سليمان غانم
الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:22
المحور:
الادب والفن
كانت نون النسوة محرابا على مشارف صحراء نابولي، حيث يرقد جوهر الصقلي بعد أن عاد بحجر من أرض الفراعنة وضعه تحت ابطه، كما يضع المؤمن حذائه قبل ان يدخل الى الحسين، و يخشى عليه السرقة و يخشى على نفسه الورع.
توسده و نام و تاه في زحام جنود هانيبال، لم تكن الفيلة قد أدركت انها ليست في أرضها بعد، فكانت لا تحترم إشارات المرور، و لا تعليمات شرطي المرور، و حين توقفت حركة السير، لجأ هانيبال لأول كنيسة أمامه هناك ليتذكر أن كان اليوم يوم جمعة.
و حين خرج مسرعا لجنوده، كان جلد الثور قد اختفى، ربما التحف به جوهر الصقلي، فبرد صحراء نابولي كان شديدا، و نابولي لم تكن الاندلس، لم يهتم احد بها، فكانت شوارعها خالية و باردة. هي تحمد الله اليوم أن احدا لم يهتم بها، لكن جوهرا حين عاد بعد ألف عام و وجد ان الأزهر الشيعي تحول لكنيسية سنية لاهوتية، أخذ حجرا من هناك و عاد لينام.
لذلك كانت نون النسوة حلقة ذكر صوفية، و دخان حشيش من نوع لا يعرفه، دروشة و انعتاق و شوق، و،،،،،،،،،،حي،،،، الله حي،،،،، و من يعترض،،، لن يجد سوى .........
الله،،،،،حي،،،،،،و حي لا يموت،،،،و حين افاق وجد نفسه غصن شجرة مكسور وسط ساحة عامة بمدينة عربية، أخبر شيطانه انه سيغيب للحظة و يعود، و حمل منقاره و طار بحثا عن بقية ريشه. كانت السماء تمطر خطبا و شعارات، و هو يحاول تجنبها لكي يصل في ميعاد حفل الكوكتيل الذي تقيمه سفارة ابناء العم على نخب الروح الرياضية.
و هنا، تذكر الماضي كله في لحظة و تمنى أن يموت حالا، أو أن لا يموت ابدا.
#سليمان_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟