أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار














المزيد.....


فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 02:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الجميل أن يحلب الفرد الحياة بكل معانيها، والأجمل أن يلقي بها على يد الأمواج لتركب كل يقين واضح الإنتساب إليه، في حين هي لا تعترف باليقين، وإنما تضع الأمور ضمن خصائص كثيرة يكون لكلّ منها قضيتها الخاصة جدا، وبهذا المجهود يصبح أمام الرسالة المعرفية قضايا كثيرة، وبالأحرى هي قضية واحدة في أوجه عديدة، فيجول الزمن بمقتضياته العلمية الغريبة، وتعود الحكاية إلى البداية من جديد، لترفع كلّ علامات الأقدار إلى قمّة عطايا المواهب وأعذار المكاسب.
يموت الزمن أحيانا، ويصبح سرابا يحدّق فيه الفرد الإنساني لوحده، بينما القضية الكبرى، هي تلك التي تجعل القرية الفكرية أقرب بكثير من تفكير الفرد انطلاقا من فهمه الخاص، ونمطيته الخاصة، وحتى مشاكله وهمومه الخاصة أيضا، وهذه اللغة بالذات، هي التي تصنع ذاك الفرق الواضح بين الحياة وحياتها، حيث يلغي القدر المسافات، وتستفيق المعلومات على وقع القضايا الخاصة بها، لتلقينها من جديد لغة لا تفقهها لوحدها.
أن يعتذر المرء عن خطأ اقترفه فتلك لحظة تضاهي وقوفه أمام اليقين، وبهذا التصرّف يثبت الشخص بأنّه قادر على الفصل بين الجدّ والهزل، فهي قضية نحسب لها حسابها، عندما نتعرّف على التقريب الخاص بها، حيث يبلغ الفعل العقلي مسافات لا محدودة، تتخذ من مسالك الفرص المعرفية الكثيرة مستهلكات لا مهلكات.
من هنا يستكين التقدير المعرفي، من هنا يتنبّه العقل إلى وجود كثافة معنوية تقضي بأن يسلك الفرد منابعه لتخطّي ما يعنيه الاعتذار من وجوب أمام حجم الخطأ، فلطالما كان الفعل المعرفي أقرب إلى الوجود الإنساني، لكنّه قد يعزوا فقدان الإنسان لإنسانيته قدرا كبيرا من حمولة الأخطاء، تلك التي لا يمكن للإنسان أن يتخذها هُزارا.
أقدم المعارف خرجت من اليقين، وكانت الأعذارتلفّه بشكل مهين، وما وجد معاكسا له عوقب أشدّ العقاب، النفس الإنسانية تخشى العقاب وتجزع منه، لكنّ القدرة المعرفية على الأداء التفكيري يصبح إلزاميا إن ما أراد الفرد الإنساني أن يكتسب عادة وفضيلة الإعتذار بدل احتراف صنعة إنتاج الأعذار.
ليس مستحيلا أن يصبح الفرد الإنساني لغة حيّة، ولن يكون أكثر من جدير بالثقة حين يحمل الإنسان مكانته المعرفية ويسير بها كمن يحمل القربان، لكنّ جور الزمن والفؤاد يجعله لأكثر من مرّة، يستقي عذابه من أخطائه، يستهين بكلّ معارفه، ويهوي بمطرقة معنوياته على أمانيه وطموحاته، لأنّها حتما ستكلّفه غاليا.
من يصنع بما لديه الوعاء المعرفي الخاص به، هو إنسان يقيم مسؤولياته على مبادئه، وهي بالتقريب قيَمٌ يستحيل أن تجعله في موضع يجادل "الإعتذار"، إنها صيغة توافقية بين الروح الإنسانية وما يلاقيه الفرد من ضغط، مفاوضات سريّة تسعى البشرية إلى إقامتها بطلقات الحديد، لتجعل من العالم الذي يلينا عالما يكاد ينفض غبار إنتمائه لنا!
يستحيل أن يكون الفرد الإنساني مغاليا إلى درجة التطرّف طول حياته، هناك فترات تجعل منه يعيد الذاكرة، ويسترجع الكثير من اللحظات، عندها فقط يقرر: الإعتذار أو صناعة عذر؟
الروح التي تحلّق في الفضاء ليست مثالية أبدا، لكن ما يوجد بها من عطب هو ما يشكّل منها قاعدة تستهين بها، وقد تكسر عزيمتها بين الحين والحين، ليس مهمّا أن يتطرّق البشري إلى "فقدان كرامته أو جزء منها"، لكنّ التقرير العام للذات البشرية يجعل من القرار الإنساني مصبا لمعنويات كثيرة، يستهويها الفرد، ويحمل عليها أنّها الأقرب للوصول إلى درجة تقترب من كماله، إنها ليست علامة قوّة ولا هي بالضعف، لكنها تولد في الداخل ليستهلكها الداخل بدايةً.

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله
- مؤتمر التخلّف بعد قرون من التعرّف
- دعاء الفحم
- ومع ذلك هناك ألم
- المسابقات الاكاديمية الجزائرية: حتى أنت يا بروتوس!؟
- ماذا لو صار غاليلي رئيسا للجزائر؟
- جوزفين (Joséphine): بإمكاني ان أوجد في الغرفة وخارجها في الو ...


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار