أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا السويدات - ثنائية البندقية والنّاي














المزيد.....

ثنائية البندقية والنّاي


حلا السويدات

الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


يا لحظّ الثورة الآن، الكلّ على أهبة..
أي أهبة هذه، وشتلة مائلة في رأس كل واحد من الحضور، وغبار كثير، إنها الثورة وإنهم الثوّار، كيف يمكن لثائر التلصص على هذه الرفعة الأخّاذة، التي لا أرض ولا سماء فيها..
إنّها المعزوفة 106 لبيتهوفن .. (يقول شخصٌ في منتصف الاستعارة):
عندما تحضر الموسيقا.. تكون الاستعارة.. ويكون القلب في تلك اللحظة استيطيقيًا؛ يتجلى بالرقص وبالألوان وبضروب الشعر، فلا ينفصل الراقص عن الوتر، ولا الوتر عن مدى الصوت، ولا الصّوت عن بحّة الانتشاء، ولا أنفصل أنا عن أذني بطبيعة الحال!
وأذن الفلسطينيّ تتربى على وقع الرّصاص أكثر من أي شيء آخر.. وكذا أذن السوريّ صارت، واليمني، والمصري.. وصار الكلانشكوف نايًا نعرف أنّ في ثقوبه تكمن مفاصل الحياة، والكرامة، والوجود، وأنّ منها يسيل الدم لا ينقطع، كأنه شلالٌ من جلنار على مسرح قومي.. يصرّ الجماليُّ أنّ دم الثورة وردًا وعطرًا.. ونحن في السّردِ لا نعترض، بل نمتزِجُ أكثر ببيتهوفن!
***
في المكان ذاته الذي يتصارع فيه الصوتان، ويحاولان فيه أن يثبتا الضرورة المعيارية لقيام جمال جديد، يقوم على الحركة الأمامية والتكاتف والتشارك والحجارة والنواح وذاكرة الأمهات أكثر من أوتار ونفخيات وامتزاج الألوان، وضروب من الخيال تتفتق السماء فيها، بل وتنقلب الأرض ماءً لا يسقي غير كأس الهائم، والذاهب في سكون الأشياء فيه، يقوّم الكلّ شتلته إذ تميل على عينيه، ليرى بوضوح، رجلا يعزف بإبداع.. ولأنّ هذا هو تحديدا هو وقت الإمعان.. نتوقف عن الحركة.
هل سبق أن أمعنَ ثائرٌ، وشُلّْت حركته بهذه الطريقة لتحيط به معزوفة خيالية لعازف خيالي فريد؟ حدث هذا بغضون هجوم أجبر الثوري على الغوص في النهر كي يتدارك إصابة الأعداء ويغوص أكثر ويسويّ وجه النهر من ورائه، من لم تكن بوصلته غير الرصاص يفتعل الضجيج حتّى بالماء، لكن الثوريّ يدرك الجمال أكثر من أي شخص آخر، ويقاتل ليكون غيره هادئًا منيعًا ضد الأسى، كي يبكي الطفل من النّعاس لا من رؤية ضلع أخيه وأمعاء أبيه، وكي يحميه من عثرات الحمقى فوق الجثث الكثيرة.
والكورس ما الكورس إذا ما شئتَ تخييل الحروب وحفلات العزف ومعارض الرسم وأرض مقتل الحلاج، ما هيولاه إذ تبحث عن جدار التكوين في بؤس اللا منتهى، والتذمر على حافة الأرض، ما صورته لمّا تجد الشتات بالغٌ حدّه في البلاد، والمعازف صارت ثقيلة على الجماليين؟
***
يعاني الثوريّ من بطْء في التخييل على غرار الموسيقي مثلاً، وانزعاج من تلك الطاقات والأزمنة المهدرة في محاولات للصفاء غير المجدي، الرصاص سريع، ويعرف أين يثبت، عليه أن يعرف اللحظة المناسبة لرمي رصاصته، هذه الثنائيّة المطاطية من السّرعة والترويّ، لا تستحمل أفعال بطيئة خالصة ومتناهية في الصمت، مثل الكتابة، والعزف.
لطالما قيل الكثير إنّ الفنّ ثورة، وليس اختزالا لقيمة الفن ألا نأخذ بهذا الآن، عندما تحدث أرنست فيشر عن الأمر في كتابه ضرورة الفن لم يجز في حين أن السرعة والعنف ووتيرة الفن لا تروق في الحديث عنهما معا، كيف نجرؤ في عصرنا هذا أن تستقيم ذواتنا بهما معا، الفاعل الثاني / الموسيقي، بثياب الأوّل/ الثائر.

*لا بدّ للاستماع إلى " ثورة وأمل"، لمؤلفه نصير شمّة، وهو عن طفل محتل يواجه دبابة العدوّ المحتلّ إبّان الانتفاضة الأولى.



#حلا_السويدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرُ (أفعى آدم )... يقتل الفراشة
- رباعيّة حنظلة
- بين لا أخلاقي (جيد) ولا أخلاقي (وودي آلن)
- حكم كافكا، هل هو حكم على الليبرالية؟
- أهواء
- ذات/ هوس الرؤيا
- التعري كحالة ثوريّة
- سنداوتان/ خمرٌ آخر
- ثنائيّة الكلام والصّدى
- لاميّة الشنفرى بين اليوتوبيّة والبوهيميّة
- ركاكة في الحديث عن المشهد
- دراويش لأن لهم..
- ذئب بطبيعة الحال
- السقوط في المرايا
- نوارس لا تهاجر
- كذبة الكذبة
- إذ يردُّ الفائتَ الحَزَنُ
- وداع في المينا
- شقاء النبيل الوحيد
- هكذا نسوّغ النكران


المزيد.....




- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلا السويدات - ثنائية البندقية والنّاي