أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - في لقاء مع محمد عزيز لحبابي















المزيد.....

في لقاء مع محمد عزيز لحبابي


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


في لقاء مع محمد عزيز لحبابي



نعم أثر أرسطو في المناطقة العرب ...
الدكتور محمد عزيز الحبابي، رحمة الله عليه، أشهر من نار على علم. باحث ، ومفكر، وأستاذ، وعميد، متفرغ للبحث،بدءً من "مفكرو الإسلام" وانتهاءً بـ تأملات في اللغو واللغة، والعديد من البحوث والدراسات باللغة الفرنسية، على رأسها من الكائن إلى الشخص) دراسات في الشحصانية الواقعية( إلى آخر القائمة...
عزيز الحبابي موسوعة أجلّ من أن تستوعبها صفحة جريدة، ومع ذلك ، اتسع صدره لحوار صحافي كنا قد أجريناه معه بحضور زوجته الدكتورة فاطمة الجامعي بمنزله في الرباط وذلك حول : مستقبل الفلسفة بالمغرب، اللقاء، نشرته جريدة الميثاق الوطني في الصفحة الثقافية اليومية بتاريخ 24/01/1982.
س: مستقبل الفلسفة في المغرب ؟
- سئل هنري برجسون، ذات يوم، عن أحسن كتاب سيصدر بعد عشر سنوات، فأجاب: " لوكنت عرفته لكتبته أنا !" كذلك يمكنني أن أقول: لو كنت أعرف مستقبل الفلسفة بالمغرب لبدأت شخصياً أهيئ لها الجو. إن مستقبل الفلسفة بالمغرب ، مرتبط بمستقبل الثقافة عموماً، ومستقبل هذه بدورها ، رهين بالتطورات التي سيعرفها المغرب سياسياً ، واقتصادياً ، ومجتمعياً على العموم.
إن المستقبل ) Prospective (يحاول أن يعطي معلومات للتخطيط للغد، ويجمع معلوماته من معطيات إحصائية.لكن الإحصائيات كما يقول عنها العلماء منهج يضم الكذب والخطأ. معنى ذلك أننا مع الإحصائيات، على أحسن تقدير، لا نخرج من فرضيات محتملة ، وعلى كل ؛ فلنتحدث عن مستقبل الفلسفة بالمغرب من منظار الاحتمال فحسب.
نظن أن الفلسفة ستعرف ازدهاراً بفضل مجموعة من الفلاسفة الشباب بدأت تنشر كتباً تتسم بجدية وموضوعية ، ومنهج رصين . فإذا استرسل هذا الجيل يبدع ، وكون جيلاً من مستواه ، ستبقى الانطلاقة عارمة ، وثرية. بيد انني، رغم هذا التفاؤل لما أنجز، وبما هو في طريق الإنجاز، من رسائل جامعية ، ودراسات مختلفة ، انخفض بعض الشيء . فالدفعة الأولى لا تستلزم أن ما يليها من دفعات ، سيكون مماثلاً لها خصوصاً وقد نزلت إلى السوق كتب ومقالات "فلسفية "، لا علاقة لها بالتأمل الفلسفي ولا بالمنهج القويم ، يطلب القارئ الصفحات فيجد غموضاً كثيفاً يبعده عن كل ما فيه عن رائحة الفلسفة ، في ذهنه معادلة) بكسر الدال ( لطلاسم، وأشياء فوق العادة . إنها طبعاً فوق الأذهان العادية.
في هذا المناخ شاع أنه بقدر ما تكون الكتابة غامضة ، بقدر ما يكون صاحبها عميق التفكير. ومن هنا بدأت ظاهرة مقلقة جداً وهي وجود مدرسة تقوم على الغموض لتعتبر مدرسة تفكير عميق.
سألني الدكتور عزيز الحبابي فيما إذا كنت راغباً في أن يعطيني أمثلة تتعلق بشخصيات معينة ، فاتفقنا على غض النظر عن ذلك، لأن التعب كان يبدو عليه، ثم بادرته:
*كثر استعمال بعض المصطلحات الفلسفية حتى أصبحت مبتذلة ، من ذلك : الإشكالية، الخطاب، الظاهرة ، المقولة، إلى آخر القائمة... حتى الأدباء، تسربت إليهم هذه العادة ، فأصبح الأدب يتداخل مع الفلسفة : مارأيكم؟
ـ أظن أن في آحر ما تقدم ، بصدد السؤال الأول شبه جواب: إن مدرسة الغموض تُكثر في استعمال المفاهيم الملتبسة المبهمة، وبدافع الموضة.
إنها تتسابق في الغرب مع ما جد من المصطلحات ، سواء في ميدان الفلسفة، أوفي ميدان الآداب، فكأن معين بعض الأدباء جف، فأخذوا يحتكون بشكليات فلسفية ، ويقنبلون القارئ بتجريدات ومصطلحات ، تعويضاً عن القصور ، فبعد أن وعوا عمق الأزمة ، بدأوا يقومون بعملية مضاعفة : أولاً، تغطية الفراغ بالتحديث المصطنع، والتغريب.
الانحراف مع الغربة، أي استعمال الميثولوجيات الأجنبية، والألفاظ العربية المهجورة، والجمل الطويلة والمتطاولة على الفهم السليم.
فلا شك أنكم بدوركم، تشعرون بتلك الغربة أمام بعض القصص السوريالية التي تشوه السوريالية الغربية نفسها، كما تفاجئكم كثير من قصائد الشعر الحديث الذي تُفتعل فيه الرمزية والتجريدات، إلى حد يجعلك تتساءل : بأيّ لغة كتبت تلك الصفحات ؟
هكذا، عوضاً عن نشر القراءة وتشجيع الناس عليها ، وتعويدهم على تذوق الشعر ، والتمرن على التأمل ، نبعد القارئ بوسائل تتنافى واللسان الغربي السليم ، وتعادي أنماط التجديد الحق في اللغة ، وفي الإحساس ، وفي الفكر . إنني لا أتفق معك كلياً عندما تدعي في سؤالك أن المصطلحات الفلسفية أصبحت مبتذلة. إن القضية ليست قضية ابتذال، بل قضية سوء استعمال، وهذا يخلق سوء فهم ، وسوء تفاهم . وربما كان ذلك هو العائق الأكبر في سير الحركة الأدبية والفكرية عند العرب حالياً .فالتهمة الحق موكولة بالدقة في استعمال المصطلحات والمفاهيم وفي وضوح الرؤى ووضوح التعبير عنها . ويمكن إضافة عابرة : إن الوضوح لايعني التبسيط المسف) !!( الذي ينزل بالفكر دون الصفر أويقترب ، كما أن الحداثة ليست هي الجري المتقطع الأنفاس وراء الموضات والفردية للغرب على حساب كل ما يتصل من قريب أو بعيد بالأصالة العربية الإسلامية.
استوقفت الحبابي عند نقطتين مقاطعاً إياه بأنني لست متفقاً معه حول رأيه في غموض الشعر، واستعرضت معه كل ما قاله نقطة نقطة ...وثانياً عندما تطاول فلسفياً على استعمال مصطلح بلاغي وهو المسف المأخوذ من" الإسفاف" فأصبحت الفلسفة نوعياً هي المتطاولة على الأدب. ومادمنا بصدد هذا التداخل، والتطاول، فمن الناس من ذهب إلى أن النحو والبلاغة العربيين متأثران بالأرسطية : كيف يمكن إيجاد نحو غير متأثر بالفلسفة أصلاً ؟
د/ عزيز الحبابي:
لكل لسان نحوه وبلاغته ، وكلاهما يتصل مباشرة بعبقريتها ، فلا يمكن أن نقول إن النحو العربي أو البلاغة العربية تأثرت بأي متكلم بها ، فأحرى بمن لايعرفها )...(. لقد تكلم العرب فبل الإسلام بالعربية بعفوية، ولما يترجم أرسطو...ويتعرفوا عليه. ثم لأن المرجع الأساسي ، مدرسة الكوفة والبصرة ، وما روي عن العرب. فكانتا ـ مدرسة الكوفة والبصرة ـ تحتجان بالشعر الجاهلي وبالقرآن.
إن البلاغة تحدث عنها العرب كإحدى معجزات القرآن )!!! (إذن تأثير أرسطو ينحصر فيما أخذ عنه من عناصر منهجية ، وهو أن العرب أخذوا منه المنطق الصوري ، فصارت مختلف أصناف المعارف الإسلامية تتخذه كـ آلة.
وأخيراً إن اللسان العربي من أسرة لغوية تختلف تماماً عن أسرة اللغة الإغريقية . فتأملات أرسطو في النحو الإغريقي لا تنطبق كلياً على النحو العربي والبلاغة العربية.
نعم، أثر أرسطو في المناطقة العرب، وهؤلاء أثروا في مناهج مختلف العلوم الإسلامية والعربية ، فمثلاً إن الجملة الإغريقية تستعمل بكثرة فائقة فعل الكينونة لربط محمول بـ موضوع كما في اللغة الفرنسية وفي اللغ الإنكليزية. في حين أن الجملة العربية بقول : " أنا مسافر ، مقابل : " أنا كائن مسافر "- يقصد فعل الوجود-
على كل، القضية متشابكة ، أطول من أن نتعرض لها في حديث صحفي عابر.
ثم سألني الأستاذ الحبابي: هل بقي لديك شئ آخر؟
ـ بفي العديد من الأسئلة، والتساؤلات تحتاج إلى جواب ، لاسيما وأن الأستاذة فاطمة الجامعي في حاجة إلى راحة...
قد قيل إن الرد الذي كتبتموه في ملحق جريدة العلم س1980،على الأستاذ محمد الحلوى، هو عبارة عن سجال فلسفي بكل الأدوات ، مع فقيه لغوي يستمد معارفه من التراث. أي إنها معركة غيرمتكافئة.
[ في هذا الموضوع ، استشهد الحبابي من جملة ما استشهد به، هيدغر الفيلسوف الألماني المعاصر ، الذي قيل عنه إنه فأر لغوي ، ليس لديه سوى قرض الكلمات ، والشقشفة بها. أي إن هناك نوعاً من التلاعب بالكلمات، إلى جانب اهتمام هيدغر بقضايا الإنسان.]
تساءل الدكتور عزيز الحبابي:
ـ من قال هذا ؟
ـ أنا مثلاً.
ـ فقط، حاورت محمد الحلوي بالعربية لتوضيح موضوع " اللغة بين الجمود والابتكار، فلنرجئ ذلك إلى فرصة أخرى .









#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع محمد عزيز لحبابي
- لقاء -لوموند- مع الكاتبة الروائية -نتالي ساروت-
- الخلوة
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ...
- محمد بن إبراهيم المراكشي من خلال شعره
- في عتبات الكتابة
- قراءة في الأزمنة السبعة
- تأملات نقدية حول أعمال محمد الإحسايني3
- حماقات السلمون
- التدوير2
- التدوير
- مذكرات كلب غير عابئ ولامخدوع1
- النقود المزيفة
- العام ما قبل الأخير من إشراقات باهتة
- سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-
- أغنية أعلى البروج
- الكلب والقارورة..... ش.بودلير
- عيون الفقراء
- في الواحدة صباحاً...........بودلير
- المغريات أو إيروس، وبليتوس ، والمجد


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - في لقاء مع محمد عزيز لحبابي