أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلنك.ميتاني - الامبراطورية الميدية















المزيد.....



الامبراطورية الميدية


بلنك.ميتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 00:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


. ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ
بقلم الكاتب بلنگ ميتاني

ﺃ . ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺗﺄﺭﻳﺨﻬﻢ
ﺍﻟميديون ﻫﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﻴﻮﻥ ﻣﺠﺎﻭﺭﻳﻦ ﻟﻶﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺃﺭﺍﺭﺍﺕ . ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭ - ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .
ﺇﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ، ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻳﺎﻓﺚ ﺇﺑﻦ ﻧﻮﺡ . ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﻫﻢ ﺷﻌﻮﺏ ﺁﺭﻳﺔ ‏( ﻫﻨﺪﻭ - ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ‏) ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻭ - ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ . ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻻﻟﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺪ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﺰﻭﺣﻬﻢ ﻟﻠﻬﻨﺪ ﻣﺆﺭﺥ ﺑﻨﺤﻮ 1600 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻄﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺑﺨﺎﺭ ﻭﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺗﻮﻏﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺣﺘـﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺗﺨﺬﻭﻫﺎ ﻣﻮﻃﻨﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻟﻬﻢ . ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎً ﺃﺷﺪﺍﺀ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻔﻠﺤﻮﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﻭﺳﻔﻮﺡ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺸﺔ ﺭﺧﻴﺔ .
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺫﻛﺮ ﻟﻠﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻵﺷﻮﺭﻱ " ﺷﻠﻤﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ " ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 835 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺇﺣﺘﻜﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻣﻨﺸﻐﻠﻴﻦ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻬﻢ . ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﻭ ﺃﺻﻔﻬﺎﻥ ﻭ ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ ﻭ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﺭﺩﻭﺥ . ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺆﻟﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻭﻫﻢ ﺑﻮﺯﺍ ﻭ ﺑﺎﺭﻳﺘﺎﻙ ﻭ ﺳﺘﺮﻭﺧﺎﺕ ﻭ ﺁﺭﻳﺎ ﻭ ﺑﻮﺩﻱ ﻭ ﻣﻮﻏﻲ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ ﺇﺳﻢ ﺍﻵﺭﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ .
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻳﺬﻛﺮ ﺩ . ﺯﻳﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺇﻳﺮﺍﻥ . . . ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻌﺎﺵ " ، ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﺳﻨﺔ 1500 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻗﺒﻴﻠﺘﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻴﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﻮﻟﻐﺎ ﺷﻤﺎﻝ ﺑﺤﺮ ﻗﺰﻭﻳﻦ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺗﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﺎﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ . ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ، ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻴﺪﻳﺎ . ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻏﺮﻳﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺳﻢ " ﺑﺎﺭﺳﻴﺲ " ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﺷﺘﻖ ﺇﺳﻢ ﻓﺎﺭﺱ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ﺯﻛﻲ ، ﺑﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺣﺘﻤﺎﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺜﻞ " ﻟﻮﻟﻮ ﻭ ﻛﻮﺗﻲ ﻭ ﻛﻮﺭﺗﻲ ﻭ ﺟﻮﺗﻲ ﻭ ﺟﻮﺩﻱ ﻭ ، ﻛﺎﺳﺎﻱ ﻭ ﺳﻮﺑﺎﺭﻱ ﻭ ﺧﺎﻟﺪﻱ ﻭ ﻣﻴﺘﺎﻧﻲ ﻭ ﻫﻮﺭﻱ ﻭ ﻧﺎﻳﺮﻱ " . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻣﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺣﺴﻦ ﺑﻴﺮﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻥ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ‏( ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﺎﺳﺘﺎﻧﺪﺍ "( ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻵﺭﻳﺔ ﻭ ﻫﻢ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﻭﻟﻐﺘﻬﻢ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺍﻟﻤﻮﻛﺮﻳﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻋﺸﻖ ﻭﺳﻠﻄﻨﺔ " ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻛﺮﺩﻳﺔ . ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﻣﺮﺩﻭﺥ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻫﻮ " ﺁﺭﺍﻣﺎﺱ " ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺏ " ﺩﻳﻮﻛﺲ " . ﻳﻘﻮﻝ ﺩﻭﻣﺮﻛﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 2000 ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﺃﺳﺴﻮﺍ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﻭﺳﻠﻄﻨﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭ ﻋُﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﺣﺮﻭﺑﻬﻢ ﻭ ﺷﻬﺮﺗﻬﻢ ﻭﺗﻔﻮﻗﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 700 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ " ﻛﻴﺘﺰﻳﺎﺱ " ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻼﻃﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﻢ ‏( ﺁﺳﺘﻲ ﻛﺎﺱ ‏) ﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﺩﺍﻣﺖ ﻟﻤﺪﺓ 350 ﺳﻨﺔ . ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .
ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ، ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‏( ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﻮﻥ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ُ ﻳﺴﻤّﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ﺯﻛﻲ ﺏ " ﺷﻌﻮﺏ ﺟﺒﺎﻝ ﺯﺍﻛﺮﻭﺱ " ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻫﻨﺪﻭ - ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ . ﺇﻣﺘﺰﺟﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻊ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺁﺭﻳﺔ ‏( ﻫﻨﺪﻭ - ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ‏) ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺸﻜّﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻜﻮّﻧﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻣﻦ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﻮﻃﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ . ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﻘﻞ ﺑﻞ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺘﻪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ .
ﺗﻌﺪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌﺮﻑ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺈﺳﻢ " ﻣﻴﺰﻭﺑﻮﺗﺎﻣﻴﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﻬﺮﻱ ﺩﺟﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ . ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍً ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺸﻜّﻞ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ .
ﺇﻥ ﻣﺮﻛﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﺒﺮﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﻴﻦ . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻈﻢ ﻭ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﺣﻔﺎﺩ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺃﻥ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‏( ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺘﻴﻦ ‏) ﻫﻲ ﺟﺬﻭﺭ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﻴﺪﻳﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻨﺎﻃﻖ " ﻛﺎﺩﻭﺱ " ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﻧﻬﺮ " ﺁﺭﺍﺱ " ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﺗﻀﻢ ﻛﻼً ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﻭ ﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﻭ ﺁﺷﻮﺭ ﻭ ﻋﻴﻼﻡ ﻭ ﻫﻴﺮﻛﺎﻧﻲ ﻭ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻭ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﺜﻞ " ﺳﻮﺭﻣﻴﺪ " ﻭ ﻫﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭ ﺃﻭﺭﺍﺭﺍﺗﻴﻮﻥ ﻭ ﻣﻴﺘﺎﻧﻴﻮﻥ .
ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ " ﺟﻪ ﻣﻪ ﺯﺍﻥ " ﺗﻌﻨﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻭﺇﺳﺘُﺨﺪﻣﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺍﺳﻢ " ﻫﻴﻜﻤﻪ ﺗﺎﻧﺎ " ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﺈﺳﻢ " ﺁﻛﺒﺎﺗﺎﻥ " ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺜﺒﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻼً ﻣﻦ " ﺯﻳﻨﻔﻮﻥ " ﻭ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ، ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﻫﻤﺪﺍﻥ " ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ . ﺇﺳﻢ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺇﺳﻢ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ‏( ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺁﻛﺒﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ‏) . ﻧﺠﺢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺿﺨﻤﺔ ً ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄﺳﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺳﺒﻊ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺻﻔﻮﻑ ﻣﺘﺮﺍﺻﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ .
ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ
ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺗﺘﺠﻤّﻊ ﻟﺘﺆﺳّﺲ ﺃﻭﻝ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺎﻡ 708 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻭﻗﻊ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻤﻪ " ﺩﻳﺎﻛﻮ Diyaoku " ‏( ﻛﻴﻘﺒﺎﺩ ‏) ‏( 727 - 675 ﻕ . ﻡ ‏) ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ ﻳُﺴﻤّﻮﻧﻪ ﺏ " ﺩﻳﻮﻛﺲ Deioces " ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﻢ ﻧﻈﺮﺍً ﻹﺷﺘﻬﺎﺭ ﺩﻳﺎﻛﻮ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻋﻨﺪ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻛﺎﻥ ﺩﻳﺎﻛﻮ ﺃﻭﻝ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﻴﺪﻱ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻣﻌﺮﻭﻑ ‏( ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﻳﻨﺘﺨﺒﻮﻥ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﻴﺮﻭﺩﺗﺲ ‏) . ﺇﺧﺘﺎﺭ ﺩﻳﺎﻛﻮ " ﺁﻛﺒﺎﺗﺎﻥ " ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜﺘﻪ ‏( ﻭﻫﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺗﻌﻨﻲ " ﻣﺤﻞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ " ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‏) ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺤﺼﻴﻨﻬﺎ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻱ ﻏﺰﻭ ﺃﺟﻨﺒﻲ . ﻓﻲ " ﺁﻛﺒﺎﺗﺎﻥ " ، ﺃﻱ ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺩ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺃﺧﺼﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺬﺍﺋﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﺍﻟﻤﻐﻄﻴﺔ ﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ، ﺃﻧﺸﺄ ‏( ﺩﻳﺎﻛﻮ ‏) ﻋﺎﺻﻤﺘﻪ ﻭﺯﻳﻨﻬﺎ ﺑﻘﺼﺮ ﻣﻠﻜﻲ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1 . 73 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ .
ﺑﺪﺃ ﺩﻳﺎﻛﻮ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻘﻄﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ " ﺑﻮﺳﻴﻮﻥ ﻭ ﺁﺭﻳﺰﺍﻧﺘﻮ ﻭ ﺑﺎﺭﺗﺎﻛﺘﻲ ﻭ ﺑﻮﺩﻳﻮﻥ ﻭ ﻣﻮﻍ ﻭ ﻣﻴﺘﺎﻧﻲ " ﻭ ﺑﺎﺷﺮ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ‏( 745 - 606 ﻕ . ﻡ . ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﻬﺎ . ﺗﻢ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﻳﺎﻛﻮ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺂﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻭ ﺗﻢ ﻗﺘﻠﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﻤﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺩﻳﺎﻛﻮ ، ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﺧﺸﺘﺎﺭﻳﺘﻲ Khashtariti " (675 - 653 ﻕ . ﻡ ‏) ﺃﻭ " ﺧﺸﺎﺗﺮﻳﺘﺎ Khshatrita " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻛﺪﻳﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ ﺏ " ﻓﺮﺍﻭﺭﺗﻴﺶ ‏( Phraortes " . ﺑﺪﺃ ﺣﻜﻤﻪ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﺍﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻵﺭﻳﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﻮﺏ ﺁﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ ﺇﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ، ﻭﺟّﻪ ﺧﺸﺘﺎﺭﻳﺘﻲ ﺃﻧﻈﺎﺭﻩ ﻧﺤﻮ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻴﻴﻦ ، ﻓﻘﺎﺩ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻹﺧﻀﺎﻉ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﻢ ﻭ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎﻩ ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﻀﻊ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ . ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﻧﻬﺎﻙْ ﺳﺮﺟﻮﻥ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ " ﺍﻷُﻭﺭﺍﺭﺗﻴﻴﻦ Ourartens " ﻭ " ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻴﻴﻦ Manens " ﺑﺤﻤﻼﺗﻪ ﻭﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳّﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺇﺣﺘﻮﺍﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﻤﺮﻳﻴﻦ - Cimmerians ، ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 670 ﻕ . ﻡ . ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺩﻋﺖ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻶﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ﺑﺤﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺠﻮﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﺻﺮﺗﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻪ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻵﺷﻮﺭﻱ ﻋﻦ ﺷﻌﺒﻪ .
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻓﺮﺍﻭﺭﺗﻴﺶ ، ﺇﺳﺘﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﺏ " ﻭﻓﺎﻛﺸﺘﺮﺍ Ouvakhshatra ﺃﻭ ﻛﻴﺎﻛﺴﺎﺭﺍ Cyaxares " ‏( ﻛﻴﻜﺎﻭﺱ ‏) ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﺩﻳﺎﻛﻮ )" ، ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 632 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻭﺇﻧﺘﻬﺞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻭﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﻗﻮﻯ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﻔﺮﺽ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﻢ ﺷﻤﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ، ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺍﺟﻪ " ﺍﻟﺴﻴﺘﻴﻮﻥ " ‏( ﺍﻻﺳﻜﺜﻴﻮﻥ ‏) ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻣﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﻳﻼﻗﻮﻥ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺈﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻭ ﺣﻜﻤﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﻢ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺟﺪﻳﺪ ، ﺇﺫ ﻗﺴّﻤﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺮﻣﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﻣّﺎﺣﻴﻦ ﻭ ﺣﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ . ﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ " ﺍﻟﺴﺘﻴﻴﻦ " . ﺇﺳﺘﻐﻞ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻜﻴﺴﻴﺔ ، ﻓﺄﻋﻠﻦ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺑﻼﺩﻩ ﻣﻨﻬﻢ .
ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ﺑﺴﻔﺮﺍﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ " ﻧﺒﻮﺑﻮﻻﺻﺮ " ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻟﻪ ﺻﺪﺍﻗﺘﻪ ﻭﻟﻴﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺿﺪ ﻋﺪﻭّﻫﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ . ﺗﻌﻤﻘﺖ ﻭ ﺗﻮﺛﻘﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻣﺒﺮﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻗﻊ " ﻧﺒﻮﺧﺬ ﻧﺼﺮ " ﺇﺑﻦ " ﻧﺎﺑﻮﺑﻼﺻﺮ " ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻡ ﺇﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ، ﺃﻣﻴﺘﺴﺎ ‏( ﺃﻭﻣﻴﺪ ‏) ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻄﺤﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻴﺪﻳﺎ ، ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺑﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻟﻬﺎ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻷﻭﻣﻴﺪ ﻷﻥ ﺑﻼﺩﻫﺎ " ﻣﻴﺪﻳﺎ " ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻛﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ . ﺃﺑﺮﻣﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻭ ﺑﺎﺑﻞ ﺇﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﻋﻘﺪﺗﺎ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ، ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﻟﻤﻤﻠﻜﺘﻴﻬﻤﺎ . ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳُﺸﻜّﻠﻪ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻮﻥ ﻟﻠﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ، ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺮﺍﺯﺣﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ، ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﻣﻌﺎً ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ . ﺣﻤﻼﺕ ﻭﻏﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ . ﻫﻴّﺄ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﺟﻴﺸﻪ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄّﺘﻪ ، ﻭﺭﺩﺗﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺑﺄﻥ " ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻴﻦ Scythiques " ﺇﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ ﻟﻴﻬﺎﺟﻤﻮﺍ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ، ﻓﺈﺿﻄﺮ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻴﻦ . ﺣﻄّﻢ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻮﻥ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺩﻣّﺮﻭﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺇﻋﺘﺮﺽ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺼﺮ . ﻳﺪّﻋﻲ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻴﻦ ﺇﺳﺘﻘﺮّﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺆﻛّﺪ ﻣﺆﺭﺧﻮﻥ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﺄﻧّﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ . ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﺎﻥ ، ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ، ﺑﺸﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ، ﻧﻴﻨﻮﻯ ، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﻰ ﺣﺮﺏ ﺿﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ، ﺳﻘﻄﺖ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺁﺫﺍﺭ 612 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ . ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻵﺷﻮﺭﻱ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻔﺎً ﻟﻠﻔﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ " ﺑﺴﺎﻣﺘﻴﺦ " ، ﻫﺮﺏ ﺇﻟﻰ " ﺣﺮﺍﻥ " ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺇﻧﺘﻬﺎﺯ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺆﺍﺗﻴﺔ ﻟﻪ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﺣﻴﺚ ﻫﺎﺟﻤﻮﺍ " ﺣﺮﺍﻥ " ﻭﻗﺘﻠﻮﻩ ﻫﻨﺎﻙ .
ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻮﻥ ، ﻓﻘﺪ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﺇﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺩﻋﻮﺓ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﺃﻗﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﻟﺒّﻮﺍ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺘﻠﻬﻢ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻜﻴﺜﻴﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ .
ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻨﻮﻯ ، ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺒﻘّﻰ ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺁﺷﻮﺭ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻮﺳّﻌﺖ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺼﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺣﺘﻔﻆ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﺟﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺇﻣﺘﺪّﺕ ﺣﺪﻭﺩﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ . ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ، ﺑﻞ ﺣﺎﻭﻝ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ، ﺣﻴﺚ " ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﺔ Lydie " ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ " ﺳﺎﺭﺩ Sarde " . ﺇﺳﺘﻤﺮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﻟﻤﺪّﺓ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ . ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺳُّﻂ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ " ﻧﺒﻮﺑﻮﻻﺻﺮ " ﺃﺑﺮﻡ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ " ﺁﻟﻴﺎﺕ Alyates " ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 608 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ، ﺗﻢ ﺗﺄﺷﻴﺮ ﻣﺠﺮﻯ ﻧﻬﺮ " ﻫﺎﻟﻴﺲ Halys" (Kizil - Irmak ‏) ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ، ﻛﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺘﻴﻦ . ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ، ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﺜﻼﺙ ، ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 595 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﺗﻘﻮﻝ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪﻭﺙ ﻛﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ، ﺇﺫ ﺇﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻀﺐ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﺎﺭﺑﻬﻢ ، ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭ " ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻴﺰﻭﺑﻮﺗﺎﻣﻴﺎ ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ، ﺑﻌﻴﺪﺓً ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ . ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻺﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﻭﻗﻒ ﺇﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺇﺫ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺗﺠﺎﻩ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻮﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺨﻠﻮﻕ ﺧُﻠﻖ ﻟﻠﺤﺮﺏ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ . ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻜُﻦّ ﻳﺸﺘﺮﻛﻦَ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﺑﺈﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻛُﻦّ ﻳﻨﺠﺒﻦَ ﺇﻧﺎﺛﺎً . ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﻌﺎﻫﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﺴﺪﻳﺔ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ . ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﻦّ ﺃﺳﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻋﻤﻠﻬﻦّ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ .
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭﺍ " ، ﺗﻮﻟّﻰ ﺇﺑﻨﻪ ﻭﻭﺭﻳﺜﻪ " ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ Astyages " ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭ ﺑﻘﻲ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎً ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺮﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 608 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﺣﻴﺚ ﻭﺛّﻖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﺪﻱ " ﺁﻟﻴﺎﺕ " ﺑﺮﻭﺍﺑﻂ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺗﺰﻭﻳﺠﻪ ﻣﻦ ﺇﺑﻨﺘﻪ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﻣﻠﻚ ﺑﺎﺑﻞ " ﻧﺒﻮﺧﺬ ﻧﺼﺮ " ، ﺇﺑﻦ ﻭ ﻭﺭﻳﺚ " ﻧﺒﻮﺑﻮﻻﺻﺮ " ﻋﺒﺮ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻣﻨﻪ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻮﻃﺪﺕ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﻴﻦ ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﺑﻼ ﺣﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﻗﻼﻗﻞ ﺗُﺬﻛﺮ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺳﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ , ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ ﺿﻌﻴﻔﺎً ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻧﻔﻮﺫ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ
ﻣﺮﺕّ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ " ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ " ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻭ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ، ﻋﻨﺪﺋﺬً ﺇﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ " ﺳﻴﺮﻭﺱ Cyrius ﺃﻭ " ﻛﻮﺭﻭﺵ Kurush " ‏( ﻛﻴﺨﺴﺮﻭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ‏) ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 560 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻳﺬﻛﺮ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻷﻭﻝ ‏( Clio 107 ‏) ، ﺃﻧّﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ " Les Mages " ﻟﺮﺅﻳﺎ ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻛﺮﻳﻤﺘﻪ ﻣﺎﻧﺪﺍﻥ " Mandane " ، ﻓﻀّﻞ ﺗﺰﻭﻳﺠﻬﺎ ﻣﻦ " ﻗﻤﺒﻴﺰ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ " ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ، ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻧﺒﻼﺀ ﻗﻮﻣﻪ ﻹﺯﺍﺣﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﻳﺘﺎﺑﻊ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺄﻥّ " ﻣﺎﻧﺪﺍﻥ " ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻭﻟﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﻤﺒﻴﺰ ﺃﺳﻤﺘﻪ " ﻛﻮﺭﻭﺵ Kurush " . ﻋﺎﺵ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ﻭ ﺗﻠﻘّﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻪ ﺑﻴﻨﻬﻢ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﺑﺎﻟﻐﺎً ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺠﺪّﻩ " ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ " ، ﺑﻔﻀﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳُﺪﻋﻰ " ﻫﺎﺭﺑﺎﺝ Harpage " ﻭ ﻧﺼّﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ . ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﺆﺭّﺥ " ﺳﺘﻴﺴﻴﺎﺱ Stesias " ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺔ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ . ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻤﺆﺭّﺥ " ﻛﺰﻳﻨﻔﻮﻥ Xenophon " ﻓﺎﻥّ ﻟﻪ ﺭﺃﻱ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﺮﺃﻱ " ﻫﻴﺮﻭﺩﻭﺕ " ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ، ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺄﻥّ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻦ " ﻣﺎﻧﺪﺍﻥ " ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ﻭﻗﻤﺒﻴﺰ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺑﺄﻧّﻪ ﺗﺮﺑّﻰ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺻﺒﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺟﺪّﻩ ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﺳﻦّ ﺍﻟﺮﺷﺪ . ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﺗﺪﻝ ﺑﺄﻥّ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ " ﺇﺑﻦ ﻗﻤﺒﻴﺰ ، ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ " ، ﻳﺘﺒﻌﻪ " ﺃﻧﺎ ﻛﻮﺭﻭﺵ ، ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ " ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔ " ﺍﻟﺴﻮﺱ Susiane " ﺑﻌﺪ ﺇﻃﺎﺣﺘﻪ ﺏ " ﺃﺳﺘﻴﺎﺝ " ﻭ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ . ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﻛﻮﺭﻭﺵ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻴﺸﻪ ﺍﻟﻤﺪﺭّﺏ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈّﻢ ﺇﺣﺘﻼﻝ ﺁﺷﻮﺭ ﻭﺑﺎﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﺍﻟﺘﻘﺪّﻡ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺿﺎﺭﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻴﺪﻳﻴﻦ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻠﻜﻬﻢ " ﻛﺮﻳﺴﻮﺱ Cresus " ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ " ﺁﻟﻴﺎﺕ " . ﻟﻌﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍً ﺣﺎﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺻﻤﻮﺩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻭﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺘﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺩﺍﺭﻳﻮﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ " ﺑﻴﻬﻴﺴﺘﻮﻥ Behistoun " ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ " ﻛﻮﺩﻳﻦ ﺗﺒﻪ Godin Tepe " ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭ " ﻳﻮﺭﻛﺎﻥ ﺗﺒﻪ Yorgan Tepe " ‏( ﻣﻮﻗﻊ ﻧﻮﺯﻱ Nouzi ﻗﺮﺏ ﻣﻼﻳﺮ Malayer ‏) ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻨﻮﺯ " ﺃُﻭﻛﺴﻮﺱ Oxus " ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .
ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻬﻢ
ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ، ﺣﺪﺛﺖ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ . ﻗﺎﻣﺖ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ " ﻛﺆﻣﺎﺗﺎ " ﺳﻨﺔ 522 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ " ﻛﺆﻣﺎﺗﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ " ﺩﺍﺭﺍ ﺍﻷﻭﻝ " ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﻭ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺧﻄﺔ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ ﺑﻬﺎ . ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺭﺍ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ " ﺧﺸﺮﻳﺘﺎ " ﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺪﻱ " ﻛﻴﺎﺧﺴﺎﺭ " ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻑ ﺍﻟﻰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻛﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ . ﺇﻧﻬﺰﻡ " ﺧﺸﺮﻳﺘﺎ " ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺳﻢ ﻣﻌﺮﻛﺔ " ﻛﻮﻧﺪﻭﺭﺍ " ، ﺣﻴﺚ ﺇﺿﻄﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺭﻱ " ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ ﻃﺎﺭﺩﻩ ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ . ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺸﻌﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﻄﻊ ﺃُﺫﻧﻴﻪ ﻭﺟﺪﻉ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻓﻘﺄ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺭﺑﻄﻪ ﺑﺸﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺁﻛﺒﺎﺗﺎﻥ " ﻭ ﺗﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﻮﻳﺐ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺭﺍ ﺑﺘﺪﻭﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻮﺵ " ﺑﻬﻴﺴﺘﻮﻥ " ، ﻛﺄﺣﺪ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ ، ﻟﻺﻓﺘﺨﺎﺭ ﺑﻪ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻕٍ ﻟﺤﺪ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻫﻨﺎﻙ .
ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ " ﺟﺘﺮﺍﻥ ﺗﺨﻮﻣﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ " ﺟﺘﺮﺍﻥ ﺗﺨﻮﻣﺎ " ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺘﻪ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ . ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﺸﻠﻪ ﻫﻮ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻟﻪ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻤﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮﻟﻴﺮ ‏( ﺃﺭﺑﻴﻞ ‏) ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﻛﻤﺼﻴﺮ ﺳﻠﻔﻪ " ﺧﺸﺮﻳﺘﺎ " ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ ﻭﻗﻄﻊ ﺃﻧﻔﻪ ﻭ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ ﻗﺘﻠﻪ .
ﻣﻴﺪﻳﺎ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺇﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻷﻏﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ ، ﻭﻗﻌﺖ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻴﺔ - ﺍﻷﻏﺮﻳﻘﺔ . ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺳﻨﺔ 323 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻳﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺣﺼﺔ ﺍﺣﺪ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺳﻠﻮﻗﺲ . ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺇﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺼﺮﻳﺎً ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻧﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﺣﺘﻼﻝ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﻟﻐﺔ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﺑﻞ ﺧﻠﻖ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺳﻢ ﺍﻝ " ﻫﻠﻨﺴﺘﻴﺔ " ") ﻫﻠﻨﺴﺘﻴﺔ " ﻣﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﻲ " ﻫﻴﻠﻴﻦ " ﻭ " ﺍﻳﺴﺖ " ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ " ﻫﻴﻠﻴﻦ " ﻫﻲ ﺇﺳﻢ ﺟﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﻛﻠﻤﺔ " ﺇﻳﺴﺖ " ﺗﻌﻨﻲ " ﺍﻟﺸﺮﻕ " ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ‏) . ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺭﺽ ﻣﻴﺪﻳﺎ ، ﻋﻴّﻦ ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻣﻴﺪﻳﺎً ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 350 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻼﺩ ، ﻛﺎﻥ ﻳُﺪﻋﻰ " ﺍﻛﺴﻮﺩﺍﺕ " ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ، ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 348 ﻕ . ﻡ ، ﺗﻢ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﻴﺪﻳﺎً ﺁﺧﺮﺍً ﻛﺤﺎﻛﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻴﺪﻳﺎ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻤﻪ " ﺃﺗﺮﻭﺑﺎﺕ " . ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃُﻗﻴﻢ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﺸﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﺇﺫ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﺯﻭﺍﺝ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺩ ﺟﻴﺸﻪ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺷﺮﻗﻴﺎﺕ . ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﺔ " ﺭﻭﻛﺴﺎﻧﺎ " ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻗﺎﺋﺪﻩ ﺍﻟﻤﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ " ﺳﻠﻮﻗﺲ " ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ " ﺃﺑﺎﻣﺎ " ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻢ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺷﺮﻗﻴﺎﺕ ﺁﺧﺮﻳﺎﺕ . ﺃﺭﺽ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ " ﺃﺗﺮﻭﺑﺎﺕ " ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ " ﺃﺫﺭﺑﻴﺠﺎﻥ " ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ
ﺇﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ‏( 2004 ‏) . ﺍﻟﻌﺒﺮ ﻭﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﺃ ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ ﻭﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷﻛﺒﺮ . ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
ﺍﻟﺤﻤﻮﻱ ، ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ‏( 1906 ‏) ﻣﻌﺠﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ . ﻃُﺒﻊ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ
ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ‏( ؟ ‏) . ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ . ﻃُﺒﻊ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .
ﺑﻴﺮﻧﻴﺎ ، ﺣﺴﻦ ‏( 1921 ‏) . ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻗﺪﻳﻢ . ‏( ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ‏)
ﺯﻛﻲ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ‏( 1945 ‏) . ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻭ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ - ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ . ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ ، ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﻮﻧﻲ .
ﺯﻛﻲ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﻴﻦ ‏( 1948 ‏) . ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻭ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ - ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ . ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻣﺼﺮ . ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﻮﻧﻲ .
ﺯﻳﺎﺭ ، ﺩ . ‏( 2000 ‏) . . ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻌﺎﺵ . ﻃُﺒﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ .
ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻧﻰ ، ﻣﺤﻪ ﻩ ﻣﻪ ﺩ ﻣﻪ ﺭﺩ ﯙﺧﻰ ‏( 1991 ‏) . ﻣێ Z ﻭﻭﯼ ﻛﻮﺭﺩ ﻭ ﻛﻮﺭﺩﺳﺘﺎﻥ . ﻭەﺭﮔێﺮﺍﻧﯽ ﻋﻪ ﺑﺪﻭﻝ ﻛﻪ ﺭﻳﻢ ﻣﺤﻪ ﻣﻪ ﺩ ﺳﻪ ﻋﻴﺪ . ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺃﺳﻌﺪ ، ﺑﻐﺪﺍﺩ . ‏( ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩﻳﺔ ‏)
Durant, W . (1954 ). The Story of Civilization. Vol . 1 , part 2 . Simon and Schuster , New York .



#بلنك.ميتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلنك.ميتاني - الامبراطورية الميدية