|
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المتحدة
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 21:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس أمينا عاما للأمم المتحدة من المنتظر ان يتم تعيين البرتغالي السيد انطونيو غويتريس أمينا عاما للأمم المتحدة ، خلفا للامين العام الحالي السيد بانكيمون . لقد صادق مجلس الأمن بالإجماع على الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ، وهذا يعني حتمية فوز السيد انطونيو بالأمانة العامة في مطلع يناير من السنة القادمة . لكن ما يهمنا نحن من هذا التعيين ، ليس شخص السيد انطونيو او البلد الذي ينحدر منه ، بل ما يشغلنا هو المآل الأكثر من اسود الذي ينتظر ملف نزاع الصحراء الغربية . فإذا كان الأمين العام الحالي السيد بانكيمون حريصا كل الحرص على مواقفه المعادية لمغربية الصحراء ، حين اعتبر في زيارته الأخيرة للمنطقة ، التواجد المغربي في الصحراء بمثابة احتلال ، والتركيز على القرار ألأممي 1514 الذي يعتبر الصحراء الغربية تخضع لتصفية الاستعمار ، وتبنيه فقط لحل الاستفتاء وتقرير المصير ، دون حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام كمخرج للتخلص من تبعات مخاطر نزاع الصحراء على وجوده ، وهو الحل الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، فإن موقف السيد انطونيو من نزاع الصحراء سيكون اشد وطأة وأكثر قسوة من مواقف نظيره بانكيمون . وهنا لا يجب ان ننسى دوره المحوري في انفصال تيمور الشرقية عن اندونيسيا ، ودوره المحوري في مساندة قضية اللاجئين ، ومناصرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها . كما لا يجب ان نغفل زياراته المتكررة لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ، وبالمنطقة العازلة التي تعتبرها جبهة البوليساريو بالمناطق المحررة ، ثم كون ان للسيد انطونيو علاقات قوية ومتينة مع قيادة الجبهة الشعبية والجمهورية الصحراوية . ان السيد انطونيو الذي كان يركز على القرار 1514 للأمم المتحدة ، ويتشبث بكل قرارات مجلس الأمن ، وبتوصيات الجمعية العامة التي ترفعها إليها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، هو من دعاة تقرير المصير والاستفتاء لحل نزاع الصحراء الغربية التي ينفي عنها صفتها المغربية . لذا فمواقف السيد انطونيو هذه ، ستجد معارضة من قبل الشعب المغربي المتشبث بمغربية الصحراء ، وستجد معارضة ستكون محتشمة من قبل النظام المغربي الذي يتمسك لوحده بخيار الحكم الذاتي الذي لم يستفت فيه الشعب ، لتحديد موقفه النهائي من صراع عمر لأكثر من إحدى وأربعين سنة مضت . فهل المواجهة القادمة في المحافل الدولية ستكون بين السيد انطونيو والشعب المغربي ، ام أنها ستكون بين الأمين العام القادم ، وبين النظام الملكي الذي خان قسم المسيرة ، وخان قضية الصحراء حين انهزم و رضخ للإملاء الجزائري ، بقبوله تصويت الجزائر والجمهورية الصحراوية على قبول او عدم قبول طلب عضوية انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي . ان إجماع كل أعضاء مجلس الأمن على رئاسة السيد انطونيو للأمانة العامة للأمم المتحدة ، لم يأت صدفة او كان حادثة سير غير منتظرة ولا متوقعة . بل ان هذا التعيين للسيد انطونيو وهو المدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، كان بفعل المد الصهيو – امبريالي المسيطر على مجلس الأمن الذي تمثله الدول الدائمة العضوية ، ودورها التخريبي المدمر في العراق ، وسورية ، وليبيا ، واليمن ، والسودان ، والحبل على الجرار . ان دعاة سايكس بيكو الجدد والسيد انطونيو من ضمنهم ، اختاروا هذا الأخير للأمانة العامة للأمم المتحدة ، لتكملة التفتيت والتقسيم الذي تتعرض له دول الشرق الأوسط ببلاد الشمال الإفريقي . فالمشروع الصهيو – امبريالي واضح ، و آفاقه واضحة المعالم ، وزمن تطبيقه بالنسبة للمنطقة ، يكون قد دخل مرحلة عده العكسي ، والذي لن يحيد عن ابريل 2017 ، اللهم اذا استعملت فرنسا لأسباب جيو – سياسية ، ومصلحية ،حق الفيتو ، وهنا يمكن توقع إحدى الحالات : --- الحالة الأولى ، هو ان الستاتيكو الذي قد يكون مرتقبا بعد القرار الفرنسي ، قد يفتح الباب نحو الحرب ، وهو احتمال وارد بنسبة كبيرة لملء الفراغ الناجم عن مفاوضات عقيمة منذ التوقيع على وقف إطلاق النار في سنة 1991 . وهنا التساؤل المطروح : كيف ستكون الحرب ، هل ستكون حرب عصابات ام ستكون حربا نظامية ، لان للجبهة مدرعات ، ومزنجرات ، وعربات عسكرية ، ومدفعية ، وصواريخ مختلفة ومتعددة ، اي لها شبه جيش ؟ هل ستقتصر الحرب على الطرفين المتصارعين النظام والجبهة ، ام أنها ستتوسع لتحشر فيها الجزائر ، وهذا يعني تدويل الحرب بدخول أطراف أخرى فيها ، سواء مساندة للنظام المغربي ( مجلس التعاون الخليجي ) او مساندة للجزائر وللجمهورية الصحراوية . وهنا وبسبب القرارات الأممية ( مجلس الأمن والجمعية العامة ) ، ومواقف الاتحاد الإفريقي ، والاتحاد والبرلمان الأوربيين ، سيدعمون الشرعية الدولية التي لا ترى خيارا خارج خيار الاستفتاء . --- الحالة الثانية ، ان يضغط الأمين العام للأمم المتحدة القادم السيد انطونيو ، أمام عجز مجلس الأمن عن تطبيق قراراته بفعل الفيتو الفرنسي ، باللجوء مباشرة الى الجمعية العامة ، وطرح النزاع على أنظار الأمم المتحدة لتجاوز ستاتيكو مجلس الأمن ، ولملء الفراغ الناجم عن الوضع ألشاد ، بخلق أمر واقع يلزم الجميع ، ولا يخرج عن : 1 – إما الاعتراف ألأممي بالجمهورية الصحراوية ، وهنا فان الدعوة لهذا الاعتراف المنتظر ستكون مؤيدة من قبل أكثرية الدول المساندة للأطروحة الجزائرية . 2 – وفي اقل الحالات الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كعضو مراقب مع رفع علمها أمام المدخل الرئيسي لمبنى الأمم المتحدة . لذا وأمام التكالب الدولي باسم الحق في تقرير المصير بالصحراء الغربية ، مع انه حق أريد به باطل ، فإن ما ينتظر ملف الصحراء من أخطار يجب ألاّ يفاجئ أحدا . ان سنة 2017 ، وبالضبط منذ شهر ابريل ، ستكون سنة الحسم مع مجيء البرتغالي السيد انطونيو غويتريس إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ، لتكملة ما أنجزه بانكيمون من مواقف معادية لمغربية الصحراء . ان ملف نزاع الصحراء الذي عمر ستة عشر سنة في حالة حرب كانت كارثة على الشعب المغربي ، وعلى الجيش الذي مات منه الآلاف ، ودُفنوا في حفر جماعية بالجرّافات ، وأُسر منه لمدة تفوق ستة وعشرين سنة ، أكثر من أربعة آلاف أسير حرب تنكر لهم النظام الملكي ، وعمر لأكثر من أربعة وعشرين سنة في حالة لا حرب ولا سلم ، مع مفاوضات عقيمة وغير منتجة منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في سنة 1991 ، وعمر بالمجمل لأكثر من إحدى وأربعين سنة من 1975 إلى 1016 .... لا يمكن ان يستمر معلقا الى ما لا نهاية . ان أصل المشكل اكبر من النظام المغربي والنظام الجزائري ، وما ينتظر المنطقة من أهوال سيكون فضيعا ومهولا ، ولن يرحم أحدا ، حتى ولو حاول التّمظْهُر بالحياد ، واخذ نفس المسافة من أطراف النزاع . ومن خلال تحليل كل المعطيات المتوافرة الى حد الآن ، فان أغلبية أعضاء مجلس الأمن خاصة الدائمين ، وربما باستثناء فرنسا ، يدفعون في اجتماع 26 او 28 ابريل القادم من سنة 2017 ، الى اتخاذ او استصدار قرار غريب تحت البند السابع من الميثاق ألأممي . وبتواجد السيد انطونيو على رأس الأمانة العامة ، وهو المدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، تكون إرادة الأمانة العامة للأمم المتحدة ، وإرادة مجلس الأمن ، قد إلتقيتا على استنساخ نموذج تيمور الشرقية على وضع الصحراء المغربية . ان كل الدول الغربية وبما فيهم واشنطن يجمعون على حل الاستفتاء وتقرير المصير في الصحراء . وما يجهله نظام القبيلة العلوية الغبي و المنغولي ، أن الغرب منذ مجيء محمد السادس ، لم يعد يولي أية أهمية او اعتبار إلى الملكية المطلقة ، ولا إلى رأسها الذي تعرض لإهانات كثيرة ومتواصلة . ان الغرب يعرف ان ذهاب الصحراء يعني ذهاب النظام ، ومع ذلك يصر هذا الغرب على حل الاستفتاء في نزاع الصحراء رغم انه يدرك جيدا ، أن تنظيم الاستفتاء وبإشراف الأمم المتحدة ستكون نتائجه أكثر من 99 في المائة لصالح الانفصال وتكوين الدولة الصحراوية . ان الغرب الذي سئم من ( نظام ) عشائر محمد السادس لأنه سار ضد الإصلاح والتغيير الذي راهنوا عليه في بداية ( حكمه ) من اجل الاستقرار ، بصدد التفكير لتجاوز النظام الحالي المنغلق والغارق في الماضوية والرجعية ، و المغلف باستحقاقات انتخابوية ، المؤطرة بدساتير استبدادية ، بصدد التحضير لتغيير في ظل الاستمرارية الدولتية ، أي تغيير نظام إقطاعي عبودي ، بنظام آخر ديمقراطي ، في إطار نفس الإطار الدولة . ولن يكون المرشح المفضل لدا الغرب ، غير شخص من نفس القبيلة يؤمن بأفكار جون لوك ، و منسيكيو ، وهوبز ، وفلسفة الأنوار ، والليبرالية ، وتقرير المصير وحقوق الإنسان . وبما ان الأغلبية التي قاطعت العملية الانتخابوية والتي تصل إلى 75 في المائة ، تتشبث بالدولة الديمقراطية ، تلك الدولة التي تتشبث بها كل التنظيمات الرافضة للملكية المطلقة ، فان التقاء الأغلبية المطلقة المقاطعة للمسرحية الانتخابوية ، بالتنظيمات المطالبة بالدولة الديمقراطية ، وإصرار الغرب على التغيير ، والإصلاح لضمان الاستمرارية والاستقرار ، كل هذا وغيره كثير ، قد يجد في الأمير الجديد حلا جديا لتفادي ما يجري اليوم بدول شرق أوسطية . وان المدخل لهذا المشروع سيكون ملف نزاع الصحراء الذي اشرف مع مجيء البرتغالي انطونيو غويتريس على نهايته المعروفة . ان ملف نزاع الصحراء هو المدخل للملكية البرلمانية التي يرغب فيها الغرب ، ويرغب بها جزء من المغاربة وهم الأكثرية ، رغم وجود مطالبين بالجمهورية . الم يسبق للأمير هشام ان قال " يمكن للمغرب ان يعيش بدون ملكية ، لكن فاتورتها ستكون جد مكلفة " ؟ .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
-
الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال
...
-
قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية
...
-
وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
-
تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
-
بين العودة والانضمام وشرط الطرد ، النظام المغربي يجري جرية ا
...
-
هل اصبح النظام المغربي معزولا دوليا ؟
-
رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد
...
-
مجموعة 24 ( اللجنة الخاصة المكلفة بتصفية الاستعمار التابعة ل
...
-
الصراع المفتوح مع الحكم
-
النظام المخزني يرضخ للشروط الهولندية بخصوص مستحقات الضمان ال
...
-
وفاة محمد عبدالعزيز
-
هل اضحى محمد السادس و ( نظامه ) غير مرغوب بهما ؟
-
تداعيات الحرب إذا اندلعت في الصحراء
-
حكومة صاحب الجلالة ومعارضة صاحب الجلالة
-
قراءة في الرسالة التي بعتها الامين العام للامم المتحدة الى ا
...
-
إيجابيات وخطورة القرار 2285 لمجلس الامن
-
الجبهة الوطنية التقدمية الديمقراطية بديلا عن خرافة - الاجماع
...
-
قدر المغرب الراهن بين نظامين . نظام الملكية المطلقة ، ونظام
...
المزيد.....
-
حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب
...
-
الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
...
-
قصة أسيرين التقيا توأميهما اللذين أنجبا بنطف مهربة
-
رئيس الوزراء الفرنسي يعتزم إقرار الميزانية في التفاف على الب
...
-
إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
-
زيلينسكي: سيتعين علينا الانتقال إلى المفاوضات مع روسيا بعد ل
...
-
الجيش الأمريكي يكشف هوية الجندية في المروحية التي اصطدمت بطا
...
-
إسبانيا.. إقالة السفير الإسباني في بروكسل لسبب غريب
-
سفير روسيا في الدنمارك: موسكو لن تسمح بتحويل البلطيق إلى بحر
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. ترامب يفرض رسومًا جمركية على المكسي
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|