أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - وما ذا بعد؟














المزيد.....

وما ذا بعد؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 19:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وما ذا بعد؟


سؤال نتناوله دائما بعد الأحداث المثيرة، ها وقد عشنا يوم العاشر من محرم بكل دلالاته وذكرياته وما عبرنا فيه كلا حسب ما يعكسه وعيه عن الحدث وعن صناع الحدث، وأختلفنا وأتفقنا وأدلى كل منا بدلوه في الموضوع، السؤال الآن والأهم هو "وماذا بعد؟" ، أظن الأجابة ليست سهلة كما أنها ليست صعبة بمعيار مواجهة الحقيقة ومواجهة الذات حينما تخضع لعقلنة الوعي وإدارة التفكير، الأجدر في الأمر أن نكون مهيئين أن نجيب وبكل موضوعية وبكل تجرد عن تلك التجربة وعن خبرتنا فيها وعنها، لا يمكن أن تمر هكذا عملية عقلية على الإنسان وهو يمتلك الوعي دون أن يدرك هدف أو يتحصل على نتيجة، وإلا سيكون واقعنا واقف مزيف ونكون مجرد بهلوانات في سيرك للفرجة.
السؤال موجه إلى طبقتين من الناس الأولى من أنخرطت في الحدث والقضية والتأريخ تفاعلت معها وبها سلبا أو إيجابا وهو حق مكفول لكل إنسان، ولكن حتى يكون للموقفين من معنى علينا أن نسأل لماذا بعد وماذا؟ قد يكون العقل الفردي له قراءة ما بأتجاه زاوية ما يركز عليها وكأنها الحقيقة الكاملة، وهذا عيب فكري قبل أن يكون موقف كامل من الحقيقة الموضوعية التي نتناولها بالتأكيد أو الأستنكار، وقد تكون القراءة موضوعية شاملة ومبررة ومفسرة وواعية لما هو تحت أيدينا من موضوع، في كلا الحالتين نحتاج لجواب حاسم، جواب يمكن أن يبني لنا رؤية مؤسسة أو متممة لرؤية أخرة أو مثرية لها لأننا في عملية تواصل وبناء لا نهائية طالما الزمن يتحرك والأراء تنضج مع الزمن.
الطبقة الأخرى التي يوجه لها السؤال هي الفئة الني عايشت وقرأت الحدث وفهمته بأي مستوى من خارج التفاعل المادي والحسي مع الحدث، هذه الفئة بما تملك من تجرد وحيادية ترى من الخارج ما يراع العقل من دلالات نظرية، قد لا تتوصل هذه الفئة أو المجموعة لكامل الحقيقة الموضوعية لأنها لم تلامس التفاعل الروحي لها، ولكن بالتأكيد مجرد كونها حيادية ومجرده يمكنها أن تعط رأيا وتصورا خاليا من العاطفة الموجهة وبالتالي تكون قراءتها أقرب للواقع العقلي بمعنى القراءة خارج الأنفعال، ويبقى ما تجيب به محل تقدير وأحترام لأنه يبحث في المعقول المنطقي ولا يتأثر بالمنقول الحسي الذي يحرك الطبقة أو الفئة الأولى.
بدمج القراءتين بقراءة نقدية واعية نكون قد نجحنا في الدخول في عالم الحدث وأشخاصه من خلال الدلالات ومن خلال ما هو فاعل في تكوين القيمة الموضوعية والذاتية، لذا فالتعامل مع الإجابات على أنها جزء من الحقيقة الموضوعية يجب أن يكون أيضا تعاملا حياديا وعلميا دون أن ننحاز لأي منها، هذه هي قيمة القراءة النقدية للتجربة وهي الأساس الأهم الذي يشكل لنا مرحليا محاولة فهم الصورة بعين فاحصة تعتمد ما هو أكبر من الجزء نحو الكلية المحيطة، قد يصادف الكثير منا في قراءاته ما يثير الذات القارئة ويجرها نحو التقرير الأعتباطي بفعل شحنة العواطف أو بفعل تأثير الأنا، لكن تبقى القراءة الصحية هي القراءة المتعالية عن الذات نحو الموضوع، أي قراءة الوعي العقلاني وليس وعي الذات فقط.
هنا لا بد لنا من عودة لمعنى السؤال الأول، وماذا بعد؟ هل يكفينا من الإجابة أننا فهمنا من هذه الذكرى وشخوصها والحدث ومن خلال قضية صراع الخير والشر هو صراع الإنسانية الأول مع نفسها دون أن نبحث عن النتائج، بمعنى أن الحدث التاريخي الذي عشناه في هذه الأيام هو سلسلة من أحداث طبيعية لا مستغرب فيها ولا هي خارجة عن الأطار العام لقضية الوجود، وبالتالي فالنتائج الكلية التي ننتظرها لا تتعلق بهذه القضية وحدها بل بقضية الحق والباطل ، الخير والشر الموت والحياة بأعتبار أن الرؤية الكلية هي رؤية عناوين وليست رؤية تفاصيل، هذا ما يذهب له الكثير من الحياديين حينما يقرأ احداث الطف قراءة من داخل أطار موضوعي دون أن يلامس ذاتيات وجوهر القضية.
أما الجانب الأخر بشقيه المؤيد للحدث والمنغمس في القضية والمتفاعل معها أو المعارض لها، فهو يرى أن ما حدث وما جرى خلاصة واقع خضع لنزاع إرادات بعناوين محددة بعيدا عما يعتقد أنه قضية كلية، فالمؤيد يرى أن الذي جرى هو أمتداد لفكرة الباطل في الأنا المتزاحمة عند من يؤمن بالدين الذي يحكم الطرفين، وبالتالي فهي صراع إيمان مع كفر صراع ذات منحرفة مع ذات مستوية على شغل حيز في القيادة الروحية، قد يتفق معه المخالف المنفعل ولكنه يرفض المعالجة ويرفض طريقة تجسيد هذه الحالة، ولكنهما يريدان من الحدث أن يتجه لقضية أختلفا في شأنها ولكنهما يسعيان بجد للحصول على أكبر تأييد لهدف كل منهما من القضية.
إذن الداخل الذاتي ليس مختلفا بالقراءة ولكن مختلفا بالتوظيف الغائي للحدث وأشخاصه، اما الذي ينظر خارجا فهو يحلل ويفرز الأحداث ويسوق الحدث نحو رؤية أوسع، القراءتان مختلفتان بالمظهر ومختلفتان بالجوهر، ويبقى الحدث والذكرة لا تنتظر منهما أي تعديل أو تغيير في المسار لأنها محكومة بمؤثرات أخرى أقوى وأشد في تفاعلاتها، لكن الجواب النقدي هو من يسجل للعقل أنتصاره ربما في وقت أخر تكون الإجابات جزء من حركة الحدث ذاته، وربما تكون هي الحدث القادم حينما يتفق الوعي الجمعي على مشتركات أكبر من أتفاق العقل الجمعي على ما هو كائن الآن، وهذا هو ما يجب أن يكون عليه الجواب مجردا ومنطقيا وبعيدا عن حسابات الذات نحو موضعة الرؤية وليس شخصنتها بعنوان عاطفي أو منحاز.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد-.
- في رحابة ليلة الحزن السرمد
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي ...
- دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
- العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
- العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض ...
- التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
- أحيوا أمرنا ....ح2
- أحيوا أمرنا ....ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
- هذيان عاشق مغرور
- الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما ...
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - وما ذا بعد؟