أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حلمُ نوبل للأدب.. هل يتحقَّق عربيَّاً مرَّةً أخرى؟














المزيد.....


حلمُ نوبل للأدب.. هل يتحقَّق عربيَّاً مرَّةً أخرى؟


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


حلمُ نوبل للأدب.. هل يتحقَّق عربيَّاً مرَّةً أخرى؟
نمر سعدي/ فلسطين
في غمرةِ هذا الجدل المستمِّر حول إمكانية فوز أحد الشاعرين الكبيرين أدونيس أو سعدي يوسف بجائزة نوبل للأدب تساءلتُ ما إذا قدَّمت القصيدةُ العربيَّةُ الحديثة منجزاً جماليَّاً تراكميَّا يعالجُ معضلات ومشاكلَ الإنسان الحديث وتصدُّعات هويَّتهِ بشكل مغاير ومختلف وعميق، أو طرحت ما يجيبُ على الكثير من الأسئلة المؤرِّقة على مستويات فكريَّة وإنسانيَّة وابداعيَّة لا حصرَ لها، خارج الحساسيَّة اللغوية المشدودةِ إلى محاكاة المنجز الأدبي الراهن باعتبارهِ أداة محاكاة مقدَّسة، وخارج التأثر بالشعر العالمي في نصِّهِ الأصلي ونصِّهِ المترجم، هل حقَّق الشعرُ العربيُّ الحديثُ شيئاً يمكن اعتبارهُ معادلاً موضوعياً للإلياذة أو للأوديسة مثلاً أو لآثار شكسبير أو فرانز كافكا أو مارسيل بروست أو غابرييل غارسيا ماركيز وعمالقة آخرين؟
كيفَ ينظرُ القارئ الأجنبي إلى هذهِ القصيدة العربيَّة التي أشكُّ أنها تخاطبهُ أو تخاطب وعيَهُ أو قلقه أو بحثهُ عن الخلاص الأبدي من مأزقهِ الوجودي؟ آلاف النصوص الشعريَّة تبدو لي متشابهةً ولستُ أرى فتوحات عميقةً وكشوفاتٍ لامعةً كتلك التي يتحدَّث عنها ناقد فرنسي وهو يحلِّل أدب شارل بودلير، يبدو لي الشعرُ العربي من جهة مغايرة حبيسَ بيئتهِ وتاريخهِ ونظرتهِ النمطيَّه للأشياء، فكيفَ نريدُ وضعهُ على الخريطة الكونيَّة بين ليلةٍ وضحاها؟ ربمَّا أكون مخطئاً في قولي، وبالطبع هناك استثناءات جميلة ومؤثِّرة وفاعلة، لكنها لا تتعدَّى أصابعَ اليدِ الواحدة.
كنتُ وما زلتُ أعتبرُ سعدي يوسف رمزاً شعريَّاً كبيراً وأيقونةً شعريةً عربيةً عاليةً ستضيء إلى الأبد ما عتمَ من مناطق جمال القصيدةِ العربيَّة وأساليبها البكر، بغضِّ النظر إن كانَ أستاذاً لأجيالٍ شعريةٍ لاحقةٍ أو لم يكن كذلك، ولكن بصمتهُ واضحةٌ في الكثير من تجارب شعراء قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وأدونيس كذلك على غموضهِ وإبهامهِ الشعريِّ غير المبرَّر في كثير من قصائدهِ، وهما على اختلافهما شعريَّا يجتمعانِ في فضاءاتِ متشابكة وحساسيَّات تركيبيَّة جديدة ومبتكرة، ولكن سؤالي هو هل اسم الشاعر سعدي يوسف راسخٌ في الذاكرة الشعريَّة العالمية الآن رسوخ اسم أدونيس عبر ترجماته وطروحاته المختلفة والمتجدِّدة ومشاركاتهِ الجريئة في فتح آفاق ورؤى جديدة للقصيدة الإنسانية المعاصرة؟ بمعنى آخر هل حاول سعدي أن يغرِّب قصيدته قليلا كما فعل الشاعر السوري أدونيس؟
قيمةُ سعدي يوسف الشعرية بنظري تكمن في حفاظهِ على بلاغة وإشراق وأصالة القصيدة العربية وفي كونهِ أحد أهمِّ تلاميذ السيَّاب النجباء، حيثُ أنَّ نظرى عجلى على تراث سعدي الشعريِّ تكشفُ تأثَّرهَ الواضحَ بأستاذهِ السيَّاب ويتجلَّى هذا التأثُّر بوضوح في دواوين سعدي الأولى المنشورة في الخمسينيَّات ومطالع الستينيَّات، أما أدونيس فهو يختلف عنه بمحاولاته الكثيرة في كسر السائد الشعري العربي والابتعاد عن كلِّ ما هو نمطي أو مكرَّر، ويرى بعض النقاد أن أدونيس توقفَّ عن التجديدِ بعد ديوانهِ الرائعِ (أغاني مهيار الدمشقي) واكتفى بالتنويع الذهني أو الغنائي على هذا الديوان الفريد، بخلاف سعدي الذي بلغتْ تجربتهُ الشعريَّة أوجها في السبعينيَّات والثمانينيَّات، عبر تجريبيَّة فذَّة وتفرُّد واختلاف.
في حالة شاعرينا كنتُ أتمنى أن يتم التغاضي عن الهنات والمزالق السياسية التي عادةً ما يقعُ فيها المبدع الحقيقي وأن يتمَّ التركيز على منجزهِ الإبداعي أوَّلا ويكون تكريمهُ عربيَّا قبلَ تكريمهِ من قبل أي مؤسَّسة عالمية.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثعلبٌ ينامُ في حدائقِ السرياليِّين
- نمر سعدي: الشعراء فوضويون وقصائدهم رسائل شخصية
- نقوشٌ بريشةِ الضوء
- جميل الدويهي.. شاعرُ اللحظةِ المفخَّخةِ بالجمال
- ديوان (تقاسيم على مقام الندم) الصادر هذا العام عن دار توتيل ...
- رسائلُ حُبٍّ في عُلبةِ صفيح
- بينَ الحيرةِ والشغف (نصوص نثريَّة)
- قيثارةُ الوجعِ الإنساني (عن محمود درويش في ذكرى رحيلهِ الثام ...
- كتاب الغوايات/ مطوَّلة شعرية
- خفقُ الأنفاس(نصوص نثرية)
- سطوٌ أدبي
- عبد الوهاب البياتي.. أثرٌ شعريٌّ لا يزول
- فتنةُ العزلة/ شهادة إبداعية
- الفلسطيني نمر سعدي في «وقتٌ لأنسَنةِ الذئب»/ قصائد تحمل روح ...
- حبقٌ لظلالِ القصيدة/ نصوص قصيرة
- كانَ صديقاً للفراشاتِ (عن أميرِ القصيدةِ التونسيَّة أولاد أح ...
- هواجس على طريقِ القصيدة
- تلويحةٌ لحارسِ الذاكرة
- وردةٌ من دخان(مجموعة قصائد جديدة)
- مرايا نثرية 3


المزيد.....




- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
- دبي تحتضن مهرجان السينما الروسية
- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حلمُ نوبل للأدب.. هل يتحقَّق عربيَّاً مرَّةً أخرى؟