|
تعالوا نتبادل معدات الود
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 03:49
المحور:
الادب والفن
الآن أصبح العرض الدموي أخاذ والحرب قائمة وعلى أشدها والكل مشارك بجريمة السفك والتنكيل والمتفرجين من شبابيك الأزمة يلوحون للمنتصرين المزعومين عن تطورات واشتداد معارك الهلاك دون أحصاء للضحايا الذين سقطوا ومن كلا الجانبين - وأصبحنا نقوم بتسويق كل ظروف البشاعة والحقارة وعن جدارة كأولاد حرام - ونزداد حدة كأوغاد أفاقين لنصبح فجأة كمضرب مثل في الخسة والدناءة والانحطاط الأخلاقي - ونتحلى بالضمير الغائب بالخلد الخائن وبنضوب الحمية في رؤوس جوفاء سقطت عنها الكوفية تحت أرجل تخبطنا في وحـــــــل العار الأهلي - ونتبادل معدات الود بيننا وبين بعضنا ...البعض ... في التربص الماكر ببندقية قنص و عن بعد * ونحتفظ بالرد .. برشق رصاصات طائشة لا على التعيين وعلى حين غفلة على المارة الحياديين دونما أدنى شعور بالذنب - ونتبارى في تسطير بطولات القتل والفتك والتنكيل وبالمزيد من سقوط ضحايا أبرياء لا على التعيين وفي غير أماكن النزاع - وننشر ضحايانا في كل مكان كحوادث مؤسفة على جوانب طريق الانحراف الأخلاقي - ونتوارى خلف أسقف وجدران وأبنية عالية منهارة في حملات من الدمار الشامل كأنقاض همدت تلقائياً وحطت فوق كاهل كل السكان الآمنين * و نز رع الشوق .. ك في دروبنا الآمنة بسيارات مفخخة أو بعبوات ناسفة أو بالرشق بكافة أنواع القذائف التنكيلية - ونتشارك بنشر غسيل أدمغتنا الوسخة فوق مكبات الأسف الشديد ونشلح ألبسة شمائلنا فوق مزابل المذابح الجماعية ونتعرى أمام الرأي العام كمتحللين من كل القيم والآخلاق الحميدة - بعدما أصبح كل واحد وعلى حدة يؤجج الصراع ويدفن رأسه بالتراب كأعمى تراث - ونسارع بالتفنن بالقتل العبثي وبالسفك غيلة لنجهز على الآخر من أهل الذمة * و نلوح لبعضنا و عن بعد بغارات مستعجلة تمطر مدننا الآمنة بالمزيد من القصف المتواصل * و نتفنن بالمعاملة بالمثل وذلك بإلقاء الكثير من براميل الموت فوق رؤوس سكان أبرياء زيادة بتمتين عرى المحبة * و نرسل رسائل عاجلة على متن صواريخ عابرة للقارات تنهب الأرض بانفجارات عارمة لا تبقي ولا تذر لحمة مودة * و تتفجر مآقينا بالدموع تحت الأنقاض وفي توازع المصاب الجلل كنتف حيوية مفككة الأوصال ممزقة الأواصر تنتمي إلى كل واحد منا مثل يد مبتورة منه وجنان متوقف منا مع نظرة مفقوءة من طرف ساقط * وتنتزع أرواحنا ومن قبضة أبط ضلوعنا كزفرة أخيرة - و تتمزق تتفتت مهجنا مزقاً شتى لفلذات أكباد كل أمهاتنا يعود نسبها للجميع مع مصاب جلل لا يستثني أحداً منا * ونحن ندفن أعز أحبابنا في أضرحة محط أنظارنا - ونشيع أقرب جيراننا في مواكب عزاء من الإجهاش بالبكاء الوطني على ضحايا سواء تنتمي لجميع السكان * ونحمل على أعتاقنا جثامين أوفى خلاننا مع أسرهم دفعة واحدة إلى مثواهم الأخير * ونسير زلفى و في مواكب تشييع جنازات جماعية متواصلة لشعب منكوب قضى نحبه في البحث عن مكان مناسب ليوارى ضحاياه الثرى حسب تقلب مزاج القصف ومن على منصات مدفعية ألد أعدائه * والشعب كله مطأطئ الرأس يحملق بالأرض بانتظار دق عنقه وفي سرعة منية عاجلة - ونتسابق في سقوط مريع لا مثيل له من البلاء كمضرب مثل للهلاك الدائر - وتتفجر مآقينا من الإجهاش بالبكاء الأهلي مع تنشق عبرات ممزوجة بدم شهداؤنا الأحمر القاني والتي تطلع من عيوننا كدمعة احتقان ندم * ونتشارك كحلفاء في نصب مآتم النحيب الوطني وبحميمة فتاكة ونقيم مآتم العزاء بعد كل مجزرة عاجلة و ندفن أولادنا وأحبابنا في أضرحة محط أنظارنا المنحرفة * و نعبر الأفاق وبسرعة قصف متواصلة بمدفعية الميدان فوق رؤوس سكان باتوا آمنين - ونمزق بعضنا بعضاً ونتبارى في تفاعلية تصاعدية من شدة الحنين القاتل على صرع الضد وبالإجهاز على الآخر وبقتل الشريك وبحل دم أي عابر سبيل * ونهوي فوق سكينة بعضنا بسرعة قذيفة مباغتة * و نحني رؤوسنا خلف السواتر والاستحكامات خوفاً من التراشق البعيد بالرشاشات المتوسطة و بالضمير الخائن * و نجتاز صعوبة المسالك ووعورة أماكن الاشتباك في قفزة خطوة تلو الخطوة فوق أكوام من الخرائب و إلى جوار كل حائط زيادة بالحرص على سلامة تبدل أطوار تلا ..را .. حمنا * ونتوارى من خلف ضيق صدر غدر ..الصديق اللدود وسلبية العدو المخادع * و نحث السير في الوطن على طرق ممهدة من التدمير الشامل * حتى عابرو السبيل تجنبوا المرور الخافض . .المطأطئ الراس خوفاً من قناص متربص وتجنباً من الرشق وبالرصاص الطائش * بعدما أصبحنا نتبارى في تقديم النجدة العاجلة بالمزيد من القصف المتواصل على نسف عرى الألفة وعلى تفتيت اللحمة الأهلية * ونقوم برقصة الد.ر.بكة العربية في احتفالات الأعراس القومية الكاذبة برشق رصاصات غادرة على المتظاهرين بعدما فضت بكارة الشرف العربي المزعوم وبعلاقات أخوية خائنة * و نسارع بتقديم النجدة السريعة في قنص رأس كل شيء يتحرك على الأرض لا على التعيين * ونتبادل المشورة على شكل قصف متواصل بمدفعية الميدان - ونرفع الصوت مدوياً براجمات الصواريخ - ونقول كلمتنا وبكل أنواع القذائف والتي تنهال علينا من كل حدب وصوب وعلى شكل خراب من الدمار الشامل * ونتبارى بارتكاب فظائع دموية مربكة بغارات استباقية و يأتينا الرد السريع القاطع على متن قذائف الهاون التشجيعية والتي تسقط فجأة فوق رؤوس محنية و على أسطح مباني ركعت ساجدة من المباغتة وعلى حين غرة من شدة الحفاوة الأخوية الصادمة وبتقصف ركب متانة الود الوطني القاتل * ويتمزق شملنا في إلقاء براميل راحة تامة على أسطح أبنية هوت فوق رؤوس قاطنيها ممهدة بالأرض * حتى أضحى التشييع سريع جداً يحدث فجأة دون دفن لأن الضحايا أشلاء ممزقة على كامل الثرى الأهلي تناثرت مع فلذات أكباد أمهات ثكلى و بفقء نظرات ملهوفة .. لأمومة تزحف بين الأنقاض بعكاز ألم و هي تتلمس قطع أجساد بيد عمياء كفيفة بحثاً عن بقاياها الحميمة المقطعة كمزق أوصال لأمومة شقت الصدر عن شهقات تحشرجات متهاوية فوق ضريح ~ ضياع الأثر لا يحوي رفاة و لا يكتم صرخة ميت * ولا نكتفي بذرف عبرات هذا التفاهم المنقطع النظير من زرع كمائن خلافات حادة بين أرجل حقدنا وبتفجير عبوات ناسفة .. على دروب ناس محايدين لتمتين عرى الألفة * لا .. لم يعد القاتل يلوذ بالفرار و .. لم يعد المجرم ينفي التهمة * الأخوة الأعداء لم يضعوا بالاعتبار هدنة ليستمر القتل و تطول المدة * أم أنه لا شيء يذكر على قاعدة فوات الأوان * وأصبحنا من البشاشة الفظيعة متحلين بالذوق الهمجي الرفيع و نجاهر بارتكاب فظائع تنكيلية يندى لها الجبين .. الحر وينكس لها الضمير الإنساني * ونعاني من عار السكوت على ظلم المجتمع الدولي المتفرج الخائن على تسفيه مبادئ العدالة و في أوسخ نخر . نتج عن أقبح انتهاك للحقوق الإنسانية * و نمعن في استفحال أساليب القذارة الاستبدادية من تجاوز الحدود بارتكاب مجازر ترويعية وبمنتهى الوحشية تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين البشرية و التي يتقزز من شناعتها أشنع الطغاة من الوحوش البشرية المفترسة * لتطأطئ لها النفوس الأبية ومن خفض جناح الشعور الأممي لسكان العراء العالمي العام في عبور مشقة طرق ملتوية لأغرب الهجرات الجماعية في التاريخ المعاصر * بعدما أضحى شعب بكاملة يعيش بمخيمات الشتات بالفلاة العالمية خارج خارطة الدول وعلى كل الحدود الدولية * وهو يجلد بسوط المعاملة السيئة الدونية و يكال له بمكيال الإذلال والاستهتار وعدم الاعتبار * ويلوح في وجهه بأكف ذل من فظاظة تكشيرة .. الترحاب الأخوي وأمام الرأي العام الدولي مع كل المتفرجين العالميين على ذبحنا العلني كمال تاجا ـــــــ 20/6/2013
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذات صباح
-
للفرج مفتاح ضائع
-
ساريةُ القِفار
-
بصيرةُ القطوفِ الدّانية
-
لص الخصوصية
-
نيران صديقة
-
التلمظ الحارق
-
صدمة المعاصرة
-
العاطفة المستدامة
-
نشر قصائد شعر
-
ابن زقااق الشمس
-
قصائد شعر
المزيد.....
-
العراق ينعى المخرج محمـد شكــري جميــل
-
لماذا قد يتطلب فيلم السيرة الذاتية لمايكل جاكسون إعادة التصو
...
-
مهرجان -سورفا- في بلغاريا: احتفالات تقليدية تجمع بين الثقافة
...
-
الأردن.. عرض فيلم -ضخم- عن الجزائر أثار ضجة كبيرة ومنعت السل
...
-
محمد شكري جميل.. أيقونة السينما العراقية يرحل تاركا إرثا خال
...
-
إخلاء سبيل المخرج المصري عمر زهران في قضية خيانة
-
صيحات استهجان ضد وزيرة الثقافة في مهرجان يوتيبوري السينمائي
...
-
جائزة الكتاب العربي تحكّم الأعمال المشاركة بدورتها الثانية
-
للكلاب فقط.. عرض سينمائي يستضيف عشرات الحيوانات على مقاعد حم
...
-
أغنية روسية تدفع البرلمان الأوروبي للتحرك!
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|