فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 06:28
المحور:
كتابات ساخرة
كانت أمي دايما تقول: "ولادي متعقّمين. ميعرفوش من الدنيا إلا الكتاب والمدرسة. تحطهم ع المكتب يذاكروا، غير كده ميعرفوش!” واحنا صغيرين كانت بتقول الكلمتين دول بفخر. لما كبرنا واكتشفت أن التعقيم ده خلانا لا مؤاخذه هُبل حبتين وصيد سهل للنصابين والكذابين وولاد الايه، بقت بتقولها بخجل وبإحساس بالذنب: “أصل ولادي مشافوش شر في حياتهم، كنت قافلة عليهم عشان أحميهم.” ثم تواسي نفسها: "معلش، دايما ولاد الناس كدا متصابين.” حاجة كده عاملة زي ما بنواسي نفسنا لما نتخمّ ونقول: “المؤمن مُصاب"! أما الناصح الأريب فيقول عن نفسه: “النار متحرقش مؤمن." المهم تطلع "مؤمن"؛ سواء كنت نصّاب أو منصوب عليك. سواء أروبة، أو أهبل، أنت "مؤمن" في الحالتين. هو طبعا كلام ماما صحيح بالتجربة. تلاقي اللي اتمرمط في طفولته بيطلع له أظافر ناهشة مبكرًا، وصعب يقع فريسة. بينما اللي أهله عقّموه وعزلوه وقفلوا عليه وحبسوه في كتاب بيطلع منزوع الأظافر والأنياب. أو بالأحرى "أهبل". وخد عندك بقا يتلطّش من هذا ومن ذاك. ولأنه متربي مش بيعرف ياخد حقه بالطرق الرخيصة اللتي اتنصب عليه بها. يتشتم، ولا يشتمش. يتكذب عليه ولا يكذبش. اييييييييه! آدي حال الدنيا يا ابني. يا إما تبقى متربّي وابن ناس وتشقى في حياتك، أو تبقى ابن اللامؤاخذه ندل تعيش ملك وتموت مستور.
ومصر جميلة خليك فاكر.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟