أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة














المزيد.....


زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة


عبد المجيد طعام

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


طمأنت الطبيبة الزوجة بعد أن تفحصت التحاليل بكل دقة ،لكنها لاحظت قلقا جاثما على عيني رحمة فقالت لها بنبرة يقينية هادئة :" لا تقلقي سيدتي..التحاليل تؤكد أن زوجك… عفوا ذكريني باسمه.." ردت الزوجة على الفور :" أيوب..أيوب..يا سيدتي.."

" جميل..اسم يوحي بالصبر.. كنت أقـــــول..آه تذكرت …كل المؤشرات تؤكد أن زوجك…سي أيوب سيلد بشكل طبيعي..يعني ..أننا لن نجري له عملية قيصرية..فقط يجب أن يتحلى بقسط قليل من صبر أيوب…أقصد النبي أيوب.."

لم تتمكن رحمة من طرد كل سحب القلق التي استبدت بجسدها… لكنها تشجعت شجاعة النساء و قررت أن ترافق أيوب إلى غرفة الولادة…هناك ابتسمت في وجهه و وضعت قبلة دافئة على شفتيه وقالت له :" لا تقلق يا حبيبي … يكفيك شيء من الصبر…الطبيبة طمأنتني… لن أفارقك ..سأبقى بجانبك إلى أن تلد.."

أحكم قبضته على يدها و لم تحاول سحبها رغم إحساسها بالألم بل استمرت تمطره بابتساماتها المشجعة.. ما هي إلا دقائق معدودات حتى أحس أيوب بالجسد الصغير يندفع نحو الأسفل معلنا عن أوان خروج الرأس..تعالت الأصوات المحفزة و المشجعة داخل غرفة الولادة بينما اختلط في فم رحمة الضحك بالبكاء و تراوح جسدها بين الفرح و الخوف ..

رغم الألم الشديد الذي كان يتدفق شلالا من كل أحشائه حرص أيوب على أن يتحكم في نبرة صراخه قدر المستطاع و كان يستمد المزيد من القوة بإحكام قبضته أكثر فأكثر على يد رحمة…كان ينظر إليها نظرات امتزج فيها الحب و التوسل لتبقى بجانبه حتى يخرج مولودهما الأول إلى الحياة….

بعد ساعة قاسية …فقد أثناءها الوعي لمرات عديدة ، استيقظ أيوب فجأة من غيبوبته و عيناه تتقاطران ذعرا …تلمس بيديه المرتعشتين صدره فلم يجد ثدييه الكبيرين الذين كانت زوجته تتلذذ كثيرا حينما تشدهما بعنف…ثم تلمس بطنه فوجده فارغا..عاديا..طبيعيا ،تساءل في صمت:" أين هو الجنين ؟؟" و استطرد :"لا شك أنني وضعت عندما فقدت الوعي من شدة الألم…"

حدق في وجه زوجته النائمة بجانبه أيقظها و سألها بحدة :"هل وضعت ذكرا أم أنثى؟؟..و أين هو المولود؟؟.." نظرت إليه رحمة باستغراب مبهم وقالت له:" بسم الله الرحمن الرحيم..ما بك يا حبيبي…عن أي مولود تتكلم؟؟..أنا لا زلت في شهري السادس…نم يا حبيبي ..أنا جد متعبة …أشغال البيت كثيرة لا تنتهي إضافة إلى هذا الحمل..أنا فعلا منهكة…نم يا حبيبي..غدا لديك عمل.."

تفحص أيوب جسد رحمة و كأنه يتعرف على تضاريسه لأول مرة و قبل أن تغمض عينيها الذابلتين قال مخاطبا نفسه:"ما أصعب أن يكون الإنسان امرأة….الحمد لله على نعمة الذكورة… " أحكم أيوب قبضته على عضوه التناسلي و أغمض عينيه في إغفاءة حذرة….

انتهت

27/09 /2016



#عبد_المجيد_طعام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفلة العاهرة / قصة قصيرة جدا
- حبيبي أصبح سمكة / قصة قصيرة
- قصة قصيرة / أنا أرفض...
- قصة قصيرة / بُعَيْدَ آذان الفجر بدقائق...
- قصة قصيرة جدا / شجرة حب غير عادية
- قصة قصيرة / حزام ناسف و ثلاثة أقراص فياغرا
- قصة قصيرة / الحاج لزرق و السياسي المحنك
- قصة قصيرة / الوزير و الحلم
- قصة قصيرة/ صلاة مع الجماعة
- قصة قصيرة / أنا بحاجة إلى هواء نقي
- أريدك في الأرض ...قبل السماء....
- هو أم هي .. ؟؟؟
- فتوى امرأة / خمس قصص قصيرة جدا
- القرار و مزبلة النسيان…
- قصة قصيرة / دمغة أهل الجنة
- قصة قصيرة / الناعس سيدي الغالي
- قصة قصيرة / الخيانة


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد طعام - زوجي حامل .. ! ! / قصة قصيرة