أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيرين حسن يوسف - محمد سامي البوهي يعيد سيرة (الحلاج)














المزيد.....

محمد سامي البوهي يعيد سيرة (الحلاج)


شيرين حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 09:54
المحور: الادب والفن
    


رواية الحلاج للروائي المصري "محمد سامي البوهي" الصادرة عن مؤسسة إبداع للترجمة والنشر والتوزيع وهي كتابه التاسع بعد لوزات الجليد، رائحة الخشب، أوطان بلون الفراولة،سكترما،بلوتوث، الثورة 2552،الرئيس لا يأكلها تفاحا ثم الأسماك تضيء أيضاً.
تقع الرواية في مائتان واثنين وثمانين صفحة أجاد الكاتب منذ بداية الرواية حتي نهايتها اختطاف انتباه القاريء، فتمكن ببراعة من توظيف الأساطير وتشخيص أبطالها بل واختلاق حوارات مباشرة معها من خلال رحلة البحث عن الحقيقة عبر التاريخ، مجتازا البعد الزمني والمكاني هائما ً تتقازفه الأراضي روحا ً وجسدا ًحتي يخال القاريء أنها سيرة لنبي تحركه المعجزات فيعود ويؤكد (لكنني لست نبيا ً ينتظر رحمة الله، بل أنا بشر عادي أراد أن يصنع من الماضي طرفا ً لخيط يتشبث به الجميع قبل السقوط في الهاوية).
بطل الرواية سيزيف في تضحياته من أجل البشرية جمعاء يحاول محاربة الشر والتضحية بذاته متقمصا ً عدة شخصيات أسطورية تتمكن من السير وسط الأموات بل ومشاركتهم حياتهم الماورائية، في كل رحلة من رحلاته يكتشف حقيقة جديدة فيكتب عن الحب (الحب عندي هو عناق كبير لا ينتهي، فهو الوجه الجميل لكل قبيح سعي الشيطان لاخراجه من باطن الأرض ) وعن الأقدار (الأقدار كما فقاقيع الهواء نصطدم بها، وتنفجر في وجوهنا، لكنها لا تصيبنا بأذى) وحاول تفسير العراك الأبدي بين العقل والقلب (خلق الله القلب قبل الدماغ وجعله مفتاح الحياة للأجساد) وغيرها من الصراعات التي تشغل العقل البشري منذ بدأ البحث عن الحقيقة حتى خلص إلى (أيقنت الآن أن الحقيقة تولد من اللاموت وأن الشر يسكن حنايا الحياة، فالموت لا يتعارض مع الحياة، لكنه عكس الميلاد، أما الحياة فتتجاوز أشكال العيش، الحياة لا وقتية وأبدية، إنها ما يكمن أسفل هذا العالم الجلي).
صفحات الرواية تتضمن العديد من أبيات علم التصوف الحسين بن منصور الحلاج كما تتعرض مقدمة الرواية الغامضة إلى حد كبير إلى ذكره علي نحو صريح (تلاشى "الحلاج" في النهر بعدما أيقن أن المدن قد هرمت وأصبحت تعج بشواهد النسيان لكن بقيت زهرته تطفو على الماء تحمل الأوجاع، فوالله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وعشق الله مقرون بذكراه) وربما الحلاج هو صاحب الحكاية الذي يدور حوله لغز الرواية (لقد منحني صاحب الحكاية الكثير والكثير فبت أدين له بالجميل بعد أن علمني كيف أفض ختام الرسائل المغلقة، وكيف أبدأ حكايتي وكيف أسلك الطريق) وبلغ بالكاتب حد التصريح بذلك (أنا الحلاج الذي غزل بيديه أخبار مدائن قد مضت فاصطفاه صاحب الأسرار ليكمل غزل حكايته التي لم تنته، بعد أن ظن الجاهلون يوما ً أن أحرفه قد طمسها الماء).
شخوص الرواية متنوعة بين حقيقي وأسطوري، مؤقت وسرمدي والأحداث سريعة بين حياة وولادة وموت وترحال وبعث وقبور تفتح وهوام تستجب لرغبات صاحب الحكاية وأخرى تصيبه بالحيرة من خلال رسائل تأتيه متواترة تزيده تيها وبحثا عن مفردات الكتاب متجاوزا ً الواقع والخيال حتى دمية أفلام الرعب(تشاكي) كانت تحرك حوارات الكاتب مع ذاته.
رحلة صاحب الحكاية يعتريها الألم والضياع والأوجاع في محاولة مستميته بالإمساك بالكتاب وقراءة الأحاجي التي تظهر وتختفي عبر صفحاته (ما أتعس الألم إذا ما أصاب قلبا ً مريضا ً أما إذا قصد قلوب الطيبين فنجاة) كان الألم ينجي صاحب الحكاية من غرق تلو غرق وموت تلو موت فرأى موته من خلال الأحداث أكثر من مرة حتى استقر إلى (ليت بالكتب وحدها نعلم كل شيء).



#شيرين_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة أيلول


المزيد.....




- الحساب الرسمي لدوري الهوكي الأمريكي يستبدل كلمة -الروس- في ت ...
- أسرى فلسطين يقاومون ويردون على الكولونيالية الصهيونية بالكتا ...
- ما هو حقيقة منع عرض فيلم استنساخ بطولة سامح حسين؟.. بسبب هذا ...
- بعد عرضه في السينما بالأمس .. إيرادات فيلم استنساخ تحقق نجاح ...
- السينما والقضية الفلسطينية وتحول الشاشة لمسرح للنضال
- معرض أربيل الدولي للكتاب يرفع شعار -العالم يتكلم كردي-
- مهرجان كان السينمائي يكشف عن قائمة الأفلام المعروضة في نسخته ...
- -جن keys-.. فيلم لبناني عن جنّي يواجه مفارقات غير متوقعة
- -بطل خارق-.. كريستيانو رونالدو يقتحم عالم السينما (صورة)
- ختام الجولة الثانية من مسابقة -مثايل- 2025 بتأهل الشاعر حمد ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شيرين حسن يوسف - محمد سامي البوهي يعيد سيرة (الحلاج)