فاطمة البرجي
الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 18:13
المحور:
الادب والفن
أين الصباح, فأنا اليوم لم أجده.. ولم أجد سبباً مقنعاً كي أستيقظ ..فعدت ثانية الى النوم..
حياة المنامات أجمل.. وتناسب مزاجي أكثر..
في المنام كثير من الألوان والأضواء .. لا أحد يعرفني ولا أعرف أحداً..
كل شوارع المنامات مقفرة.. وأنا أعشق تلك الشوارع..
أحب مصابيح الإنارة وهي تسير على ساق واحدة لتدلني الى الطريق......
أحب القطارات التي تسير على سكك من الماء, وتتوقف في محطات بعيدة تحت الماء.. تختار ركابها من بين الأطياف, وتترك الحقائب منسية على رصيف المحطة..
هذه هي المنامات التي أحبها.. بأطياف تركب القطارات ولا تعرفني.. ومع ذلك تبتسم لي بحنو, وتحمل معي الحقائب..
حقائبي الملأى بالماء وهموم الطريق..
لا أحد في المنام يهتم بما أفعل أو لا أفعل.. لا أحد في المنام يأكل ويشرب ويذهب معي الى العمل.. لا أحد يذكرني بمواعيد الباصات .. لا أحد يفتح رسائلي في المنام أو يذكرني بموعد تسديد الفواتير..
فواتير الهاتف والبيت والكهرباء والتلفزيون وجرف الثلج وتنظيف الدرج وصناديق البريد....
في المنام كل شيء مجاني .. والإبتسامات خافتة على خلفية خضراء..
ما من سنوات في المنام.. فقط حفرة ضيقة يدخل العمر فيها ويختفي
يمكنك أن ترى وأنت نائم, الدخان المتصاعد من مواقد الأرض وأن ترى الحطابين وهم يدخنون سجائرهم الرطبة قرب البحيرة..
في المنام أضواء والوان وحطابون وطيور وبحيرة وفراشات تحوم حول الدخان المتصاعد من مواقد الأرض..
في المنام أنت طيب جداً معي ولا تسبب لي أي حزن أو ألم.. أو فرح!!
فقط تقف هناك مع بقية الأطياف.. وتبتسم لي مثلما يفعل الجميع..
ابتسامة خافتة على خلفية كون هلامي أخضر..
#فاطمة_البرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟