أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - بين المعجزة و الظاهرة..














المزيد.....


بين المعجزة و الظاهرة..


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين المعجزة و الظاهرة..

من عجائب الكون أننا نحول المشاكل المستعصية علينا حلها إلى ظاهرة، خاصة المسائل التي لا نكون على دراية تامة بموقعها من المجال ‏الاجتماعي العام، و نجد السلطات العليا تؤسس لها مخابر و نخصص لها كل سنة ميزانية خاصة، حتى الظواهر التي يعجز العقل البشري عن تفسيرها و تحليلها يجعل منها "طابو" ، لا يجرؤ أيٌّ كانَ مهما كان اختصاصه و قدراته الخوض فيها، لأنها في اعتقادهم مسائل تتعلق بالغيبيات، في حين نُحَوِّلُ المسائل العادية إلى ظاهرة، فقد نطلق على أحد الرياضيين أو الفنانين مثلا أنه إنسان خارق للعادة، و نقول أن فلانا تحول إلى ظاهرة ، لأنه تمكن من حل مشكلة ما، و قدم ما لم يقدمه شخص آخر، الأمر طبعا يتعلق بما يتوفر عليه الشخص من إمكانيات و ما يتلقاه من دعم مادي و معنوي للقيام بمهمة ما، و هذا الدعم يزيده ثقة في النفس، في حين نجد من يملك قدرات خلاقة و لكنه لا يوجد من المحيطين به من يدعمه و يدفعه إلى الأمام، فتضعف عزيمته و إرادته، و يظهر أمام الناس بالضعف، و قد ينعتونه بالفشل..، و ما لا شك ليه طبعا أن بعض المفاهيم مثل ( العنصرية، الجهوية، المحسوبية، الوسطية، الرشوة، اللاعدل..) هي في الحقيقة آفات اجتماعية تفشت في المجتمع العربي و المجتمع الجزائري بالدرجة الأولى، و مع مرور الوقت تحولت هذه الممارسات السلبية إلى "ظاهرة".
و الحقيقة أن المشاكل التي نغرق فيها نحن المسؤولون عنها ، و من الصعب أن نقول نحنُ أم هُمْ المسؤولون عنها، لكن نقول أنها من أفعال البشر، فلو لم تكن هذه الآفات السالفة الذكر موجودة لما كانت أزمة البطالة موجودة أصلا، و لو أن البطالة مشكلة و ليست ظاهرة اقتصادية، لأنها تتعلق بالتسيير العقلاني و التفكير العقلاني في وضع البرامج التنموية ، و إنجاز المشاريع، فعلي سبيل المثال لو الدولة في بلد ما شيدت مصانع للشباب بدل السجون ، و وفرت مناصب الشغل ، و طبقت العدالة في توزيع هذه المناصب كل و مستواه و اختصاصه، لما كانت هناك بطالة، و بالتالي هي تقضي على الجريمة و لن تكون في حاجة إلى بناء مؤسسات عقابية، و يكون المجتمع في مأمن من تورط أبنائه في وكر الجريمة، إذن لا يمكن أن نقول أن البطالة ظاهرة، لأن الدولة ليست عاجزة عن حلها، و تملك كل الآليات و الميكانيزمات للقضاء عليها، ما يمكن الإشارة إليه أن الخبراء صنفوا "الظاهرة "فنقرأ عن الظاهرة الاجتماعية (المثليين)، و الظاهرة التاريخية ( التحول من تيار إلى تيار آخر) ، و الظاهرة الدينية ( الإيمان و الكفر)، و الظاهرة البيئية ( الفيضانات)، كما أن هذه الأخيرة أعطيت لها أسماء عديدة ، فنقول الظاهرة الإيكولوجية، و الظاهرة الاقتصادية ( البطالة).
و كما تؤكد بعض الكتابات أن الظاهرة تحكمها قوانين جبرية ...كالظواهر الكونية، أو ظهور شيء خارق للعادة، يعجز الفكر البشري تفسيره أو تصوره، و لهذا نجد بعض الناس من غير المتنورين يرون في سقوط التفاحة مثلا من الشجرة معجزة إلهية، و هذا السقوط هو ما يمكن اعتباره ظاهرة، لأنه متعلق بقانون الجاذبية، التي لا يمكن أحد أن يراها، و هذه الظواهر التي يمكن أن نسميها معجزات وحدها التي تحدد سلوك الإنسان ، و تحدد الصورة التي يكون عليها تفكيره و إيديولوجيته، بل و وجوده في هذا الكون، و لهذا يمكن القول ـأن بعض المسائل فقط يمكن أن يطلق عليها بالظاهرة، مثل الإيمان و الإلحاد أو الارتداد عن دين من الأديان، و لعب الاستعمار دورا مهما في انحراف الشعوب و التشكيك في معتقداتهم، حيث كانت الظاهرة الاستعمارية وراء ظهور فكرة" الإلحاد" الذي اعتبره الباحثين "ظاهرة " أيضا، لأنه تمكن من أن يغير الخطاب الديني لجماعة لها معتقداتها و مقوماتها و غيرت حتى أسلوب معيشتها باسم الحداثة.
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلامي و الكاتب يوسف شنيتي يعانق البَوْحَ و يؤكد بتحفظ :كث ...
- قراءة في كتاب-الماسونية- أفعى ذات رؤوس ثلاثة ( المال،الإعلام ...
- مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-
- الجزائر أكثر الدول تعرضا للاضطرابات الجوية و للأخطار الكبرى
- حركة البناء الوطني( الجزائرية): شركاء -الأوبيك- ضربوا سلاح - ...
- حادثة -السقيفة -كانت أولى ظهور - المعارضة- في الإسلام
- قطاع الفلاحة في الجزائر لازال يعتمد على -المخططات- القديمة
- بين -الإتِّبَاعِ- و -الابتلاع- و -الامتناع- تجربةٌ و دروسٌ
- وطن على الورق شعر علجية عيش - الجزائر-
- أبناء الأسرة الثورية في الجزائر على صفيح ساخن
- الانفتاح و الديمقراطية وراء تعايش الإسلاميين و العلمانيين في ...
- الصراع -العربي الأمازيغي- يظهر الى السطح من جديد و تخوف كبير ...
- موقف العلماء المسلمين من الصِّرَاع السُّنِّي الشِّيعِي
- كيف يمكنُ للمرأةِ أن تبْنِيَ المرأة؟..
- امرأة لزمن آخر.. كيف يمكنُ للمرأةِ أن تبْنِيَ المرأة؟..
- أطباء نفسانيون يدقون ناقوس الخطر في اليوم العالمي للوقاية من ...
- التحريض على الانتحار هل هو خطأ ترتكبه الأسرة أم هو جريمة يعا ...
- خطر -العولمة- و حملات التجنيس على-اللغة العربية-
- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشم ...
- امرأة لزمن آخر...الخطاب الرّاهن للمرأة في ظل -الثورات العربي ...


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - بين المعجزة و الظاهرة..