أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - تحالف الطامعين والتفاحة الحمراء وطبول ايران في بغداد















المزيد.....


تحالف الطامعين والتفاحة الحمراء وطبول ايران في بغداد


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحالف الطامعين والتفاحة الحمراء وطبول ايران في بغداد
صافي الياسري
التحالف الذي ضم المعارضين الشيعة والاكراد والقوميين العرب والشبك والتركمان والعقائديين الشيوعيين والبعث المنشق وغيرهم اطلق عليه تحالف المضطهدين في اشارة الى ما عانوه من اضطهاد من قبل البعث الصدامي ، وتحالف المضطهدين هو الذي استلم السلطة بعد احتلال العراق وسقو صدام حسين ،انما على اسس المحاصصة والتوزيع الطائفي والعرقي ،وبذلك اثمر دولة فاشلة عمادها الفساد والفاسدون ،وحين ارادت اميركا احتلال العراق واسقاط حكومة صدام ،جمعت حولها تحالفا اسمته تحالف الراغبين وعدتهم بتقاسم الكعكة ولكنها اشركتهم في تقاسم التكاليف ،وغادروا العراق جميعا نهبا لاقتتال مرير بين مكونات العراق التي كانت متعايشة ابان العهد الصدامي ،واليوم تطرح كعكة الموصل التي يجب تحريرها نوعا اخرا من التحالفات ،هو تحالف الطامعين بحسب رؤيتي ،ويضم الاكراد الطامعين في ضم مناطق من الموصل الى كردستان تحت تسمية الاراضي المتنازع عليها ،والشيعة الطامعين الى فرض سلطانهم على سنة الموصل واقصاءهم عن مطبخ قرار الدولة العراقية ،والعرب السنة في الموصل وكركوك والرمادي وديالى لاقامة الاقليم السني ،وايران لاحتواء الموصل كمحطة في طريق يمتد الى سوريا وصولا الى المتوسط ولبنان ،وتركيا لاقامة منطقة نفوذ لتامين حدودها وحصر البككه ،واميركا لابعاد روسيا عن ان تكون احدى الدول المتصارعة النافذة في اقليم الشرق الاوسط ،والسعودية ودول الخليج الساعية باموالها لابعاد النفوذ الايراني عن العراق وسوريا والمنطقة العربية بعامة ،واقامة كيان سني في سوريا والعراق مبنيا على لبنات سنية اولها الموصل .
فما الذي سيثمر عنه هذا التحالف ؟؟
الطبول التي تقرع اليوم على انغام تحرير الموصل نؤكد وبلا ادنى شك او جدل انها ايرانية الصنع والمقامات والالحان والكلمات التي ترافقها انما هي كلمات فارسية يؤديها عرب عراقيون اسلسوا قيادهم لخامنئي فهم لا يترنمون باشعار جلال الدين الرومي وانما بشعارات خامنئي متغنين بالدولة الشيعية الكبرى ،نقرأ في كتب التاريخ ان العثمانيين مصطلح عجز المترجون عن نقله الى العربية او تقريبه من الفهم العربي
هو : "التفاحة الحمراء". ويقول احد الكتاب العرب - اختلف الباحثون حول المقصود بـ"التفاحة الحمراء"، فمنهم من اعتبرها روما، وهناك من قال فيينا، وبعضهم اعتبرها البندقية، وهناك من قال إنها الجنّة. وقد ظهر هذا الاصطلاح بعد فتح إسطنبول "روما الشرقية"، لذا لم تسمى المدينة بـ"التفاحة الحمراء". ولكن من يسمع الساعين لتأسيس "دولة العدل الإسلامية"، "داعشية" كانت أم "إمامية شيعية"، يُدرك أن هدفهم هو "التفاحة الحمراء" أي إسطنبول القسطنطينية، ( او يغداد ودمشق وبيروت مجتمعات ) ويمكن أن تكون الموصل، وحلب، وصولاً إلى مكة.

طموح القسطنطينية "الداعشي" العقائدي أو "الإمامي" الشيعي، الثأري،( الذي اعلن عنه قائد ميليشيا عصائب اهل الحق ) هو أداة مؤثرة جداً في الجعجعة، ولكن السياسيين العقلانيين يعرفون أن الجعجعة شيء والطحين شيء آخر.

الأميركيون الذين يقودون المليشيات الإيرانية ويحرسونها بطائراتهم يتحدثون كما لو أنهم الناطقون باسم "الولي الفقيه". حتى إن الناطق باسم الخارجية الأميركية قال: "تركيا ليست ضمن تحالف تحرير الموصل"، وهي بحاجة الى موافقة بغداد لكي تكون ضمن هذا التحالف، ما أوحى بأن الموقف الأميركي يزداد تشدداً في مواجهة تركيا.

ويضيف الكاتب العربي ان ثمة حلقة مفقودة في مسلسل التصريحات النارية المتبادلة بين بغداد وأنقرة: إيران. مشهد غريب حقاً، كل مريدي "الإمام الفقيه" وصولاً إلى دراويش التكية الشيوعية يجعجعون، بينما الرياح القادمة من قمّ لا تحمل أي صوت حول هذه القضية، فالصمت المطبق هو الحاكم على تلك الجهة.

صباح اليوم الثلاثاء كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يخطب بالأكاديميين الأتراك، بمناسبة بدء العام الأكاديمي في المجمع الرئاسي. وفي الوقت ذاته كان رئيس حزب "الحركة القومية" دولت بهتشلي، يخطب في مجموعته البرلمانية في المجلس النيابي. اللافت أن الاثنين تحدثا بشكل واضح ودقيق وصريح، وانسجام يكاد يكون متطابقاً، بأن مشاركة تركيا في معركة الموصل هي من الأمن القومي التركي، ولا يمكن التخلي عنه. دولت بهتشلي، زاد على ذلك، وأضاف إلى الموصل حلب. بينما أضاف أردوغان بأن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا منه المشاركة في التحالف ضد "داعش".

بعد هذين الخطابين بقليل، تحدث رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم لمجموعته البرلمانية، وقال مكذباً الناطق باسم الخارجية الأميركية حول عدم وجود تركيا في "التحالف الدولي"، وحاجتها لإذن بغداد، بالقول إن الطائرات التركية شاركت في قصف مواقع "داعش" في الموصل. وبعد ذلك أعلن وزير الدفاع التركي فكرت إشق، من روما، بعد اجتماع لوزراء دفاع جنوب غربي أوروبا أن وزارته توصلت إلى اتفاق مع "التحالف الدولي" للمشاركة في معركة الموصل. ومع ذلك، فالصراخ مازال مسموعاً من بغداد حول دحر تركيا، والحصول على "التفاحة الحمراء".

إذا كان الصمت الإيراني مريباً، فإن الإصرار التركي على حقه بالدخول في معركة الموصل يُثير ريبة أشد، فما هي الورقة التي لدى أنقرة وتجعلها تفرض تدخلها؟ فأعداد القوات التي دربها الأتراك في إطار ما يسمى "الحشد الوطني" صغيرة، وليست مؤثرة كفاية.

لعل إيقاف قوات البشمركة الكردية التابعة للبرزاني قافلة للجيش العراقي متجهة إلى بعشيقة، حيث الجنود الأتراك، يعطي مؤشراً على تحالف مصلحي بين الطرفين. فإقليم كردستان العراق لاعب رئيس ليس في إقليمه فحسب، بل في بغداد أيضاً، وليس من مصلحته تهجير سكان الموصل إلى كردستان وإحداث خلل ديموغرافي هناك. ولعل البرزاني يلتقي مع أنقرة بهذه النقطة، فالأتراك أيضاً يعلنونها صراحة بأنهم يخشون صراعاً مذهبياً وتغييراً ديموغرافياً ليس في مدينة الموصل فقط، بل في محيطها كله، خاصة في القرى التركمانية هناك. وحشدوا عشرات الآلاف من جنودهم على الحدود العراقية التركية مقابل الموصل.

وبالفعل اعترف الرئيس الأميركي في اليوم ذاته، بصعوبة معركة الموصل، وبأنه لا مفر من أن تؤدي المعركة إلى نزوح عدد كبير من سكان المدينة.

مساء الاثنين، أعلنت باريس عن مؤتمر دولي سيعقد الخميس، لبحث قضية مدينة الموصل، وإدارتها بعد تحريرها من "داعش"، وأن 15 دولة مدعوة إلى هذا الاجتماع، ولم تكن تركيا مدرجة بينها، على الرغم من تكرار تصريحها: "سنكون في ساحة المعركة، وعلى الطاولة".

صباح الأربعاء، وُجّهَت دعوة رسمية لتركيا لحضور هذا المؤتمر، كما أضيفت بشكل مفاجئ دول الخليج العربي، وارتفع عدد الدول المشاركة إلى 20 ليس من بينها إيران. ولابد هنا من التذكير باتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة مؤخراً في اجتماع وزراء دول خارجية "مجلس التعاون الخليجي" مع تركيا، وتقارب الرؤى بين الطرفين حول قضايا المنطقة، خاصة سوريا والعراق.

بالطبع عدم مشاركة إيران في الاجتماع لا يعني غيابها، فوزير الخارجية العراقي الذي سيجلس على رأس الطاولة إلى جانب الوزير الفرنسي، سيكون مندوباً عن خارجية إيران. بالإضافة إلى أن الجيش العراقي بحد ذاته، هو جزء لا يتجزأ من الجيش الإيراني.

وبعد هذا الإعلان بساعة فقط أعلن عن زيارة وفد من الخارجية العراقية إلى أنقرة رغبة بحل الأمور العالقة بين البلدين بالطرق الديبلوماسية. ومن المتوقع أن يغادر الوزيران العراقي والتركي إلى باريس من تركيا لحضور مؤتمر الموصل الدولي بباريس.

وقبل انتهاء اليوم، جرى اتصال هاتفي بين أردوغان وبوتين، وبحسب البيان الرئاسي التركي، فإن الحرب على "داعش"، وتأسيس وقف لإطلاق النار في حلب، هي المواضيع التي ناقشها الرئيسان.

يبدو أن تركيا قد غيرت طريقة تعاملها مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد ما رأته منها على مدى أكثر من خمس سنوات في القضية السورية. يمكن القول إن أنقرة تمارس نوعاً من فرض أمر واقع على الولايات المتحدة مستغلة الحالة الانتقالية هناك بين عهدين، والتحضير للانتخابات. ومثلما تمكنت من فرض أمر واقع شمالي حلب لم يستطع حتى حلفاء النظام السوري الرئيسيين انتقاده، بل بات من الواضح أنهم يخافونه، فهي تسعى لفرض أمر واقع في أماكن أخرى يمكن أن تكون منها الموصل. وتركيا لا تخفي أن قواتها المحتشدة على الحدود مع العراق لديها خطط متعددة، ومن بينها "درع دجلة" وهذا بالطبع ما يذكر بعملية "درع الفرات".

غُيبت تركيا عن الساحة الإقليمية بقرار أميركي ورغبة إيرانية وروسية، ولا يمكن القول إنها تستطيع العودة بإمكانياتها الذاتية، فحتى فرض الأمر الواقع الذي تسعى إليه يحتاج إلى قبول أميركي، أو غض طرف على الأقل. ويبدو أن إدارة أوباما لا تريد ترسيخ انطباع التردد عنها قبل مغادرتها البيت الأبيض، وهذا ما تستغله أنقرة جيداً.



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والعراق تحت المطرقة
- اشتراك ميليشيات ايران في معركة الموصل انذار بشر مستطير
- جلادو الشعب الايراني ماكنة الاعدامات ستبقى شغاله
- اكاذيب خميني وخامنئي
- جواسيس ايران في اوروبا
- بذرائع واهية اوباما يهدد بنقض قرار الشفافية المالية لقادة اي ...
- ما الذي حققته ايران لنفسها ولدول عدم الانحياز خلال رئاستها ا ...
- تركيا اردوغان وتبدل الاولويات في سوريا
- محاكم التفتيش الايرانية تجلد الكلمه
- تقليص عدد النواب هل يحتاج تعديلادستوريا ؟؟
- الحركة التكفيرية الاسلاميه -3-
- الحركة التكفيرية الاسلامية - 2 -
- نوستالجيا ايبيرية - تغريبة بدوي عراقي
- الحركة التكفيرية الاسلامية - 1
- خميني الدموي يصر على اعدام النساء - تسجيل منتظري الصوتي
- شطب الوثائق لن يغير الحقائق
- من هم الصلبه او الصليبه
- بدات حرب الردة في البرلمان
- اوراق بغدادية - امانة بغداد ومنزل ساسون حسقيل
- النظام الايراني يختنق ماليا


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - تحالف الطامعين والتفاحة الحمراء وطبول ايران في بغداد