أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف فرح - وليس غدا















المزيد.....


وليس غدا


يوسف فرح

الحوار المتمدن-العدد: 1412 - 2005 / 12 / 27 - 15:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"... وليس غدا"
(مستوحى من مقال للرفيقة خلود بدوي)

في خضمّ تحولات الطقوس والمناخات، وتبدلاتها، فاجأني "الرشح" الملعون على حين غرة، فسدّ مني الانف والحلق، ولم يدعْ لي كثير وقت للنوم. تذكرت ان الطقس السياسي في هذه البلاد، يمر هو الآخر بفترة انتقالية/ حلّة حكم، ابرز ما يميزها كثرة اللجوءات الحزبية المخزية. ساءلت نفسي: صحيح، لماذا لا ارشح نفسي للكنيست، ولي من مقومات المطلب ما يشفع لي ويعينني على تحقيق مبتغاي؟ فانا من بني فرح في سخنين، ولي في هذه المدينة من الاصدقاء والاقارب والانسباء ومن يطرحون علي السلام عدد لا بأس به. ولي امتداد في شفاعمرو والناصرة وكفر ياسيف. صحيح ان معظمهم لا يمتون لنا بصلة قربى، الا ان الاسم واحد، وبالامكان استغلال هذه الوضعية. كما ان في عيلبون عائلة "سرور" واظنهم يدعمون ترشيحي، فما الفرق بين الفرح والسرور؟ لكن الاهم من ذلك هو الدعم الخارجي. اذ ان لنا امتدادا عابرا للقارات. ففي هيوستن، اهم مدن ولاية تكساس الامريكية، يقيم نجلي البكر منذ الحرب "البوشية" الاولى على العراق. وهو قادر، لو شاء، على تجنيد بعض اللوبيات من الامريكيين وابناء الجاليات العربية والاجنبية لصالحي، الذي هو صالح جماهيرنا وامتنا طبعا!
لا اريده ان يجمع لي التبرعات كما فعل عومري شارون، فمعاش الاربعة آلاف شاقل كفيل بتغطية حملتي الانتخابية!
لندع المزاح جانبا ولندخل في صلب الموضوع ولنطلّ على ساحة المعركة الانتخابية التي اخذت تسخن، ومع سخونتها راحت بعض الاصوات – النسائية بالاساس – تطالب بضمان مقعد نسائي في الكنيست! في ظروف عادية كانت الفكرة ستبدو عادية، بل اكثر من ذلك. فهل ظروف هذه المعركة عادية؟!
ولكي لا افهم خطا، اراني مضطرا للاشارة الى انني عايشت المرحومة تسيبورا شاروني – طوبي، كرئيسة لكتلة الجبهة في نقابة المعلمين. وما زلت اذكر وفدنا برئاستها الى جمهورية بلغاريا ايام العز، وكيف عرضت قضايا الجماهير العربية في اسرائيل وتطلعاتها، امام حشد من زملائنا البلغار، بصورة شاملة جلية قوية فذة، واُقسم انني لو قدمت انا تلك المداخلة، لما جاءت مقنعة بذلك الشكل، واسألوا في ذلك عبد المنان شبيطة ومفيد صيداوي ونائل منصور. كما اذكرها ابان الانتفاضة الاولى، ونشاطها في تجنيد المساعدات العينية، وتقديمها لاخوتنا الفلسطينيين دعما لهم ماديا ومعنويا، بعد ان اقدمت سلطات الاحتلال على اغلاق مؤسساتهم التعليمية. نفتقدك يا تسبورا.
وعرفت كغيري، عبر وسائل الاعلام والنشاطات الحزبية، النائبة الشيوعية تمار غوجانسكي، التي شهدت لها اروقة الكنيست وردهاتها بالنشاط والمثابرة وتميّز المواضيع التي تثيرها.
ثم هل بقي مهتم بالسياسة، سواء في اسرائيل او فلسطين او العالم، لم يسمع باسم المحامية الشيوعية فليتسيا لانغر، التي فضحت وما زالت تفضح جرائم المحتلين وموبقاتهم. اسألوا ابطال الحرية الذين اسبغوا عليها لقب "الحاجة فولا" ومن لم يسمع بالمحامية ليئة تسيمل، ذلك الصوت الصارخ ضد الارهاب الحقيقي المتمثل في الاحتلال وتداعياته. لقد كن "أرْجل" من الرجال! وقد وصلن الى ما وصلن اليه بفضل قدراتهن ونشاطهن، لا بفضل ضماناتنا.
وهنا اود الاشارة الى ان عدم التطرق الى اسماء نساء عربيات اخريات لا يعني الانتقاص من دورهن. ففي سماء بلادنا السياسية نجوم لامعات مثل سميرة خوري واوديت نمر، وابتهاج خوري ونجيبة غطاس ومها خوري ونبيهة مرقس وغيرهن كثيرات.
ان المعركة الانتخابية الحالية، بظروفها جديرة بان تسمى حربا وحربا شرسة ايضا. فأولا رُفعت نسبة الحسم للقضاء على أي شكل من اشكال التمثيل السياسي العربي . وثانيا الغيت طريقة انتخاب رئيس الحكومة بصورة مباشرة. وبانتهائها انفتحت بوابات قرانا ومدننا المنهوبة والمسلوبة ارضا وحقوقا، في وجه الاحزاب التي نهبتها وسلبتها ثم جاءت تطلب دعمها بكل صفاقة اللص ووقاحته. هل تعتقدون ان تقدير نصف الاصوات العربية التي ستصب في طاحونة الاحزاب الصهيونية تقدير مبالغ فيه؟! حبذا. لسوف تلاحظون نشطاء هذه الاحزاب يطوفون ساحتنا العربية، وتظهر صورهم على شاشات التلفزة يبررون دعمهم لتلك الاحزاب، من غير ان تسحّ حبة عرق خجلى على جباههم العريضة. سيستغلون المال القذر والجاه الزائف والوعود الكاذبة وما عداها. وكم من ابناء شعبنا الفقير البائس يستطيعون الصمود في "سوق الدلالة" الحزبي هذا؟ ان بعضنا رخيص وبعضنا محتاج، وبعضنا تبريري وجبان.
واذن فالحديث لا يدور عن عدد النواب الذين يمكن للاحزاب "المختلطة" والعربية ان توصلهم الى الكنيست، بل عن زوال احزابنا جميعا من المشهد السياسي. عن محونا لا على طريقة الرئيس الايراني، الذي لم يفعل سوى شد انظار العالم قاطبة الى طهران، بدل مواصلة تركيزها على المناطق الفلسطينية المحتلة، وما يقوم به المحتل فيها من ممارسات القتل والقصف الجوي والاعتقال اليومي. اعطوني يوما واحدا لا يقوم فيه "جيش الدفاع الاسرائيلي" بنشاطاته "العادية" من مداهمة واعتقال "مخربين" كانوا ينوون.. التعرض "للمعمّر" الاسرائيلي!! فهل هذا اوان العنتريات!!
لقد لها العالم عن كل ذلك وتركز حول ذلك "المجرم" الايراني الذي يريد ازالة اسرائيل، او نقلها الى كندا او المانيا او الولايات المتحدة!!
في افضل الحالات ستنجح في الانتخابات قائمة واحدة عربية يهودية (الجبهة)، او هي وقائمة عربية اخرى. وحتى النجاح هنا لا يعني ادخال عشرين ثلاثين نائبا الى البرلمان، بل بالكاد ثلاثة او اربعة، فهل مثل هذه الظروف تسمح بالترف والدلال واشتراط الاماكن المضمونة لشرائح معينة، حتى لو كانت للمرأة حبيبتنا جميعا!؟
واريد فوق ذلك ان اتساءل: ما هي القضايا التي قد تهم المرأة لكي تطرحها من خلال نشاطها البرلماني، ولا تهم الرجل؟ أهي قضايا الفقر والبطالة والتعليم والسلام والمساواة والشباب ومسطحات القرى... الخ.. اذن ما اهمية من يطرحها ويتابعها، ذكرا كان ام انثى؟
لكن ما دام هذا المطلب مطروحا للنقاش فثمة سؤال يفرض نفسه. بطبيعة الحال ستصل المرأة الى الكنيست عن طريق الاحزاب. فهل حضور المرأة في الاحزاب المختلفة على الصعيد العددي، من القوة وقدرة الاقناع بحيث لا تحتاج الى من يفرض ضمان مقعد لها؟ ما الذي يمنع المرأة من الانتساب الى الاحزاب المختلطة (الجبهة) والعربية، "القح" (التجمع والموحدة)؟ ومن يحول دون نشاطها في هذه الاطر السياسية، بحيث يصبح الاحساس بالحاجة الى رفع مستوى نشاطها سائدا، فاذا بها ترتقي بصورة اوتوماتيكية ام عساها ارتضت بدورها الديكوري مؤخرا، فتلقي "كلمة المرأة في هذه المناسبة الوطنية الرفيقة س او ج؟ ما الذي يمنع المرأة من منافسة الرجل في النشاط والحركة والعمل والابداع؟ وانا كفيل بان يؤيدها الرجل ويؤثرها على مثيله لا بقدر ما هي انثى، بل بقدر ما هي اهل لتحمل اعباء المسيرة. اليس الحضور النسائي شبه غائب عن الساحة الحزبية المحلية، لا سيما في الفترة الاخيرة، لاسباب يطول شرحها؟ تعالوا نجرب مع السلطات المحلية اولا، فهنا المجال ارحب، وامكانية ادراج النساء في القوائم الحزبية اوفر حظا.
انا على يقين من ان المسألة ليست ان قضية تمثيل المرأة قابلة للتأجيل، بقدر ما هي مرتبطة بالقدرات والكفاءات. وهنا لا ارى وجها للمقارنة بين التمثيل اليهودي في قائمة الجبهة، والتمثيل النسائي فيها. فنحن في نضالنا اليومي والقومي والوطني، بحاجة الى الشارع اليهودي والى الصوت اليهودي بمعناه المادي لا الانتخابي فقط. وبحاجة ماسة الى توسيع بؤر تواجدنا في هذا الشارع، بينما دعم المرأة لهذا النضال مضمون ومفروغ منه، حتى لو قام به رجال.
ثم ما الحاجة الى كثرة "اللت والعجن" مني ومن غيري - ما دمنا قد ارتضينا الدمقراطية الداخلية مرجعا لحسم قراراتنا؟ وما دام مجلس الجبهة مثلا سوف يبتّ، بالانتخاب الدمقراطي الحر المباشر السري، في من سيمثلنا في الكنيست من بين المرشحين، فما معنى اشتراط البعض من النساء وبعض الرجال، فرض ادراجها في مكان مضمون في القائمة؟
انا متأكد من ان ذلك لن يكون تبريرا لانسحاب محتمل، فجميع من كتبن عن الموضوع اكثر مبدئية مني لكن لتصدقني الرفيقة خلود بدوي والرفيقة منال شلبي، والرفيقة عايدة توما، انني وكثيرين مثلي سوف نفضلهن على كثير من الرجال اذا ما رشحن انفسهن، لكن القرار النهائي يبقى لنتيجة الاقتراع الدمقراطي.
من ناحيتي تنازلت عن "الترشيح" محتفظا "بالرشح" اللعين، ولعله من الطريف انه حين كنت اختم كتابة هذا المقال، طلعت علي السيدة ام فرح سائلة: "هل انا مرشحة؟ (بفتح الشين)
وضعت القلم جانبا و "صفنت" قبل ان ارد عليها! الا يكفي انني مرشِح؟ فلنهتم بقضية التدفئة.. الآن الآن وليس غدًا...

***************

* تنقير (1)
ألخدمة الوطنية
نملأ الفراغات في الحياة اليومية، لكي يتفرغ "جنودنا" لدورهم "الوطني" في هدم البيوت واعتقال "المخربين". ارأيتم مدى حيوية الخدمة الوطنية التي بات بعض عربنا يروّجون لها!!

* تنقير (2)
تسامح اسرائيلي
سُمح لطبيب عربي بالمشاركة في معالجة رئيس الحكومة من جلطته الدماغية الاخيرة. يبدو ان هذه اللحظات بالذات هي التي كان فيها ارئيل شارون غائبا عن الوعي...



#يوسف_فرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف فرح - وليس غدا