ماذا اضاف عدنان إبراهيم ؟

يونس تاج الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5319 - 2016 / 10 / 20 - 22:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

يبدو أن الإفتتان بالمفكر عدنان إبراهيم وخاصة من فئة الشباب يأتي نتيجة أن الشباب دائما ما يتحمس للثورة على الأوضاع والأفكار الموجودة وتستهويه الأفكار الثورية المستجدة وظاهرة عدنان إبراهيم ربما لا تخرج عن هذا المسلك ، بالإضافة كون أسلوب عدنان إبراهيم الساخر من السائد الغير الصحيح وطريقة الإلقاء يجد في هذه الفئة ما يبرهم .

كما أن سعة الإطلاع لا تعني بالضرورة سعة الفهم ، كما أنه أحيانا تكون سببا في قلة وسوء وتشتت الفهم ، حينما تريد التوسع فيما لا يتوسع فيه.

إن العامة لا تفرق بين المعرفة وجدوى تلك المعرفة وإنما تنبهر بالمصطلحات البراقة و الألفاظ المتكلفة و تنظر لمن يفوقها ثقافة وإطلاع، على أنه عظيم ولا يشق له غبار ، بيد أن أبعد الخلق عن تقييم مثقف ما، هم عامتهم.

ولسنا هنا نبغي تقييم بقدر ما نورد رأيا فقط ، لذلك الذي يوضح جدوى طرح د.عدنان إبراهيم ليس كثرة متابيعه وإنما قوة طرح ورجاحة أدلته . ونرى أن أفكاره في الشريعة الإسلامية ليس بالجديدة فقد طرحها قبله الكثيرين و لربما أجادوا أكثر في الإستدلال .

أما عن إلمامه بالفلسفة وإستخدمها في قضايا الدين، ليفك رموزه ويبين حقيقته ، فليس الدين بذلك الغموض ولاتجلي الله سبحانه وتعالى في كونه ضامر للحد الذي نحتاج إلى براهين معقدة تظهره ، كما ذهب قبلا "إخوان الصفا" في القرن الثالث الهجري ، في محاولة منهم للمنافحة عن اللإسلام وإيجاد أجوبة لأسئلة إستجدت بتوسع رقعة المد الإسلامي وتنوع الملل والنحل .

وأحيانا يجهد الدكتور إبراهيم ليسقط قدرة الله تعالى على قوانين الكون ، وكأن قدرة الله لا يمكن أن تخرج عن قوانبن الكون !! ، وهذا التوجه قد يجعل العكس هو الذي يحدث ، إذ أنه ربما يجر الدين الفطري البسيط إلى وحل من الفلسفة والجدل ، وبالتالي تفسير بعيد عن روح الدين الذي أنزل على الرعيل الأول الذي كانوا في غاية البساطة والنقاء الفطري ، فإستسقوا من المنبع الأصيل مباشرة الذي هو القرآن فهموه على بساطته ودون الحاجة لعلم المنطق والفلسفة اليونانية .

وإنما فهم الدين على حقيقته يتأتى من خلال التجرد من التكلف والتعقيد ونشدان المقصدان الأصيلان الذان المثمتلان في العدل والمصلحة ، فحيث كانت المصلحة فتم شرع الله ، ولا يكمن فهم القرآن بالشكل السليم إلا من خلال القرآن نفسه ، فهو يفسر نفسه بنفسه وتبين لغته عن لغته ، وهي لغة عربية خاصة بالقرآن.

#يونس_تاج_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات