محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 23:18
المحور:
الادب والفن
قالت إنها اشتاقت إلى النوم في البلدة القديمة. اقترحت عليّ أن نذهب إلى بيت أهلها. اقترحتُ عليها أن نذهب إلى زمن المماليك ونقضي ليلة هناك. فوجئت باقتراحي. أخرجت فستان نومها الأبيض الموشّى بورود حمراء، وغياراً داخلياً وأدوات زينة وعطوراً، وأنا أخرجت بيجامتي ذات اللون الرصاصيّ وكلّ ما يلزمني من أشياء. حملنا حقيبة فيها ملابسنا وبعض الكتب، وكنّا كما لو أنّنا مسافران.
دخلنا باب العمود، وكان الحرّاس المماليك على وشك أن يغلقوا الباب. مشينا وكان الوقت مساء. هبطنا الطريق النازلة نحو المسجد الأقصى. كان بعض التجّار ما زالوا في حوانيتهم، وعند واجهات الحوانيت تشتعل الفوانيس. بدت رباب مأخوذة بالمدينة التي لم تذهب إلى النوم حتى الآن. وصلنا مدخل سوق القطّانين. المدخل واسع مزين بزخارف ومقرنصات، وبحجارة متعدّدة الألوان. انعطفنا يساراً ودخلنا السوق المسقوفة.
مشينا في السوق مسافة قصيرة. انعطفنا نحو اليمين ودخلنا خان تنكز، كان في الساحة عدد غير قليل من الرجال والنساء الذين وفدوا إلى المدينة من أمصار بعيدة، وقصدوا الخان للنوم فيه.
توجّهنا إلى المسؤول عن الخان وطلبنا غرفة لليلة واحدة. سلّمنا المسؤول مفتاح الغرفة ودلّنا عليها وتمنى لنا نوماً مريحاً.
لم ننم إلا بعد منتصف الليل بساعة، نمنا نوماً مريحاً بالفعل. وكان علينا في الصباح أن نقطع سبعمائة عام للوصول إلى بيتنا خارج السور.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟