنات ..هز عادل كتفيه:لا اعرف انها المرة الاولى التى اقترب فيها الى هذا الحد اوه حقا انها المرة السادسة كلما اقتربت يحدث شىء ما لكن لازلت حيا لم يستطيعوا هزيمتى ساهزمهم انا فى النهاية واعرف حقيقة ماحدث هناك ..اتخاف انت ايضا ..تعلم فقد طفلا وصديق ولكن لا لا اصدق انهم بتلك القوة لو كانوا لبقوا اليس كذلك ؟ حسنا لااعرف لم يحدث شىءبعد انها مصادفة اعتقد لااصدق بلعناتهم تلك كل ما يحدث لنا هو مقرر سلفا فلا باس انه قدرى ولا يمكن لاحد ما ان يغيره.
كفاية ياولدى اخوك مات عشان جاله المرض البطال فى معدته وكل البلده عارفة كده اشمعنا انت اللى معاند يا ولدى حرام ربنا يزعل منك اكده عاوزهوش يغضب عليك جول الحمدلله كده ياماه بدل ما تجوليله سيبه من شغله مع الخواجات والمساخيط ويرجع يشتغل وسطينا فى الارض تجوليله اكده معيرجعش منصور خير لما يحصل اخوه الصغير اسكتى يا بتى جوزك ده ولدى الكبير معيخفش عليه كد امه ولاحتى انت مرته تخافى عليه كدى استغفر ربنا ياولدى وجوم صلى انا خلاص سيبت امرى لله اخوك الصغير راح منى ارادته مهنعدش وياها واكثر من كده خلاص ولا كلمة ليس فقط هو من لا يستطيع الحديث امام امه ام منصور منذ شب صغيرا فى بيتهم وهى تجلس فى وسط مضيفتها على اريكتها تحكم وتفصل وسط نساء العائلة يرددون حباها الله بعلم من فوق لتحكم وتفصل حتى بات الرجال يستمعون اليها كانت المره الوحيدة التى راها تصرخ بزوجة اخيها وتنهرها بل وتطاردها حتى الخروج من البيت كانت تدعوها ابليسة فتردد ابليسة دى متدخلش عليه فى قعدة ابدا غير ذلك لم تحتج ان تكرر مطلبها مرتين كان يكفيه ان ينظر الى عيناها ليعرف انه خيب املها عندما رفض ان يذهب الى مدرسته الثانوية واخبرها انه لامدرسة له من جديد كان حلمها ان يذهب الى جامعة الاقصر لكنه لم يفعل فعلها عوض الصغير وتخرج من الهندسة ليلتها رقصت وسط النساء فرحا وهى من لم تهتز لشىء من قبل حتى صار ماحدث مثار تندر وسط النسوة بينهن عليها لكنها كانت تسمع ولا تبالى سعت حتى عمل فى الاقصر لم يكن يحب الخروج منها انه مثلها يقول ساعيش واموت هنا وهو ما حدث وكانه كان يعرف ان ايامه قليلة قالت له تزوج تزوج اسعاد انها ابنتى التى ربيت اريدها لك..لو نظرت لعين منصور لحظتها لرأت غضبه عليها قلبه الذى لم يشفى منها ابدا ربيت اسعاد معه هو ولاجله هو وليست لاجل اخاه الصغيرة اكتفوا باخراجها من المدرسة الاعدادية انه مثلها ولكن ام منصور اختارت ليس عليه الا الصمت يعرف فى قلبه انها تعلم ولكنها تحرمه يعرف ايضا ان ليس عليه سوى الطاعة لم يخالف كلمتها احدهم من قبل حتى صارت كبيرة العائلة يذهب اليها الكبير والصغير فى ادق تفاصيل حياتهم لتحكم عاش الى جوارها يراقب فحسب حتى تخطى الاربعين يراقب اسعاد جوار عوض يمنع عينه من ان تنظر لكنها لاتتطاوعه تكذب عليه وتريه صور اسعاد بدلا من تلك التى اختارتها له امه فاطمة انها لاتعرف كيف تفهمه لايحب النظر اليها لولا كلمات الناس لما انجب منها رزق بفتاة تلو الاخرى ثلاث فتيات يخبرها متى احصل على الصبى ام انك فحسب للبنات ؟ تبكى تنهره امه عنها فيصمت علم مثل الجميع ان عوض مريض قال نزله معوية لكنها بدات تقعده عن العمل والحياه اصبح يزوى من امامهم يوما تلو الاخر وهو يراقبه ويشعر بالذنب يشعر ان كره لاخيه قد قتله يوم ان مات بكاه وبكاه بعيا عن اعين الرجال لااحد يعرف انه حزين انه قاتل اخيه يعرف العشب الضار منذ يفاعته يعرف ان يهلطه بالنعناه والشاى ويسقيه اياه يعرف ان الموت سياتى بطيئا فلما يريد له العذاب فكر لايمكن ان يكون هو منصور وفعل باخيه هذا انها اللعنة ثلاث سنوات حارس للمقبرة الملعونة تاتيه الاصوات ليلا فلا يخاف منها والان عرف لعنته بلعنه قابيل فقتل اخيه . كيف يعيش قاتل اخيه تحبل زوجته تردد متخش ولد الدايه المره دى جالت اكده ربنا ميكسفنيش المره دى ولد هيكون عوض ينهرها لالا عوضلا مفيش غير عوض واحد وبس وراح سمعه خلاص. يبتعد ويرحل عنها فى الليل ولا تراه فى النهار تبكى لامها وامه تصمت حتى يعود تمر سبعة اشهر تصرخ الاما وتنزف المولود يحملوه وسط اقمشته بدمائه لايصرخ مخنوق ميت ازرق اللون ..تصرخ لم يعد يعود صار ينام فى مركبه ليلا ونهار اعتاد نوم النهر حتى نسى كيف ينام على فراشه من جديد .. عاد بعد غياب يردد البعثة الملعونة جيالنا بالخراب الحكومة ميهماش اهل البلد يهمهم يجولوا لا لا كفاية اللى حصل كام واحد من كل بيت لازم يموت تعجبت عندما نهرته قال اسكت احمد ربنا لعنه ايه مجدر ومكتوب يا ولدى مجدر من قبل كده راقبته يركض ضاربا باب الدار بيديه ليه كده ياامه مكان رجع لبيته وخلاص لا لسه يا بتى ابنى مرجعش كنت هعرف لو رجع ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما رسب توفيق الحكيم فى النظام التعليمى
-
بانهمى6
-
نعمة الاخيرة
-
بانهمى5
-
بانهمى4
-
نعمى12
-
بانهمى3
-
بانهمى2
-
نعمى11
-
بانهمى 1
-
نعمى10
-
نعمى9
-
نعمى8
-
نعمى7
-
ايام الكرمة19
-
نعمى6
-
نعمى5
-
نعمى4
-
نعمى3
-
نعمى2
المزيد.....
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|