أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - جدل الحريّة والضرورة - 1














المزيد.....


جدل الحريّة والضرورة - 1


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 00:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جدل الحريّة و الضرورة - 1

تنقسم الفلسفات في فهمها للحريّة وعلاقة الحريّة بالواقع إلى ثلاثة تيّارات رئيسيّة:

أولاً: المدرسة الآلية (أخذ الواقع بمعزل عن الوعي) : تنظر للإنسان كعبد خاضع للظروف الموضوعيّة وشروطها.

ثانياً: المدرسة الذاتية (أخذ الوعي بمعزل عن الواقع) : تمنح الإنسان جبروت عالي , وتعتقد بطاعة الظروف الموضوعية لجبروت الإنسان.

نلاحظ في كلتا المدرستين أعلاه , الفصل الميتافيزيقي الأجوف , الذي يضع الإنسان في جهة والواقع في جهة ويفصل بينهما بهوّة سحيقة , فإمّا الانسان وإمّا الواقع , ومشكلة الفصل الميتافيزيقي هذه هي الخطيئة التاريخية للمنطق الصوري , التي عالجها ونقدها المنهج الجدلي (الديالكتيك).

ثالثاً: المدرسة الجدليّة (وجهة نظر الديالكتيك في قضيّة الحريّة وعلاقتها بالواقع) :

{الحريّة عند الماركسية هي فهم الضرورة} , حيث تسلّم الماركسية بقوانين الطبيعة وأسبقيّتها على وعي الانسان , ثم يأتي فهم الانسان لهذه القوانين تالياً , والحريّة تكمن في الوحدة الجدلية , بين وجود قوانين الطبيعة موضوعياً بإستقلال عن وعي الانسان , وإدراك الانسان لهذه القوانين , لكن إدراك القوانين وحده لا يحقق الحريّة , بل توظيف هذا الإدراك لاستخدام القوانين في تحقيق الأهداف هو الحريّة بالمفهوم الماركسي.
لذا فيمكن تقسيم جدل الحرية والضرورة إلى ثلاثة لحظات:
أ‌- وجود قوانين الواقع وجوداً موضوعياً مستقلاً بغض النظر عن وعي الانسان لها من عدمه.

ب‌- وعي الانسان بهذه القوانين وإدراكه لها.

ت‌- توظيف الانسان لهذه القوانين في تحقيق أهدافه في تغيير ذلك الواقع ذاته.

{فالحرية إذن هي الوعي بقوانين الواقع لتغييره و تغييره}.

يقول انجلس في كتابه "ضد دوهرنغ" :" إنّ هيجل أوّل من تفهّم بشكل صحيح العلاقة بين الحريّة والضرورة. فالحريّة بنظره هي معرفة الضرورة . "إنّ الضرورة عمياء مادامت غير مفهومة" . فليس في الإستقلال الموهوم عن قوانين الطبيعة تتجسّد الحريّة, بل في معرفة هذه القوانين وفي الإمكانيّة المرتكزة على هذه المعرفة لإجبار قوانين الطبيعة بصورة منهاجية على أن تفعل فعلها من أجل أهداف معيّنة. وهذا ينطبق سواء على قوانين الطبيعة الخارجيّة , أم على القوانين التي توجّه الوجود الجسدي والروحي للإنسان نفسه , وهاتان فئتان من القوانين نستطيع أن نفصل إحداهما عن الأخرى في تصوّرنا فقط , ولا نستيطع فصلهما في الواقع أبداً.
وبالتالي لا تعني حريّة الإرادة سوى القدرة على اتخاذ القرارات عن معرفة بالأمر (يقصد قرارات واعية) . وهكذا , كلما كانت محاكمة الانسان بصدد مسألة ما أوفر حريّة , كلما تقرر مضمون هذه المحاكمة بقدر أوفر من الضرورة... إنّ الحريّة تتجسّد في السيادة على أنفسنا بالذات وعلى الطبيعة الخارجية , هذه السيادة المرتكزة على معرفة ضرورات الطبيعة ".


يتبع...



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الدولة في المرحلة الانتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 7
- إيران واقتصاد الكازينو
- عولمة العسكرة
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 6
- نقد للعنصرية في معالجة الفرضية العنصرية - مراجعة لمقال عامر ...
- الأصدقاء الماديين للجدل الهيجلي - بيان و توضيح الموقف المارك ...
- {قراءات في كتاب رأس المال في ضوء الجدل الهيجلي} - 6
- على هامش رأس المال - 3 (جدل العمل ومادته)
- بين صورية الحدث وحقيقته - مقدمة لاشتقاق المفهوم الحقيقي للحد ...
- تركيا: حرب بين انقلابَيْن
- على هامش رأس المال - 2 (الطابع المزدوج للعمل)
- على هامش رأس المال - 1
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 5
- ماركس عن الفقاعات المالية: نظرات أكثر تبصّراً من الاقتصاديين ...
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 4
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 3
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 2
- الجدل الهيجلي في مؤلف رأس المال - 1
- مبحث في بؤس الفلسقة لماركس(2): سبعة ملاحظات حددها ماركس ضد م ...


المزيد.....




- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي عامر - جدل الحريّة والضرورة - 1