|
الفن الهادئ والفنان يزم
زهرة ديكر
الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 03:46
المحور:
الادب والفن
مدينة الدشيرة العاصمة الفنية للفن السوسي دون منازع هاهي مرة أخرى ينبثق من بين أزهارها الفواحة ورد بحس الربيع و نسيمه العليل الرنان، إنه الفنان الشاب سعيد إيزم رفيق الفن الهادئ. فناننا الموهوب عاشق للموسيقى محب للكلمة يهيم مع الرنة و تسحره النغمة ، أحبَّ الموسيقى منذ الصغر ، موهبة لازمته منذ كانت بدايته على المسرح المدرسي رفقة غيتاره يغني أغاني الرواد كالحاج بلعيد ، أمنتاك و الدمسيري ليحصل على جوائز تشجيعية جعلته يقدم المزيد من العطاء لفنه و يستمر في طموحه قُدما ليصقل هذه الموهبة بكثير من العمل و التدريب الجاد المتفاني، و كيف لا و هو ابن عائلة جل أفرادها يهوون الموسيقى و يحترفونها .المرحوم والده ، اخوته الكبار و أعمامه الجميع عشقهم للموسيقى و الإيقاع حد النخاع ، و هذا لا يخفى على أحد من معارفهم و أقربائهم . تلك كانت بدايته الموسيقية رفقة العائلة في سهرات ممتعة و أمسيات تصخب بفن هادئ رقيق رفقة بعض أصدقاء الفن الأمازيغي الراقي، ففي أمسيات الصيف الحارة كما في أمسيات الشتاء الباردة الغيتار رفيق فرحهم و سعادتهم فمن المستحيل أن تمر أمسية دون اجتماع العائلة و الأصدقاء ليطول سمرهم لساعات طويلة رفقة الآلات الإقاعية يبدعون بالجديد و لا ينسون جمالية و روعة الفن القديم . هكذا كانت بداية إبداع فناننا الشاب سعيد إيزم . في سن 17 سنة زاول الفنان سعيد إيزم المسرح رفقة فرقة "تاكفاريناس" لينتقل بعدها مباشرة كعضو في الفرقة الغنائية "إيزم" التي تضم كل من محمد ،عبد الهادي ،هشام و حسن و كلهم أشقاء من أب و أم واحدة . و قد كان بداية المشوار الفني لهذه المجموعة سنة 2002 ليتوجوا هذه البداية بإصدار أول ألبوم غنائي سنة 2004 تحت عنوان "ءيداد" ،ليليه ثاني ألبوم سنة 2006 بعنوان "أناروز" و آخر سنة 2009 يحمل عنوان "ءيكلي" ، و حاليا تستعد الفرقة لإصدار ألبومها الغنائي الرابع و يضم أغاني جديدة بمواضيع هادفة من كلمات شعراء أمازيغ معروفون و أكفاء . عمل سعيد إيزم مع عدة مجوعات غنائية معروفة في الساحة الفنية ك ءيكابارن ،عموري مبارك، تودرت، ماسين ،ستيل فيزيون و آخرون . كما شارك بعدة مهراجانات كمهرجان تافراوت والصويرة و تيميتار، و لم يبخل يوما على جمهوره بجديد فنه ، ففي كل مرة يصعد فيها المسرح يبدع بالجديد الراقي الجميل لتصدح جنبات المسرح بنغمات غيتاره الرنانة و بصوته الهادئ الرزين و الذي يحمل نبرة و خامة مميزة قد حباه الله بها دون غيره من أنداده. و بعيدا عن العمل الفردي لفناننا الموهوب لن ننسى تلك المبادرة المبتكرة حيث قدم الفنان سعيد إيزم بإنشاء أول مجموعة غنائية للصغار تحمل إسم " تاماينوت فوزيون " تحت رعاية جمعية تاماينوت الدشيرة ليكون مؤطرهم و معلمهم طيلة فترة تكوينهم ، و بعد فترة تدريب دامت شهور أصبح كل طفل من تلك المجموعة متخصصا بالعزف على آلة موسيقية من إختياره و على حسب ميولاته و ابداعه الخاص، و الجميل في هذا الأمر أن هذه الفرقة فازت بعدة جوائز محلية كجائزة الحاج بلعيد لسنتين متتاليتن 2008 و 2009 و هذه بادرة طيبة يشكر عليها الفنان سعيد إيزم، رغم أنه فيما بعد و بسبب إلتزاماته المتعددة انشغل عن هذه المجموعة لبعض الوقت و يقول سعيد إيزم "أنه تمنى لو أن أحد الشباب تابع ما قد بدأه مع هذه الفرقة الغنائية للصغار"، و عن سؤالنا يقول أنه لم يعتبر و لن يعتبر نفسه أبدا أستاذا للموسيقى. بدأ الفنان سعيد إيزم مشوارا فنيا آخر هذه المرة وحيدا رفقة غيتاره و أحيى عدة أمسيات و سهرات بالمدينة و خارجها ، و أحيانا ترافقه الغناء الفنانة الشابة صفاء التي تتميز بنبرة صوتها الهادئة الساحرة. كما عمل إيزم مع الفنانة زهرة تانيرت زوجة المرحوم عموري مبارك و كانت نتيجة هذا العمل أغنية "أغرّابو" الرائعة بمحتواها و موضوعها الإجتماعي و زادها التوزيع الموسيقي للفنان إيزم و الصوت الرخيم لتانيرت جمالية و روعة و قد نالت استحسان الجميع غناءا و توزيعا و كلمة. و يخبرنا سعيد إيزم أنه بصدد عمل جديد يجمعه بالفنانة حبيبة و الفنان الموهوب عمر أخاتار الذي يعمل رفقة الفرقة الغنائية ماسينيسا، و قد أسر إلينا أن محور هذا العمل سيكون عن موضوع الطفولة المغتصبة. يؤمن سعيد إيزم و يؤكد لنا أن الفنان الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يحمل بيده مشعل المبادئ السامية و يوصلها لكل العالم دون الشعور بالتعب أو الرغبة بالشهرة أو بالمال ، فالهدف أسمى و الغاية نبيلة. هذه هي مبادئه التي لن يحيد عنها أبدا مهما بلغ من الشهرة و المجد فهو يؤمن بأن من كان التواضع و حب الخير رفيقيه فهِمَّتُه ستبلغ المدى و تزيد. و عن أحلامه يقول فناننا المبدع أنه يتمنى أن يكون كل الفنانين الأمازيغ يدا واحدة لتحقيق هدف واحد ألا و هو العالمية و أن يُعرَّف بالفن الأمازيغي بجميع فروعه موسيقى، أدب، سينما، شعر و يُعرّف كذلك بمبدعيه . و ختاما يقدم سعيد إيزم شكرا جميلا و خالصا لشقيقه هشام الذي علّمه و لا يزال يتعلم منه الكثير، و يقدم كذلك شكرا حارا ممزوجا بمحبة و تقدير لثلة من الفنانين و الكتاب الأمازيغ الذين يتعامل معهم في أغلب أعماله الفنية .
#زهرة_ديكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شظايا وجوه بريئة
-
دردشة مع الزاهية الزاهري
-
أحلام و لسعات
المزيد.....
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|