عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 10:51
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
صورة أثارت الجدل وهي يجب ان تثير فعلا الكثير من الجدل والاستنكار .. إنها صورة الذل والخنوع التي انحني نائب في مجلس الشعب مفروض انه يمثل الشعب صاحب السلطة الحقيقية ليقبل يد المرشد العام لجماعتهم ( وكأنه المرشد العام لكل مصر)
فهل نتوقع ان يكون هذا النائب ولاؤه لمصر .. أم ولاؤه لولي نعمته ؟؟
والغريب في الأمر هو صورة المرشد .. وكأن مايحدث هو أمر طبيعي ولا ينظر لهذا النائب الخنوع بل ينظر للكاميرا فهي أهم له ..
كم هو عار لمصر ما يحدث .. مصر التي كان بها اول مجلس نيابي في المنطقة وكان بها اول دستور وهو أكثر تقدميه وانحيازا للشعب من الدستور الحالي او حتي ما يطالب به البعض من اصلاح ..
مصر محمد عبده وقاسم امين وسعد زغلول وطه حسين واحمد لطفي السيد ومصطفي النحاس والاهم عبد الناصر الذي قال ارفع رأسك يا أخي فقد انتهي عهد الاستبداد .. عاد اليها انحناء الجباه .. وعاد اليها الاستبداد والخنوع .. بعد اليوم الذي كان يجب ان تعود اليها عزة النفس بعد ملحمة العبور .. و المسئول .. هو جيل السبعينات .. قادة حركة كفاية .. الذين كانوا شبابا يقودون مظاهرات 68 و72 و77 .. وهم من سمحوا أن ينتصر عليهم ابو الفتوح وعصام العريان ومايمثلونه في الجامعات فانتصروا عليهم الآن في انتخابات مجلس الشعب ..
إن مجلس الشعب الحالي هو عار علي مصر .. مصر ثورة 19 ودستور 23 وثورة يوليو وحرب العبور ..
لقد فشل جيلنا فشلا هائلا .. والأمل في الجيل الحالي .. جيل شباب مصر ..
وأقول لهم فلترفعوا رأسكم ولا تسمحوا أن يستبد بكم إنسان بعد الآن .. لا المرشد العام! ولا الخاص ولا رئيس أي حزب سواء كان الحزب الوطني أو أي حزب آخر ..
لا تسمحوا أن يستبد بكم انسان او جماعة أو حزب لا باسم الدين ولا القومية ولا الهوية ولا الوطنية ..
المواطن الحر المتساوي الحقوق والواجبات والذي لاينحني ليقبل الايادي ولا الاقدام هو فقط القادر علي بناء وطن وصنع حضارة وتقدم ..
أما هذا الخنوع الذي فضحته الصورة .. فليذهب ليقبل يد سيده أو جزمته لا فرق ..
أما شباب مصر فهم سيرفعون رؤوسهم بإذن الله ولن ينحنوا لبشر مثلهم وسيصنعون المستقبل الحر لمصر .. مستقبل المساواة والحرية والديمقراطية .. وهؤلاء ال88 مقبلا للأيادي .. ستظهر الممارسة السياسية حقيقتهم ..
فرب ضارة نافعه ..
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟