|
حقائق التاريخ تدين الوزير - بينيت -
تميم منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حقائق التاريخ تدين الوزير" بينيت " تميم منصور
وزير التربية والتعليم نفتالي بينت ، ينضح بالعنصرية والحقد ، رغم أنه يشكل أحد أعمدة الائتلاف الحكومي الحالي ، لكنه يعارض ويزاود في كثير من الحالات على حكومته ، ويحاول جرها أكثر وأعمق داخل مستنقع رفض التراجع عن سياسة الاحتلال ، في خطابه الأخير قال وهو يرثي أحد رموز ورؤوس اليمين الفاشي بن فرات ، بانه سيعمل كل ما بوسعه لضم الضفة الغربية الى إسرائيل ، وطالب من الشعب الإسرائيلي بأن يعلن الجهاد بالنفس لتحقيق هذه الغاية . ان حقد هذا الوزير المعادي لكل أنواع التربية والتعليم لم يقتصر على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، أو ضد المواطنين العرب ، بل طال حقده أبناء جلدته خاصة المؤرخين الاشكناز ، لأنه اتهمهم بتجاهل تاريخ الطوائف اليهودية الشرقية ، خاصة تلك التي قدمت من الأقطار العربية ، أنه يتهم هؤلاء المؤرخين بأنهم تحدثوا فقط عن معاناة اليهود الذين تواجدوا في الدول الأوروبية ، انه يطلب منهم أو من غيرهم مراجعة حساباتهم وانهم الحقوا الاجحاف في مسيرة وحياة اليهود الشرقيين الذين عانوا الويلات من جيرانهم العرب في أقطار شمال أفريقيا ، واليمن والعراق ومصر أنه يؤمن أن تجاهل تاريخ هؤلاء قلل من وزنهم وقيمتهم داخل المجتمع الإسرائيلي ، في حين ان معاناة يهود أوروبا خلال القرن التاسع عشر والذي عرف باللاسامية ، وأعمال العنف التي قام بها النازيون ضد اليهود رفعت من قيمتهم ووزنهم داخل المجتمع الإسرائيلي . هذه الأسباب وغيرها دفعته لاستغلال منصبه كوزير للتربية والتعليم ، وقرر إعادة كتابة تاريخ أبناء الطوائف الشرقية من جديد ـ كي يصنع لهم تاريخاً مغايراً وبعيداً عن الحقيقة ، على أن يتم شمله ودمجه في المناهج التدريسية ، لقد نوه أكثر من مرة بأنه يوجد كارثتين للشعب اليهودي ، حيث أعتبر ما عاناه اليهود في الأقطار العربية كارثة ، لا تختلف عن الكارثة التي ارتكبها النازيون ، مع العلم أن غالبية الضحايا من اليهود الذين قتلوا على خلفيات قومية في العواصم العربية ، كانوا ضحايا رجال الموساد ، وقد نوهنا الى ذلك في مقالات سابقة عن هجرة يهود العراق . ان غاية هذا الوزير كسب ود المزيد من العناصر اليهودية المتطرفة وضمها الى حزبه ، كي يزيد من حجمه السياسي ، أنه يرى بنفسه علماً من أعلام العنصرية والتطرف ، أمثال بن غوريون ومناحم بيغن وغئولا كوهين ، وكهانا وغاندي وليبرمان وعوباديا يوسف وآخرون . ان صرح التراث الذي يحاول هذا الوزير اقامته لنفسه مزيف ، وهو يتجنى على التاريخ ، وعلى المواطنين العرب في الأقطار العربية التي احتضنت اليهود داخلها منذ مئات السنين . انه لا يريد ان يعترف بالحقيقة ، أن أصابع الصهيونية ودسائسها داخل الأقطار العربية هي التي كانت تعبث بمصير اليهود ، وهي التي كانت تحرضهم على ترك أوطانهم وأملاكهم والهجرة الى فلسطين قبل النكبة ، والى إسرائيل فيما بعد الحقيقة التي يعرفها غالبية الباحثون والمؤرخون اليهود ، أن غالبية اليهود الذين قدموا من الأقطار العربية الى إسرائيل ، لم يكن قدومهم نتيجة أعمال الملاحقة التي يدعيها " نفتالي بينت" لقد قدموا لعدة أسباب ، أهمها كما ذكرنا الأعمال الإرهابية التي قام بها عملاء الموساد. هناك أسلوب آخر استعمله رجال الموساد وعملاء الهجرة ، ذكرها الباحث الإسرائيلي المتخصص بهجرة يهود المغرب ، ويدعى بن نون ، الأبحاث التي طرحها ، تناقض كل ادعاءات وزير التربية والتعليم ، يوافق الباحث بن نون في مقالاته التي نشرها على كل ما جاء في الكتاب الذي الفه الصحفي " دانيال بن سيمون " تحت عنوان " همرو كايم " ذكر بن سيمون في هذا الكتاب انه لا يزال يعاني من أزمات نفسية سببها رجال الموساد الذين قاموا بانتزاعه وسرقته من أحضان اسرته في المغرب ، وهو لا يزال طفلا. لقد ساقوه الى إسرائيل في سنوات الخمسين من القرن الماضي ، فذاق حسب اعترافه كل أنواع الذل والمهانة وحرقة اليتم والفراق والحرمان ، لم يتم اختطافه وحده ، بل شملت هذه العملية المئات من الأطفال من يهود المغرب ،يقول بن سيمون ، بأنه كان لكل طفل تم انتزاعه من أحضان اسرته قصة محزنة . أما الباحث بن نون ، فيعترف في دراسة من دراساته أن حكومة بن غوريون قررت تهجير أكبر عدد من اليهود الى إسرائيل ، لتغطية الفراغ السكاني بعد تهجير العرب من بيوتهم ، لكن هذا القرار واجه عقبات كثيرة ، أهمها صعوبة استيعاب عدداً كبيراً من المهاجرين دفعة واحدة ، لذلك تقرر في وقت من الأوقات بمنع تهريب أطفال أو عائلات لا معيل لها . يعترف كل من الصحفي بن سيمون والباحث بن نون ، بتعاون حكومة المغرب مع إسرائيل بما يخص عملية التهجير ، خاصة بعد أن حصل المغرب على الاستقلال عام 1956 ، وفي الفترة الواقعة ما بين عام الاستقلال لغاية شهر أيلول 1961 ، بذلت جهودا كبيرة لتهريب اكبر عدد من اليهود المغاربة الى إسرائيل ، وقد تعمدت حكومة المغرب تجاهل هذه الممارسات في حالة كونها سرية ، خوفاً من انتقاد المعارضة لسياسة الملك ، وفي شهر آب عام 1961 وقع اتفاق سري بين المغرب وإسرائيل ، بوساطة رجال الاعمال إسحاق كوهين و سام بن أظرف ، سمي اتفاق المصالحة ، بموجب هذا الاتفاق سمحت المغرب لعملاء الموساد بتنظيم هجرة جماعية لليهود ، مقابل رشوات مالية قدمت لسماسرة من المغرب ، مقربين من القصر الملكي ، وقد تفاوتت الأسعار بين 50- 250 دولار ، مقابل الشخص الواحد . وتم تهريب المهاجرين بغاية من السرية عبر البحر ليلاً . هذا الاعتراف للصحفي بن سيمون وللباحث بن نون يفند كل ادعاءات وزير التربية بينت ، يعترف بن نون بأن عمليات تهريب اليهود من المغرب واجهت صعوبات كبيرة ، وقد غرقت احدى السفن التي كانت تقل مئات المهاجرين ، اما الصحفي بن سيمون فيذكر بأن عملاء الموساد قاموا بتهجير أبناء اسرته على ثلاث دفعات ، امتدت ما بين سنة 1967- 1975 . وكان بن سيمون احد ضحايا هذه الاسرة ، وقد ادان هذا الأسلوب البربري اللا انساني لأنه لا زال يعاني من احتقان مزمن في نفسه وروحه ، لأنه عانى من العزلة واليتم والجوع ، واعترف أنه لعن نفسه في يوم من الأيام لأنه يهودياً .
#تميم_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حمامة بيرس للسلام في قفص التساؤلات
-
عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزي
...
-
نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرق
...
-
من اسحاق رابين الى الكابتن نضال
-
لسنا جسراً للسلام الذي يحلم به الاحتلال والسلطة في رام الله
-
هل نحن أمام مشروع مارشال جديد في غزة ؟؟؟ ..
-
الطائفة المسيحية ستفشل مشروع ساعر بيكو
-
عندما ينزلق الأزهر ويقع في شباك النفاق
-
الجبناء وحدهم لا يغضبون
-
العدوان على غزة كان بمثابة الغربال الذي اسقط زوان العنصرية
-
ديمقراطية الانياب الدموية في وسائل الاعلام الصهيونية
-
ثورات مصنوعة من خيوط واهية سريعة التمزق
-
كذبة اسمها العروبة
-
بين تموز لبنان وتموز غزة السفاح واحد
-
صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني
-
ماركات احتلالية خاصة بالصهيونية
-
النقد البناء كسكين الجراح الذي يجرح ليشفي
-
لكل زمن وموقف دايتون جديد
-
قلة الشغل تعلم مفكر النيتو التطريز
-
عندما يبكي السجان دموع النفاق
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس
...
-
بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا
...
-
الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح
...
-
نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي
...
-
فرنسا دخلت في مأزق سياسي
-
القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
-
7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
-
مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
-
ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|