بعد ان فشلو برفع الحصانة عن الذين سرقوا قوت الشعب ذهبوا ليشاركو بالبرلمان العربي وهم يعرفون بانه سيكون مؤسسة تشرع للانظمة القمعية قمعها لشعوبها

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في العام 1996 وفي مدينة قانا اللبنانية ‘ وبعد مجزرة قانا الشهير ة التي وقعت وسط مبني الامم المتحدة ‘تقاطر البرلمانيون العرب ‘ الى تلك المدينة الجميلة الواقعة في جنوب لبنان ‘ والتي يوجد فيها كهف اثري ‘ يقال ‘ انه كان المكان الذي اجتمع فيه السيد المسيح مع طلابه في العشاء الاخير ‘
ولان النواب اللبنانيين ‘ لاتفصلهم الحواجز ورجال الامن عن ناخيبيهم ‘ حتى في المناطق الساخنة مثل الجنوب ‘ آن ذاك .
فنصبوا سرداقا ليظم البرلمانيون العرب والجمهور ‘ واعتقد انه كان مفاجئا ‘ للكثيرين ‘ من العرب الذين لم يعرفو لبنان من قبل ‘ فدخلوا من نفس الباب الذي دخل منه الجمهور ‘ قبلهم ‘ ولم تكن تفصلهم عن الجمهور إلا عدة امتار ‘ بعد ان جلسو على المنصة المقابلة له ‘ وفي ممر الدخول ‘ فبإمكان ايا احد ان يمد يده ويصافحهم ‘ لقرب المسافة الفاصلة
ولكن الناس لم تلتفت لاْيا منهم باستثناء الترابي الذي كان ....وهو الذي ذهب اليهم قبل ان يذهب المكان المخصص له ‘ لانهم حسب قولهم ‘ ليس اكثر من موظفين عند العوائل الحاكمة نيابة عن الله في البلدان العربية ‘
لايسمع منهم إلاالتصفيق كلما (كح)الحاكم والهتاف (( عاشت كحته عاشت)) فهم لايستطيعون ان يدافعوا عن المواطن ‘ الذي يقتل او يغيب ‘لمجرد ان حظه العاثر ادخله لعدم معرفته بالمكان ‘ في احد الطرق المؤدية الى احد قصور الحاكم او قصور اولاده ‘ ( حدث ذلك كثيرا في العراق )وهم الذي يفترض يمثلون المواطن وواجبهم الاول الدفاع عن حقوقه ‘
لهذا لم تكن النظرة لهم اكثر من ‘ نظرة ازدراء .
وكان الترحيب ‘ بالمخرج السنمائي ‘ يوسف شاهين ‘ اكثر منهم جميعا عدة مرات ‘ عندما زار مكان الحادث بعدهم بايام .
فإذا كانت النظرة لهم بهذا الشكل عندما يذهبون للتعزية والمؤزرة المعنوية ؟ فما ذا ستكون النظرة لهم اليوم وهم يفتتحون البرلمان العربي ‘ من تحت قبة الجامعة العربية ؟‘ التي لاتمثل للمواطن العربي سوى انها مكان لتشاور الانظمة حول كيفية التعاون لحماية عروشهم المتهالكة ‘ من شعوبهم المقهورة ‘ ويبشرون بانه سيكون العلامة الفارقة والمؤثرة في العالم العربي!!
ماذا سيفعل هذا البرلمان المعين اعضائه من قبل الانظمة التي لاتتردد بالاقدام على قتل المواطن ‘ الذي يتجرء ‘ ويطالبها ‘
ان تعامله كأنسان ‘وليس (كحيوان موبوء) والامثلة على ذالك كثيرة ولكن اوضحها الان ‘ المقابر الجماعية التي ملئت العراق من اقصاه الى اقصاه ‘
بقيادة واشراف بطلهم المقدام صدام !
والجامعة التي تبشر بثورة الديمقراطية التي ستنبثق من هذا البرلمان كان الاجدر بها ‘ ان تطلب من هؤلاء المعينين ان يذهبوا لزيارة المقابر الجماعية ومواسات ذويهم في العراق قبل ان تقتطع هذه الاموال من قوت الفقراء ‘ الذين يعيشون في بيوت الصفيح ‘ وهؤلاء موجودين حتى في البلدان العربية الاكثر ثراءا ‘ وتعرض على شاشات التلفزة المحلية والعالمية كثيرا . او على اقل تقدير رفع النفايات من احياء الفقيرة ,
من هنا ‘ يفترض ان يبدء من يدعي تمثيل الشعب ‘ وليس عقد مؤتمرات والتطبيل لمؤسسات متهالكة وينظر لها الشعب على انها ساهمت بشك او آخر باهانته ‘
والعالم ينظر لها بانها نوادي للكلام وتمثل سوى الانظمة الجاثمة بقوة القمع على صدور شعوبها ‘
ولكن لاعتب على المعينين وانما العتب كل العتب ‘ على من انتخنهم الشعب رغم كل وحشية الارهاب الاعمى
ظنا منهم ‘ انهم سيمثلوه ويبدئو باستعادة حقوقه ‘
ولكن لللاسف فبعد ان فشلوا حتى برفع الحصانة عن الذين سرقوا اكثر من مليار دولار من قوت الشعب‘ وصدر بحقهم امر قضائي ‘
ذهبوا اليوم ليشتركوا ببرلمان يعرفون مسبقا بانه ‘ سيكون مؤسسة تشرع للانظمة القمعية

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات