أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - أوراقٌ خريفيَّة














المزيد.....

أوراقٌ خريفيَّة


كمال عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


أوراقٌ خريفيَّة

**1**
جلالةُ الملكْ ... يا سيّدُ الأوقات :
أيُّها الخريفُ الودودُ الجميلْ ،
كلُ عامٍ وأنتَ جميل ..
كلُ عام ، وخيُركَ زبيباً ورماناً وجوزاً ...
وزيتاً من معاصرِنا النظيفة ...
دِنْنّاً مِن العسل المُصفّى .. وأكياساً من دقيق القمح
حكاياتٍ وأشعاراً مُخبّأةً للشتاءاتِ الطويلة ،
في السِلالِ .. وفي القلوب
وفي المُهجْ .

**2**

صديقانِ نحن .. مذْ تعلمنا الكلام ..
ترافَقنا ...
تهادَينا ..
أزَالَ سواد الشَعْرِ من رأسي وألبَسَهُ البياضْ ..
أزاح تمُّوجَ الوهجِ الحَروق :
حانَ حرثُ الأرض ..
حانَ جنْيُ العَجْرَمِ ..
فتحُ النوافذِ في المدارسِ ..
في القلوبْ!

**3**

قال: انتظرْ أحفادك الآتون نحو الجلجلة ..
قال: انتظرْ غيماً تهاطل من عصور الجاهليّة ..
قال: انتظر وغْداً تمرّس في اشتعال النار ..
في حرق الكتاب ..
في حرق الأغاني ..
والأماني ..
قال: انتظر بوساً ..
وتشريداً ... وأحمرَ قانياً ،
يا سيّد الأوقات ،
يا مُعلّمُ ...
يا أوّل الكلام .. حكايةَ الزمان ..
غيابة الأجساد .. يا أوّلَ الأشواقْ.
ذاتَ وقتٍ قلتَ لي:
أبكتْكَ أُمكَ في الرحيل؟
واسيتني
غُيّبتَ في دهليز سجنٍ؟
صَبّرتَني.
هطلت دموعكَ فَوْقَ أرصفةِ الحروب؟
قلتَ: الحَقُّ مهرتكَ الذلول .. فلا تَخفْ ..
وإرم جدائلَ من تُحِب ، إن جَرَّحَتَ كفّاكَ أو بترتْ لك أحلامَ عشقكْ .
وانزعْ فتيلاً من عقول الناقمين ..
الطامعين ..
( إِنَّ الأفاعي في جيوب الحاكمين) ..
قل: لا تَخَفَ!
أوزارنا ..
أفكارنا ..
أعمالنا .. ليستْ طريقَ الصالحين ..
لا تُخْفِ عن صبيانِ حييكَ ما يجول ..
إِنَّ الحقيقةَ عكس أهواء الظلام...

**4**

أيلول: ضحكةَ الوروار وسْنابلِ حَكي ..
كرج الحجلْ ...
صرخة بطل: لبيكِ يا أُمي ..
أيلول: بيارة الليمون يا لون الأُفقْ ،
جديلة الطفلة لوّثها دخان ( النفط)
والدولارُ .. لَهُ دُخانْ
ونظرةُ طالبٍ عيناهُ خضراوان
أيلول: عنّابُنا الجبلي مختالاً .. ومغناجاً
( لون شفايف السمراء في بلدي ، عنّابيةُ الأهداب والطعم اللذيذ ) .
أيلول: احمل سلالاً ، خيرُ حقلتنا وفير
وامضِ جميلاً ،
في القصيدة ..
واسكن هناك ...
في باحةٍ خلفيةً ... في الصدر أو في التجاعيد العميقة ،
في عمق آلام المخاضْ
امض جميلاً مثل شاطئها ( بلاد الشام )
وارحلْ..
مثل أحلام السلام ..

**5**

مَنْ أتعبَك تشرينْ ...؟
قصفُ المدافع ..
الشاربون دماءَ جلدتهم ...؟
الهائمون على شوارعها ( العواصم ) ..؟
النائمون على وسائد من دراهم ...؟
مَن أتعبَك تشرينُ ..؟
فورةُ جائعٍ يقتاتُ أسلاك المُخيّم ..
يمضغُ شوكها ..
والوعد ..
منْ أتعبك تشرين ..؟
سيفٌ تمرّدَ ظاهراً عبر الثغور ...؟
شِعرٌ روى أمجادَ تاريخ العرب ...؟
مُتثاقِفٌ جعل الجواري في مقام الحكماء..؟
منْ أتعبَكْ ...؟
ما أبدعكْ ..!
تحرث وتُبذر ، ثمّ تُبحر كي تعودْ
من أتعبكْ ..؟
ما أروعك .. !
تعطي وتنصف في العطاء
لا حرٌّ ولا قرٌّ ..
لا ضعفٌ ولا شِدّهْ
لا تخافُ من العُري ...
نَحْنُ العُراة ..
نَحْنُ العراة

**6**

يا صاحبي:
لملمْ حوائجك القليلة كي يسابقكَ الخريف ..
تشرينُ ما زال فتياً .. قادراً للقفز والطيران ..
للغوصِ
للصيد ..
لاقتناص المعجزات..
تشرينُ مازال قوياً .. وكريماً في العطاء
تشرينُ نفسٌ سهلةٌ في الزمان الصعب
تشرينُ حبّاتُ قمحٍ عاصرتها الريح .. والأنداء
تشرينُ ما ذاكَ السخاءُ
ما أبدعكْ ..
ما أروعكْ ...!


**7**

لي ظلالٌ في الخريف
في الخريف لي ظلال
والخريفُ لَمّ ظلي
لملمَ الأوراق والأقلامَ .
جمّعَ الدمعَ بِدِنٍ كي يُعَتّقَ ،
والشظايا .. والمرايا .. مع حبال المشنقه ،
سادةَ الحجرِ المُزخرف ...
والسرايا
والسبايا
والسبائك ..
والخريف دارَ دارَ ..
غَسَّلَ الغابات من ذاك الغبار ..
هدّأَ روع الموجِ : اسكُنْ أيها البحر قليلاً
لم تنتهِ أملٌ من لمِّ غُرّتها
نصفُ اللفافةِ يابسٍ ،
ما تناولها الصبيٌ
كان - في الحلم - يبحثُ عن أبيه ،
في صورةٍ مُغْبرّةٍ ...
فوق الجدار.

**8**

أنا والخريفُ متشابهان
عابران، كما الحمامُ، للحدود
عابران للشعوب
للشواطيء والصحاري
للجبال العالياتِ
ودودان نحن ، في الخلايا
في زوايا النفس ننظرُ للحروبْ
تَبّاً لها ..
تَباً لها ..
ذات يوم صرتُ .. هو
ذاتَ يومٍ صارَ ..
أنا
*****
صديقانِ .. صديقان .
**
العَجْرَم نبات جبلي يُزهرُ في الخريف ، يجني النحل منه أجواد أنواع العسل



#كمال_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا جدو أبو حيدر -18-
- دِلاءٌ ليستْ للبيع
- حكايا جدو أبو حيدر -17-
- من وحي العيد
- من وحي الحرب -1-
- عواطف
- حكايا جدو أبو حيدر -16-
- حكايا جدو أبو حيدر -15-
- حكايا جدو أبو حيدر -14-
- حكايا جدو أبو حيدر -13-
- حكايا جدو أبو حيدر -12-
- حكايا جدو أبو حيدر -11-
- قطراتٌ من نبعها
- حكايا جدو أبو حيدر -10-
- حكايا جدو أبو حيدر -9-
- حكايا جدو أبو حيدر -8-
- للقصيدةِ أنتمي
- حكايا جدو أبو حيدر -7-
- حكايا جدو أبو حيدر -6-
- حكايا جدو أبو حيدر -5-


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال عبود - أوراقٌ خريفيَّة