أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم














المزيد.....

الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


كما يتبدى من كلمات الشاعرة حنين عمر في قصيدتها (رقصة الوهم) ، انها تحمل روح السخرية والتهكم من خلال استعمالها فعل (رقص) ، والرقص هو اهتزاز وتحريك الجسم على انغام الموسيقى ، كما جاء في في معجم المعاني الجامع ، فلان يرقُص في كلامه : إذا كان يتكلَّم بخفَّة وسرعة ، ورَقَصَ النَّاسُ في سَيْرِهِمْ : إِذا كانُوا يَرْتَفِعونَ وَيَنْخَفِضونَ ، وكذا رَقَصَ السَّرابُ : تَحَرَّكَ ، اِضْطَرَبَ ، الا ان الشاعرة اضافت الرقصة الى كلمة الوهم في مستهل القصيدة ، فجاءت عبارة (رقصة الوهم) ، لاخراج الرقصة من معناها الحقيقي ، وهو تحريك الجسم واهتزازه على انغام الموسيقى والذي نمارسه في حياتنا اليوميه بصوره عفويه ، فعندما نسمع خبر جميل ، فاننا نرقص بصوره عفويه دون أي ايقاع او موسيقى او نقوم به باسلوب ترفيهي ، كما في المناسبات والحفلات الخاصه ، وعندما نحزن على وفاة شخص عزيز فاننا نمارس رقصة الحزن بضرب الايدي على الرأس والتمايل وترديد عبارات حزينه والانحناء والصعود .. اذن الشاعرة حولت مجرى المعنى الى معنى افتراضي اخر ، يحمل روح التهكم والسخرية بقولها :

(رقصة الوهم
عندما يذبح شعب
ويظهر علينا الرئيس
يلعب الورق
ويضع نظارة سوداء)

وهنا يتوضح المعنى الظاهري المتحصل من عبارة رقصة الوهم .. لنجد ان الشاعرة تهاجم الوضع العربي في شقه السياسي بدلالة ذكر (الرئيس) ، وعزلة الطبقة السياسية عن طبقة الشعب ، وخاصة في الاقطار العربية ، ولاسيما ابتعادها عن الديمقراطية (فالديمقراطية مسؤول يراقب وقيادي يحاسب وصحافة تنتقد ، والدكتاتورية مسؤول يهتف وقيادي يصفق وصحافة ترقص . والدكتاتورية هي زفة لاتنتهي وطبول لاتسكت ومزامير لاتتوقف ، والديمقراطية هي بحث دروس وعلم وخبرة وحوار ونقاشات . والدكتاتورية مجرد أقواس نصر تقام وأعلام تخفق وثريات تتدلي . والديمقراطية هي أسئلة واستجواب ولجان تحقيق في كل صغيرة وكبيرة ومبارزة أفكار تعرض علي العامة ، وهي أيضا أيدي تعمل وتنشئ وتكتب وتخطط ، بينما في الدكتاتورية الأيدي مشغولة بالتصفيق والعقول غائبة بالترهيب والضمائر هامدة بالترغيب ، وفي الديمقراطية مقاعد لآلاف القادة والمفكرين ، وفي الدكتاتورية مقعد واحد للقائد الأوحد والمفكر الأوحد يبرز اسمه وتختفي كل الأسماء ، تظهر صورته وتختفي كل الصور وهو الرقم وكل من حوله أصفار وهو اللسان وغيره الأبكم لا يتكلم وفي أحسن الأحوال ببغاء يردد ما يقوله لسان الدكتاتور. في النظام الديمقراطي المسؤول يفكر قبل أن يقرر والدكتاتور يفرض رأيه علي الشعب لايهمه رضى العامة أو سخطهم) ، وهكذا فان قصيدة الشاعرة حنين عمر حملت الكثير من الهموم السياسية والاجتماعية ، التي يحفل بها مجتمعنا ، ولها تأثيراتها السلبية على مستقبل الاجيال العربية خاصة ، تقول في موضع اخر :

(كان هنالك من يرقص رقصة الوهم
على أرواح ابنائك
رقصنا رقصة الوهم
كلنا دون استثناء
فيا وطني كم أساؤوا اليك
بل كم أسأنا إليك
فأغفر لنا
رقصاتنا المقصودة وغير المقصودة)

واستمرت الشاعرة في كشف النقاب عن معانيها ، ومدى رفضها للواقع المر ، ورفضها للانظمة السياسية الدكتاتورية ، التي ترقص على اجساد ابناء الوطن ، متغطرسة في غيها وتعسفها ، ولا تدري انها ترقص رقصة الوهم ، سرعان ما تنهار انظمتها وتتهاوى وتسقط ، وتذهب الى مزبلة التاريخ , كما حدث في ثورات الربيع العربي ... وبهذا نجد (ان القصيدة الجديدة تحررت على صعيد تشكيل خطابها المستقبلي من احتلال وسطوة اللاوعي المجرد القائم على الانفعال البدائي، واصبحت خاضعة في مرحلة مهمة من مراحل انجازها الى الوعي بشكله المعتمد على الحرية والمتفاعل جدليا مع اللاوعي)


نص (رقصة الوهم) سقط سهوا من ديوان "منذ زمن المساء" للشاعرة حنين عمر الذي صدر في 2013 عن دار السفير تونس ..

ملاحظة : حنين عمر شاعرة وكاتبة ليبية



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر علاء احمد ، تتجلى معانيه بصور المفارقة
- الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف
- افياء الاسدي : الشعر والحضور
- الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة ...
- (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي
- صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم