خالد درويش
الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 11:27
المحور:
الادب والفن
في فضاء الفيس بوك
في هذا الفضاء الأزرق
ثمة أشياء تعجبني..
الاطلالات البسيطة للناس في ايقاعات يومهم العادية،
تلك التي تحمل شحنات الفرح؛
صور الأطفال حديثي الولادة،
تداخل الحروف في كلامهم الأول،
وخطواتهم المتعثرة على الطريق بين النافذة والسرير.
بهجة العذارى على النوافذ بمرور وسيم الحيّ،
وتلذذ الضيوف بطعام حضّرته السيدة خلال ساعات من التعب والقلق.
عودة الأب من عمله في ساعات العصر بكيس مليء بالحلوى،
وأحواض القرنفل والنعناع على الشرفات المخنوقة في المدينة الكبيرة.
تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الشهيد،
ونصوص الأسير عن الحنين إلى الفضاء والأحباب وراء الأسوار.
الحزن العميق على وجوه الرجال عند البيوت المحروقة بالثأر،
وأفراح الفلاحات بالعرس.
المراهق الخجول في الصور الجماعية للعائلة،
والأخبار النافعة في التاريخ والطبّ والفضاء.
وثمة أشياء لا تعجبني..
التغني بالدم،
والمبالغة في التعبير عن محبة القدس.
البيانات البلهاء عن انتصارات لها وقع الهزيمة،
وغرور الديك الواقف على مزبلة.
اليقين في الرأي،
والثرثرات عن المصالحة.
نجاحات الوزير والسفير
وحديث الفاسدين عن الفساد.
أضاف وأردف، من نافلة القول، ومما لا شكّ فيه،
واستقواء الأبله بصورة تجمعه مع الزعيم.
الاشارات المجردة الواردة من مقاعد صالة الانتظار في المطار،
وتحيات الصباح الخاوية التي يبعثها الأصدقاء إلى الأصدقاء.
#خالد_درويش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟