كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 00:30
المحور:
الادب والفن
عَنْ كَثَــبٍ يَــرْقُبُ دَفْنَ الجِــرَارِ،
وَأَنِينَ الصَّــلْصَــالِ المَعْجُونِ
بِحَلِيبِ دِجْلَــةَ والفُــرَاتِ،
يَــرْقُبُ فَــلْقَ الفَــرَاشَاتِ
وشَـــهِيــــقَ الطِّينِ المَفْتُــونِ
بِــدِمَــاءِ الحُسَيْنِ،
بِــدُمُــوعِي أغْسِلُ غَثَّ الرُّفَــاتِ
وأُوَارِيهِ طَــرِيَّ النُّـــوَارِ.
فِي عَيْنَـــيْهِ غُــرُوبٌ لاَ يَــذُوبُ؛
صَــبْرُ الشَّمْسِ عَــلَى نَبْضِهَــا
يُــرْهِقُــهُ،
هَــا هِيَ تَــغْزِلُ جِلْبَابَ النَّــهَــارِ
وَقَــرِيبًــا تَــبْلَــى فِي حِمْضِــهَــا،
كَيْفَ عَــنْ صَــبْوَتِهَــا تَتُــوبُ؟
لَمْ تَــحْفَــلْ يَــوْمًــا
بِسُــقُــوطِ التَّــاجِ والأَوْثَــانِ؛
لاَهِثَــةٌ خَلْفَ مِجْدَافِ الضِّيَــاءِ
هَـــاتِيـــكَ القُــبُــورُ،
وَقَــرَارُ اللَّيْــلِ رَمَـــادٌ؛
فِي البِــلاَطِ المُغْتَصَبْ
قَــلَّمُـــوا عُمْرَ النَّـــايِ
وذُكُـــورَ الأَسْرَى
فَــانْتَشَــرَتْ أنْغَـــامًــا
عِيــدَانُ القَصَبْ،
فِي البِـــلاَطِ المُحْتَجِبْ
واقِــفًــا أَمْضَــغُ غُصَّـــتِي
وَأرُوضُ الظِّلَّ وَرِيقَ اللِّسَــانِ
وَبَــرِيقَ الخَيْلِ فِي عَيْنَيَّ
وَجُوعَ الوَاحَــاتِ،
...................................
فَــوْقَ جنَــاحِي يَجْتَــاحُ الأَمِيــرُ
أفْــرَانَ الخَبَّـــازِينَ
وَحَنِينَ الصَّيَّــادِينَ
إلَــى قَــافِلَةِ الصَّنْدَلِ والشَّــايِ
وَكُفُــوفَ السَّــرَّاجِينَ
وَأضْغَــاثَ الحَــطَّــابِينَ،
هَــلْ رَآنِي أَهْــوِي فِي جِلْــدِي؟
وَيْــلِي مِنْ لُــغَتِي
وَهْيَ تَصْفَــرُّ عَــلَى خَصْرِ السُّنْبُــلَةِ !
غَــادَرَ قَصْــرًا
بَعْدَمَــا أَمْسَــى للنَّطْعِ حَسَبْ
واعْتَــلَى جِسْــرًا
بَــيْنَ مَـــلاَهِي القِيـــانِ
وَهَشِيــمَ الكَــأْسِ والرُّمَّــانِ
يَشْهَــدُ فَـــاتِــحَــةَ اللَّــحْدِ ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟