أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سائق الكيّا














المزيد.....

سائق الكيّا


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


سائق الكيّا
محمد الذهبي
في ظهر تموزي لاهب وتحت سماء تكاد تكون عمودية على رأسه، بانتظار سيارة تقله الى البتاويين حيث مركز الجريدة ومالكها صاحب الحزب العلماني الجديد الذي يحاول ان يخترق (الحجب)، توقفت سيارة كيّا فارغة وصرخ السائق باعلا صوته: ( استاذ رايح للباب الشرجي، تعال اصعد) هرول باتجاه السيارة واستقل المقعد المجاور للسائق، اخرج الاجرة، فاعترض السائق بشدة، فاعادها الى جيب قميصه، مشت السيارة قليلا وكان هناك اناس يقفون على حافة الشارع، الا ان انه لم يقف، استدار اليه: ( ابني انت على باب الله، ليش متشيلهم وتخلصهم من هذه الشمس المحرقة؟)، فرد السائق: ( لا استاذ ،آني ماطالع اشتغل، بس شفتك ووكفت، استاذ همزين بطلت من المدرسة، خلال سنتين اتزوجت واشتريت سيارة، استاذ بس اسمحلي اسألك سؤال: ليش تقشمرون الناس بالمدرسة؟) نحن لانخدع احدا، نحن بحسب قواعد التعليم نهتم ببناء الانسان، ولانهتم متى يتزوج او يشتري سيارة، نحن مهمتنا محددة نضخ المعلومات ونحاول ان نهتم بسلوك الطالب في هذه السن الخطرة، لم نتعهد لاحد بانه سيكون من اصحاب الاموال، نقول له: ستكون طبيبا ومهندسا ومعلما واستاذا جامعيا، ونحن في كل ادبياتنا نختلف عن التجار، او اصحاب المهن، لاننا نتقاضى مرتبا محددا، ها انذا تراني لي عند رئيس التحرير في الجريدة التافهة التي عملت فيها بلحظة ضعف 250 الفا اجرتي عن تصحيح وتحرير وكتابة في عددين للجريدة، كانت فترة العمل فيها ثلاثة اسابيع، لكن رئيس الحزب الذي يدعي الوطنية يتهرب مني ويريد ان يصادر جهدي.
تعرف استاذ انا تأتيني مليون دينار وانا جالس في البيت، تطوعت شرطيا بعد ان رسبت في الثالث ثلاث سنين وانت تعرف، ومرتبي يتجاوز المليون واربعمئة دينار، اربعمئة تروح للضابط ويرسل لي المليون، وانا هنا اعمل بسيارتي ، (وخير من الله)، لا ابني ليس الامر هكذا ولادخل لله فيما تحصل عليه من اموال غير صحيحة، انت تسرق هذه المليون من افواه الجياع، والضابط يسرق الاربعمئة الاخرى؛ أتعرف لماذا لم تستمر في المدرسة؟ فرد باستغراب: (غير دماغي مياخذ)، لا ابني دماغك مثل ادمغة الآخرين، لكن ما تؤمن به انحرف بك عن طريق المدرسة، أتتذكر كم مرة حاولت معك بدون فائدة، ( اي استاذ آني مو مال دراسة، بس استاذ تقبل اصير مثلك)، انت صاحب عائلة ومرتبي ضعف مرتبك وانا اصغر من اصغر ابنائك، عزيزي انا لم اتكلم عن المال وكم املك منه، انا اتكلم عن شيء آخر، انت تستطيع ان تغش الآخرين وتخدعهم، لكنني لا استطيع، ولايمكن ان افعل هذا، انا ابحث عن جوهر الانسان واحاول ان ازيح غبار الظروف عنه، ولايمكن ان اضع نفسي معك بمقارنة مهما كان الفارق في المرتب او التحصيل المالي، حين ينجح لدي اربعون طالبا من اصل خمسين، تلك هي ذروة النشوى لدي، (استاذ بدون زحمة شنو نشوة)، ضحك الاثنان وكادت السيارة ان تتجاوز المكان الذي يقصده، واصر علي على ايصاله لاقرب نقطة، واعتذر منه ومدحه كثيرا وقال له: استاذ لحد الآن اتذكر كلماتك، وآخر انشاء امرتنا بكتابته وهو حديث للامام علي: يتكلم عن المساواة بين الناس، وحتى هذه المفردة المساواة لم اكن اعرفها، انت عرفتني بها، تتذكر استاذ الحديث، نعم ابني: الناس صنفان، اما ا خ لك في الدين او نظير لك في الخلق، وانت الآن تعترف انني تركت فيك اثرا طيباً، هذا الفرق عزيزي ، هذا الاثر لايتركه تاجر او سياسي فاسد في ذهن احد، المعلم فقط هو صاحب الذكرى الجميلة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهول القديس
- الحصان الاعمى
- الحمقى لايرقصون
- سليمهْ
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سائق الكيّا