|
عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 01:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عودة بوتين من برلين للثأر من واشنطن
مروان صباح / من المؤكد ، إذا استطاع المرشح الجمهوري دونالد ترامب الوصول إلى البيت الأبيض ، ستكون موسكو نجحت في تسديد ثأر سياسي من نوع ثقيل ، وتكون قَد بدأت مرحلة تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية ، تماماً ، على غرار ما صنعه الثنائي مخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن ، في حقبة الإتحاد السوفيتي ، عندما استطاعت وكالة المركزية الأمريكية ، تفكيك النظام البلشفي ، بعد التخطيط لذلك ، وقد تكون أيضاً ، وكالة السي آي إيه ، وهذا باعترافها ، أنها لا تخشى بين سبعة مليار إنسان في هذا الكوكب ، كما تخش من رجل اسمه الحركي بلاتوف ، الملازم الأمني السابق وضابط المخابرات في ال كي جي بي ، الرئيس الحالي بوتين ، ولد فلاديمير بوتين في عام 1952 م ، في مدينة سانت بطرسبورغ من أب ، فلاديميرفيتش ، سياسي شارك كمقاتل في الحرب العالمية الثانية ، دفاعاً عن مدينة لنين غراد ، حسب السيرة الذاتية المنتشرة في أوساط الروس ، كان يطلق على الطفل بوتين ، من قبل الجيران والأصدقاء ، بالأقوى ، حصل في عمر الثامنة عشر على حزام الأسود ، في رياضة الجودة وتخرج من كلية الحقوق وخدم على الفور في جهاز الأمن الدولة الروسية ، وأصبح خلال فترة وجيزة ، يُعرف بين زملاءه في جهاز ال كي جي بي ، بالملازم بلاتوف ، الاسم الحركي للرئيس بوتين ، تحول اسم بلاتوف يثير الرعب في داخل روسيا وخارجها ، حيث ، أرسله جهاز الاستخبارات إلى ألمانيا الشرقية ، كضابط نقطة في ألمانيا ، لكنه ، عاد إلى موسكو بعد انهيار جدار برلين وخلال مرحلة تفكك جهاز الاستخبارات ، السيف والدرع للثورة البلشفية والحزب الشيوعي .
خلال تسعة سنوات ، تمكن بلاتوف من الوصول إلى رأس الدولة ، تولى منصب الرئاسة في الكرملين والبلاد في حالة من الانحطاط ، الكامل ، لكنه ، استثمر الوقت لصالح برنامجه ، سحق رجال العصابات في الشارع ووضعهم في السجون وطهر الأجهزة الأمنية وأعاد بنائها وأصلح القضاء وسيطرت بعد ذلك حكومته على البنوك والاقتصاد وأعاد الأكسجين للطبقة الوسطى فرفع من مستوى معيشتها ، كما أن ، شهدت الصناعة العسكرية ازدهاراً وتحسنت بشكل ملحوظ وتحسن الاقتصاد الروسي بفضل النفط ، هكذا تحولت روسيا إلى قوة فاعلة في محيطها والعالم ، وأصبح ضابط المخابرات ، سابقاً ، الملازم بلاتوف ، بوتين اليوم ، بالنسبة للروس ، بطل قومي ، حيث ، صنع معجزة ، لم يقدر على صنعها سواه في العالم ، خلال 12 عام فقط ، وقف الرئيس بوتين ، يخاطب العالم من خلال الروس الحاضرين ، اليوم أُعلن عن انتهاء حكم القطب الواحد ، ومن ثم غادر المكان بعد خطبته الشهيرة ، وهو يحمل مشروع ، الثأر لروسيا .
يبدو أن هناك تقاطع ، فعلاً ، بين روسيا الاتحادية ، الدولة المقصوص أذرعتها ، وبين من يتحكم في الاقتصاد والسلاح والغذاء في العالم ، على إضعاف الولايات المتحدة ، بل ، كما تشير الدلائل ، يراد تفكيكها ، وإخراجها من مركز الهيمنة التى تشغلها كجبارة ومتفردة بحكم الكون ، ، لكن ، ما تسعى إله موسكو ، هو ، الثأر من طرفي كانا السبب في تفكيكها وانهيارها وتدمير اقتصادها ، بالطبع ، الثأر من الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ، والطرف الأخر ، مجاهدي افغانستان ، عرب ومسلمون من السنة ، وهذا يفسر ، إصرار الرئيس بوتين ، على مواجهة الجماعات المسلحة الإسلامية في سوريا ، بعنف ، لم تشهده سوى مدينة غروزني ، يعتبر الجماعات امتداد طبيعي لمجاهدين افغانستان ، الذين كانوا السبب ، في هزيمة الإتحاد السوفيتي في افغانستان ، حيث كانت الخسارة ، هناك ، الفاعل الحقيقي في انهيار الدولة السوفيتية ، والذي يجعل التدخل الروسي في سوريا ، فرصة نادرة للثأر ، من المرجح ، أنها لا تتكرر ، أما ، عودةً إلى الطرف الأول ، نعود إلى مسألة تفكيك أمريكا الشمالية ، ففي المراحل الأولى من تفعيل ال كي جي بي ، استطاع جهاز الاستخبارات ، الحصول على سر القنبلة الذرية من قلب مشروع مانهاتن ، وذلك بفضل عملائه المزروعين في المحطة ، وهنا المرء ، لا يستبعد أن تكون الاستخبارات الفدرالية الروسية ، اليوم ، استطاعت ترتيب المرشح للرئاسة ، دونالد ترامب ، فهو ، يشبه يلتسن في التبعية والانقياد والتخبط وعدم المبالاة .
في حقيقة الأمر ، وهذا مؤرِّخ ، لم تنتصر الولايات المتحدة الأمريكية على الإتحاد السوفيتي في افغانستان ، إلا عندما قاد العرب ، معركة اخراج السوفيت من الأراضي الأفغانية ، بالطبع ، شكلت المملكة العربية السعودية ، العنصر الداعم الأهم ، للمقاتلين في حينها ، وهذا يعيدنا إلى حرب الأمريكان في فتنام ، عندما اعتقدت واشنطن ، أن الانتصار حليفها ، كانت النتيجة عكسية تماماً ، تكبدت هزيمة كبرى ، تكللت بالانسحاب المخزي ، اليوم نشهد إعادة انتاج الماضي ، يتحالف الرئيس بوتين ، مع الجزء الشيعي المسلّم في العالم ، في كل من سوريا ، العراق ، لبنان ، اليمين ، وعينه على هزيمة الولايات المتحدة ، في المنطقة وتفكيك ولاياتها على أرضها ، وتظهر المؤشرات ، كما تبدو ، منذ ترتيب لاحتلال العراق نتيجة ضربات التى تلقتها من حلفاءها ، سابقاً ، في افغانستان ، كل من نيويورك وواشنطن ، احتاجت واشنطن تغيير حلفاءها أو أعادت ترتيب أولوياتها ، فصعدت إيران ومربعها إلى الصدارة ، الذي مكنها من العراق وسوريا ولبنان ، وخسرت الولايات المتحدة ، تفردها في الشرق الأوسط ، الذي بات يهدد بيتها الداخلي .
الخلاصة ، أن العرب ، هم الخاسرين على جميع الأحوال ، إن كانوا في المربع الأمريكي أو الروسي ، خذ عندك ، الذين تحالفوا مع إيران في العراق ، انتهى الأمر بهم إلى مُخبرين ، وفي أحسن حال ، أدوات محاصرين في منطقة تسمى ، الخضراء ، وأيضاً ، الذين تحالفوا مع الروس في سوريا ، حولوا سوريا إلى عراق مصغر ، قيامته أصبحت من الخيال ، وهنا للتأكيد ، ليس أكثر ، إن كان التحالف الروسي الإيراني بالفعل يحمل في طياته ذات الثأر التاريخي وسياسي ، فأن الخاسر الأكبر ، في المنطقة هي تركيا ، لهذا ، وبسبب التخبط الأمريكي ، والتمرد الروسي ، يعيش العرب والأتراك ، حالة من عدم التوازن والثبات ، في المقابل ، يستمر المشروع الإيراني ، في الزحف نحو عواصم المنطقة ، فأي تخبط هذا ، تجتمع الأطراف جميعها على العربي بما فيهم ، العربي نفسه ، في وقت ، عملاء المخابرات الروسية ، باتوا نافذين في مؤسسات القرار الأمريكي الذي يستدعي إلى انقلاب مخبراتي . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم
...
-
روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .
-
ثنائية عرفات ودرويش
-
الدولة الوطنية ، أمام تحديات المشاريع الإقليمية والدولية
-
تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية
-
محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية
...
-
حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
-
الملك عبدالله الثاني يطرق باب البيروقراطية الأردنية ..
-
القاسم المشترك بين المسلمين الموريكسيين واليهود السيفارديم ،
...
-
غزو فكري مكمل للغزو العسكري والانتصار للتكنولوجيا ، مقابل ،
...
-
لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
-
احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
-
مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي
...
-
هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ
...
-
الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون
...
-
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
-
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية
...
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
المزيد.....
-
هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت
...
-
المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
-
مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس
...
-
عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا
...
-
بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية
...
-
-ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على
...
-
مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق
...
-
أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
-
باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية
...
-
تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|