أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - عام القمل














المزيد.....

عام القمل


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 13:27
المحور: كتابات ساخرة
    


عام القمل

بقلم : عطا مناع

شوارع المخيم لا تنام، ضجيج وقرقعه وعبث في أكياس الزباله التي تلقى بعفويه ولامبالاه غريبه، هي ازمه عامه، هذا يخفف من وطأة الحاله ويدخل السريرة للنفس المتعبة التي لم تتعلم فن الصمت.

الفرقعة لا تقتصر على المخيم الذي يستظل بعلم وكالة الغوث التي ما عادت تغيث أحدا، يبدو أن اليأس والتقادم مع بعض المقبلات المتساوقة مع المشهد المتآمر على واقع ومستقبل المخيم دفع بالوكالة لرفع أرجلها قبل يديها.

ما لنا وللوكاله، نحن بصدد ظاهرة القرقعه والعبث بأكياس الزباله التي تلقى بعفويه تستقدم الآلاف الجرذان الوقحه، نعم، هي وقاحة الجرذان لدرجة أن القطط ما عاد لوجودها معنىً حتى لو كانت سمان، وكأن القطط والجرذان أبرمت اتفاقاً يفضي بعدم الاعتداء، وأتمنى ان لا تتطور للدفاع المشترك.

تذكرني الجرذان التي تقرقع في شوارعنا بعام القمل، وقبل أن اجمع شتات أفكاري للحديث عن القمل واللجوء المبكر احمد الله على الرخاء الذي نعيش، لان أكياس الزباله انعكاس لحالة الرخاء التي نعيش، إذن علينا أن نحمد الله ووكالة الغوث على نعمة الجرذان التي تجسد الوجه الحقيقي لتخمتنا.

لذلك اسحب ما سبق من كلام في حق وكالة الغوث والبلديات التي تقدمت خطوات عني في تحليل الظاهره وهذا يقودني لشعار لا بأس أن يكون لكل مواطن جرذ وكل حسب رخاءه الاقتصادي، لأنه وكما اتفقنا الجرذان الوجه الأخر للرخاء.

يقال أن عمر الجيل 33 عاماً، هذا يعني أنني وكثيرُ منكم يحسب على جيل النكبه، لكننا بالتأكيد لم نشهد عام القمل والثلجة الكبيرة والخيمة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أننا عايشنا الحمام الجماعي سيء الصيت، وعدم معايشتنا عام القمل لا يعني أننا لم نسمع القصص التي رويت حوله، والحال كما اليوم نتحدث عن الجرذان ليأتي أحفادنا ويقولوا ساق الله على أيام زمان كان متوسط وزن الجرذ كيلو، ولا اعرف حقيقة كم سيكون وزنه بعد جيل، وهذا بالتأكيد يعتمد على الظروف الاقتصادية.

في عام القمل أي في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وكما حدثنا من أصبحوا تحت التراب انتشر القمل بشكل ملفت، ما هو الملفت؟؟؟ الملفت أسراب القمل التي اجتاحت العالم اللاجئ لدرجة أن الواحد منهم كان يرى قوافل القمل تحتل الجسد والملابس وكل ما هو موجود في الخيمة ، وكان من العبث علاج هذه المصيبة لدرجة أن وكالة الغوث كان ترش الرؤوس والأجساد بالمبيد المخصص لذلك دون جدوى، استمر الوضع المضحك بالنسبة لنا والمبكي بالنسبة لإسلافنا لفترة حتى استقر الحال واستطاعت الأسر اللاجئة توفير تنكه أو اثنتين يومياً من الماء وبشق الأنفس من العيون الطبيعه في القرى المجاوره.

مضت السنين وأصبح عام القمل ذكرى بعد أن مات سكان الخيام، وها نحن اليوم نلملم بعض الذكريات عل ذاكرتنا المثقوبة تسعفنا بتشكيل الصورة الكاملة عبثاً، ولكن ما يثلج الصدر أن الحكايات التذمر من عام القمل كانت على خطأ، لأنهم كانوا يعيشون النعمة وهم لا يدرون، والدليل على ذلك في جعبة النساء السعوديات.

يقول الراوي: أن للقمل فوائد، وهذا يعني أن أسلافنا من اللاجئين كانوا يمتلكون ثروة تضاهي بترول الخليج، فحسب الراوي فالنساء السعوديات يشتريين بضعة قملات بخمسين ريالاً بهدف علاج فروه الرأس، فهو يقوم بتدليك فروة الرأس ويمتص الدم الفاسد ناهيك عن دوره في تكثيف الشعر، أرأيتم النعمة التي عاشها اللاجئون في بدايات النكبه، تدليك مجاني وكثافة في الشعر.

بالعودة بساعة الزمن للوراء أكثر من نصف قرن نكون قد امسكنا بجدلية العلاقة بين القمل والجرذان، ما أدراكم أننا نعيش النعمة دون أن ندري نحن الذين نعبر عن امتعاضنا من انتشار الجرذان؟؟؟ هل توقعتم وحتى في أحلامكم أن للقمل فوائد وان أسلافنا كانوا برجوازيون دون أن يدروا، أذن علينا الاتعاظ وعدم التباكي على حالنا والتوقف عن الشكوى من القرقعه التي تحتل شوارعنا، علينا التسلح ببعد النظر وعدم ظلم الجهات المحلية المسئولة.

لكن لا تنسوا حقيقة أن المسافة الزمنية التي تفصل زمن القمل عن الفئران وطن ضائع، زمن يجسد لنا مفاهيم بؤس الثقافه وثقاقة البؤس التي تحدث عنها ماركس بإسهاب، زمن يحذرنا من انقراض القطط لصالح الجرذان التي احتلت شوارعنا وهي في طريقها لبيوتنا، انه الزمن الذي سنصبح فيه وجبة دسمة للجرذان، الم اقل لكم أن للجرذان فوائد؟؟؟ انه الموت الرحيم.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعوديه بقره جف حليبها
- انهض يا ناهض
- جوز امي عمي
- مقال افتراضي: ثقافة المرياع
- كبر الولد
- حصان على رقعة الشطرنج
- اتفاقية أوسلو: 23 عاماً من التيه
- عيد سعيد: ذبيح ينحر ذبيح
- مات صلاح
- سيلتك الاسكتلندي وفتيان العكازات
- قافلتكم تسير ونحن نعوي
- الحجه نعمه والانتخابات
- قال لي : العصيان هو الحل
- احذروا: الفاشيون قادمون
- كيف قاطعنا الدخان الإسرائيلي
- لا أخافك يا الله
- انتخابات العصا والجزرة
- إضراب الكايد : معسكر الأعداء والأصدقاء
- فتى العكازه
- الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - عام القمل