أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سليمهْ














المزيد.....


سليمهْ


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5295 - 2016 / 9 / 25 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


سليمهْ
محمد الذهبي
هناك حيث تسرق الطبيعة اوقاتنا فنحن بين المزرعة وارض الاورفلي الشاسعة، وبيوت العميرات خلف سكة الحديد، وبائعات الروبة والقيمر والحيوانات المختلفة التي تصول وتجول، للمساء لون كما للصباح لون آخر، في قمة نشوة الحب التي ارتبطت باسم عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وام كلثوم، بالاغاني التي تخترق الفؤاد ... كانت... في يوم في شهر في سنة ملحمته التي تبكيه في كل مرة، هناك حيث البيوت البسيطة والاختلاط الجميل بين الجنسين، كنا بنشوة الانفتاح والروعة ، هناك تسلم اولى رسائلها، فكانت السعادة التي لاتوصف، هرع الى البيت قرأ الرسالة عشرات المرات، ومن ثم تناول قميصين من قمصان اخيه الاكبر الذي كان يدرس في لندن ويأتي الى الثورة اشتياقا في العطلة الصيفية، كان يعبر عن حبه للثورة بقول موجز: تركت لندن وساحاتها وشوارعها وفتياتها وجئت مشتاقا الى تراب الثورة، تناول القميصين وهرع الى ماجد صديقه الخياط المشهور ليقوم بتغريمهما اليه، وعاد مسرورا فرحا، تلك الليلة لم يفارق صباح جيران بيت سليمه، وقف معه الى وقت متأخر، فبيت سليمة نهاية القطاع 55 من جهة الاورفلي، وله بابان، باب يشرف على الساحة، وباب آخر يشرف على الزقاق.
اربع فتيات جميلات وليس لهن اخ ٌ، كان لهن اخٌ مات صغيرا، كانت سليمة الثالثة ماقبل الاخيرة، الاصغر منها سلوى ، وسلوى التي كانت المرسال، ايعرف احدكم كيف يصف السواد بشكل متقن، الليل الحالك ، هو الليل شديد الظلام، وعينا سليمه كانتا حالكتا السواد، ببياض عجيب وشامة تتوسط الخد الايسر، يا الله ما اروع ذلك الجمال، الليلة ستكون سهر مع الرد على الرسالة سيستجمع كل الاغاني مع بداياته الشعرية ليصبها صبا متقنا ويضع سليمه في جيبه الايمن، كانت الرسالة الاولى كالصاعقة، وما كان منها الا ان تطلب رسالة ثانية وثالثة ورابعة، فهي تقرأ الرسائل لصديقاتها في المدرسة وتريد المزيد فهن معجبات بما يكتب حبيبها، كان يجن حين يسمع عبادي العماري وهو يغني ( سليمه)، وخصوصا عندما يصل الى اللازمة: ( اهيمن ترضين يسليْمه اهيمن، اهيمن ترضيلي اتسودن واهيمن)، عاد اخوه من سفره واول خطوة كانت الانتقال من الثورة الى الحبيبية، لكن لم يكن مانعا فالمسافة لم تزل قريبة، وهو لن يفارق مدينته مهما كان الثمن ومهما تكون الصدامات، لم يقضي يوما في الحبيبية بكامله، فبيت اخيه ايضا بقي في قطاع 55، وكان الاحتياط المناسب له.
هيأ نفسه ولبس الجينز الايطالي الاصلي الذي جلبه له اخوه ، وقام بتجفيف شعره على الهواء بالقميص الاحمر الذي يفضله، وهرع الى صباح، وقف بازاء الباب: صباح... صباح، خرج صباح، هو مستغرب من اصوات الطبل في بيت سليمه: صباح هاي شنو: اجابه صباح بتوتر واضح: ولك راح تتزوج باجر، منو صباح منو تتزوج؟ ولك سليمه راح تتزوج، كان الاورزدي يبيع المشروبات في وقتها والربع ويسكي يستطيع اي واحد اخفاءه: احتسى الربع في الساحة المطلة على ساحة كرة القدم: وعاد في اليوم الثاني، هو معتاد ان ينتظرها تخرج من مركز شباب الثورة، وينتظرها مقابل مقهى مهدي الكناني ليعودا سوية، لم تأت ذلك اليوم، تزوجت، بقي يراقب الاطلال، وكان يرتاح حين يمر من بابهم الوحيد بعد ان باع ابوها نتيجة العوز نصف القطعة المطل على الزقاق، وفي يوم لايقل ظلاما عن اليوم الذي سبقه، تربص احد الكبار في حزب البعث بالمسافة الفارغة مقابل بيت سليمه، وكان سمير الشيخلي صديقه، فاقطعها اياه وهي ما يساوي ثلاثة او اربعة بيوت، وكان لزاما على الرجل الذي يعمل حمالا ان يبيع النصف الثاني لان ارض الرفيق اغلقت له الباب الوحيد المطل على الساحة، تلاشت سليمة ولم تترك اية ذكرى، وغادرت والزمن بعد كان طريا وجميلاً.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي


المزيد.....




- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - سليمهْ