كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 00:33
المحور:
الادب والفن
الملثم
الليل المدلهم
يطارد قطيع لهفتنا الضائع
في فلاة
إنغلابنا على أمرنا
*
والمساء يمد سواعد خشية
ليبعث على مخاوفنا
والغسق يباغتنا
وهو يسدل الراية الظلماء
فوق حاجبينا
من انسداد أفق
ليعمي بصيرتنا
-
و السحر يدور من حولنا
كفارس أحلام ملثم
بادلهمام الظلام
*
و الهزيع الأخير من الليل
المكشر يقتص منا
كمقاتل خفي مدجج
بأسلحة حلكة
وبعتاد مخاوف
وبقذائف مجهولة المصدر
وفي تحقيق
إصابات مجحفة
بسلامة طمأنينتنا
*
و الخشية المتوقفة كحشرجة
في رأس حلقومنا
أطبقت على أفواه
رقابنا المحشوة
في كواهلنا المتعبة
من ارتعاد فرائص الرضوخ
*
والعلاقات المسيئة للاانسجامنا
خطفت أبصارنا
بارتداد نظراتنا
كخديعة ~ كف بحث
والأماني المستهترة
كغانية متهتكة
تعبر مركبة المدى الأحدب
على رعشات رموشنا
تبحث عن ضالتها
في بصيص عيون مبحلقة بالفراغ
دون أن تشاهد شيئاً ~ قد حدث
كضوء رعشة خافت
تنفقع دونه رغباتنا
في حلقات
زبد متلاش
*
والذعر المتربص
يرابط كطيف راعش
على جفون الليل الغلاظ
*
والأسى يضع بيوضة
على أعشاش الفراغ العاطفي
المتروك كحيز بسيط لنا
لتفقس أفراخ نهمة
تتنحنح مع صدى زعيق مزعج
يقلق راحتنا
وهي تناشد حث تقاعسنا
على تلبية أعطاف تهالك انهماكنا
على طلب عيش
لا يلبي رغباتنا
*
ولتلد لنا أجنة رخوة
من تلوي المخاوف
في خيالاتنا الغارقة باللجة
وهي تغوص في يم سحيق
من الأوهام المستعصية
على الحل
ومن محض خيال
*
وتسقط من أيدينا ملهوفة
سقطاتنا المرتبكة
و تحتد انفعالاتنا كنباح جراء
تشعر بالحرج والريبة
وتقع بين براثن الشك القاتل
*
وينتفض قلقنا
كطائر قلب هلوع مهاجر
نسي فؤاده مصلوب
على أغصان الوطن
المعرش كأيكات سكن دائم
في ذهنه
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟