أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رياض حمزة - بعيدا عن الاقتصاد والسياسة .... -فوق النخل فوق - ... تصحيح المعنى المتداول














المزيد.....

بعيدا عن الاقتصاد والسياسة .... -فوق النخل فوق - ... تصحيح المعنى المتداول


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5309 - 2016 / 10 / 9 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


في منتصف عام 1966 قرأت في إحدى الصحف العراقية توضيحا لكلمات أغنية المرحوم الفنان ناظم الغزالي " فوق النخل" الذي ورد فيه " إن مؤلف كلمات هذه الأغنية يهودي عراقي بصراوي ( من أهل البصرة) ولم يُذكر أسمه . وكان هذا الشاب يحب فتاة إسمها ( لمعه) وتسكن في بيت من طابقين له شناشيل* في أحد أحياء البصرة . وكانت هذه الشناشيل تطل على صف من النخيل . وكانت هذه الفتاة تطل من شباك البيت عبر سعف النخيل تناكد محبها . ولعل المقطع الأول من كلمات الأغنية يؤكد ما أوردته الصحيفة العراقية :
فوق النخل فوق .... فوق النخل فوق
مدري لمع خده ... مدري لمع فوق
ولفظة "لمع " في الشطر الثاني أشارة إلى أسم الفتاة " لمعه" . فأدركت معنى كلمات تلك الأغنية الأكثر شهرة التي لم يبق مغني من الهواة والمحترفين العرب وغير العرب ألا وغناها بإضافة كلمات غير كلماتها وبلحنها ذي الطابع العراقي.
الفنان المبدع المطوّر للموسيقى العراقية إلهام المدفعي وفي لقاء إنتشر على ال ( يوتيوب) قد قال مستشهدا بما أورده " موقع البيت الآرامي العراقي " على شبكة الإنترنيت في تأويل كلمات الأغنية بمعنى آخر فقال:إن " فوق النخل فوق " تعني : فوق إلنا خِلْ فوق ... أي لنا حبيب أو خليل .. وأن "فوق النخل " الأخرى تعني التجلي كما يتفاخر العراقيون.
*رواية (البيت الآرامي العراقي) كما وردت نصا في الموقع الإلكتروني ( من الفولكلور العراقي) قصة أغنية فوك النخل: كانت البيوت الشرقية البغدادية القديمة تتكون من ساحة وسطيه تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتألف من طابقين طابق ارضي وطابق "فوقاني" وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف
وكان من المعتاد ان يسكن هذه البيوت عدة عوائل وليست عائلة واحده حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف لان البغداديين في ذلك الزمن "كانوا على كد حالهم ، كما يقول المثل الدارج".و يصدف أن يسكن في هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجة البغدادية" الزكرتيه" ومفردها "زكرتي" وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائله.ولكن لا يسمح لهؤلاء بالسكن في هذه البيوت الا بعد ان يتأكد صاحب الدار من أخلاقه. وصادف أن شابا "زكرتيا" كان يسكن في احد هذه البيوت ، يخرج يوميا صباحا إلى العمل ويعود في آخر المساء ويدخل غرفته دون أن يكلم أحدا من سكان البيت .وقد اعتاد السكان على ذلك
وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الأعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك. وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت جميل أخاذ : "فوك النه خل فوك" ... أي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الأعلى .وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهو في اشد حالات الشوق لان يرى الفتاة ولم يخب ظنه فقد وجدها واقفة عند باب الغرفة وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا إضافيا، عندها اخذ الشاب يغني وبصوت عالي نفس الأغنية
فوك النه خل فوك ....مدري لمع خدك ... مدري لمع "طوك؟". وانتبه سكان البيت الى هذا الصوت الجميل وخرجوا من غرفهم ليعرفوا من صاحب هذا الصوت.. وتكرر الحدث في الايام التي تلت وكان سكان البيت يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغداديه .فبدلا من يقولوا "فوك النه خل" قالوا فوك النخل. حيث ادغموا كلمة النه مع كلمة خل فاصبحت النخل .وهكذا ساهم سكان الدار بتقريب قلوب المحبين وانتهت حكايتهم بالزواج
لكن الاغنيه ذهبت الى مسامع الناس على انها فوك النخل فوك.
وإن عدنا إلى أصل كلمات الأغنية ، كما غناها المرحوم الفنان ناظم الغزالي ، لتأكد المعنى المغاير لما ورد في ( البيت الآرامي العراقي) . فالمطرب الراحل الغزالي الذي كان أول من أدى هذه الأغنية، وإن أصغينا إلى لفظ كلمة النخل في الأغنية بتضخيم حرف اللام في مفردة " النخل" لأدركنا أن المقصود هو شجر النخيل . ولم يخفف لفظ النخل أو يجزئه كما جاء في رواية " البيت الآرامي العراقي" " فوق إلنا خِلْ" . كما أن الغزالي ذاته كان يضيف ويحذف من مقاطع الأغنية حسب بيئة الحفل الذي كان يؤديها فيه. وبين مقاطع الأغنية غزل بمفاتن تلك الفتاة يجافي العفة "( متن وشعر وخدود ... ميزك ربك ... لهذا السبب يا هواي ... خلاني أحبك) : وهذه كلمات الأغنية قبل أن يضاف لها أو يحذف منها:
فوق النخل
فوق النخل فوق... فوق النخل فوق
مدري لمع خده ... مدري لمع فوق
والله مااريده باليني بلوه

متن وشعر وخدود ميزك ربك
لهذا السبب يا هواي خلاني أحبك
والله معذبني وما عنده مروه

ينشدني البطران ليش وجهك أصفر
كل ما مر بيه من درد الأسمر
والله سابيني بعيونه الحلوة

تسالني علتي امنين وانت سببها
كتبه عليه هاي ربك كتبها
والله ماريده باليني بلوه

آنه التعبت وياك واهدمت حيلي
وانت اطلعت بذات ناكر جميلي
والله ما اريده باليني بلوه

خدك لمع يا هواي ضوا على البلاد
ما قدر أصبر الروح وتحمل ابعاد
والله معذ بني بعيونه الحلوة

ماجوز انا من اهوي مهما جفه وراح
اتمنه اعيش وياه يابه ريحته قداح
والله معذبني بعيونه الحلوة

*الشناشيل طراز معماري فني تشتهر به البيوت القديمة في البصرة وبغداد ويتضمن امتدادا للطابق العلوي من البيت بنوافذ واجهتها زخارف حديدية أو خشبية أو حجرية .



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستستأنف أسعار النفط الخام الصعود وتتجاوز 100 دولار للبرمي ...
- غياب الحكمة في تناقضات المركز والإقليم
- لصوص وبنوك وحكومات ... مدانون بنهب أموال العراق
- تناقضات الواقع العراقي ينذر بالأسوأ
- صلاحية النظام النيابي لظروف العراق الآنية
- لماذا يعارضون قيام حكومة تكنوقراط مدنية؟
- كان ذلك متوقعا
- الطبقة العاملة ... التكنولوجيا ..و النظم الرأسمالية
- حكومة التكنوقراط المرجوّة
- -. وأن غدا لناظره قريب -... مع التطورات في الإقليم
- رغم إنهيار أسعار النفط ... الاقتصاد العراقي قادر على تجاوز ا ...
- - ... وكل إناء بالذي فيه ينضح-
- لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟
- قبل 2003 وبعدها ... العراق إلى أين ؟
- إسفزاز الغرب لروسيا يهدد السلم العالمي.
- لجنة أممية لتجريم مؤسسي -داعش- ومموليها
- الإصلاح وممكنات الإنتقال السلمي للسلطة في العراق
- تعريف الاصلاح
- فصول - كوميدية- في حرب تدمير سورية
- نتائج وتوقعات


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد رياض حمزة - بعيدا عن الاقتصاد والسياسة .... -فوق النخل فوق - ... تصحيح المعنى المتداول