عبد الله الحريف
الحوار المتمدن-العدد: 5309 - 2016 / 10 / 9 - 11:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعتقد انه يجب التركيز الان على معنى المقاطعة الشعبية العارمة لانتخابات 7 اكتوبر وما تطرحه من مهام على اليسار المناضل وعلى كل المناضلين الديمقراطيين المخلصين وكل القوى التي تنااضل ضد المخزن، وفي مقدمته المافيا المخزنية.
تعني هذه المقاطعة أن المؤسسات التي ستنتج عن الانتخابات الحالية فاقدة للمشروعية الشعبية أي أنها لا تمثل الشعب المغربي إضافة لكونها صورية، أي أنها حتى لو كانت قوى تمثل الشعب قد اكتسحتها فستخدم بالضرورة مصالح أعدائه أي المافيا المخزنية الماسكة بالسلطة الحقيقية والثروة. وبالتالي أن المراهنة على التغيير بواسطتها رهان خاسر.
قد يقال أنه ليس هناك بديل، غير أنني أعتقد أن البديل تتمثل خطوطه العريضة فيما يلي:
أولا أن يفتنع المناضلون الديمقراطيون الذين شاركوا عن حسن نية في هذا الاستحقاق أن المشاركة تساهم في إطالة عمر الاستبداد والفساد وفي إضعاف القوى الديمقراطية(تجربة الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية واضحة في هذا المجال) وفي المزيد من تغول المافيا المخزنية وأن التغيير سيفرضه الشعب، اساسا من خلال نضاله في الساحة وليس نخب معزولة أو قوى تقبل اللعبة السياسية الحالية. وأن يقتنع اليسار المناضل بأن المهمة المركزية الآن هي الالتحام بالجماهير الشعبية في المدن والقرى وليس الاكتفاء بالعمل في منظمات جماهيرية يتقلص تأثيرها باستمرار وتحصر، في الغالب، النضال في مطالب نقابية أو مدنية أو بعلاقات موسمية هع الجماهير خلال الانتخابات، أكانت بالدعوة للمشاركة فيها أو عدم المشاركة أو المقاطعة.
ثانيا أن تسعى القوى والشخصيات المقاطعة، أيا كانت مرجعيتها، وكل القوى والماضلين والشخصيات الذين اقتنعوا أن اللعبة السياسية الحالية لا تفتح الطريق أمام تغيير ديمقراطي حقيقي، أن يسعوا إلى تنظيم حوار وطني لبلورة، بشكل هادي وجدي وهادف، بديل للديمقراطية المخزنية وأساليب وآليات لتفعيله النضالي في الساحة. إن ذلك يتطلب من الجميع التحلي بروح المسئولية وبالجرأة السياسية وبالسعي إلى البحث عن المشترك وتجنب ما يفرق وتجاوز الحزازات والطابوهات.
#عبد_الله_الحريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟