أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أملي القضماني - الحرية للمرأة كي يتحرر الرجل














المزيد.....


الحرية للمرأة كي يتحرر الرجل


أملي القضماني

الحوار المتمدن-العدد: 389 - 2003 / 2 / 6 - 03:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قضية تحرير المرأة, قضية سياسية من الدرجة الأولى, وهي مفتاح أساسي من مفاتيح أي مشروع تنموي جاد، وبالتالي الموقف من "النصف النسوي" يُحدد أفاق هذا المشروع التنموي والتطويري. إن تخلف المرأة أو بالأصح الموقف المتخلف من المرأة والرغبة بتكبيلها وتدجينها لا يؤخر النساء فحسب بل ينعكس سلباً على كافة قطاعات المجتمع وبالدرجة الأولى على الرجال أنفسهم...

أن تحرير المرأة هو بالدرجة الأولى تحرير للرجل وتحرير للمجتمع من معوقات نموه ونهضته. فالمرأة المقموعة المسلوبة الإرادة, تعني بدون شك الرجل المقموع المسلوب الإرادة، وتعني عدم إقامة المجتمع المنشود مجتمع الرفاه والسعادة, مجتمع الذوات والارادات الحرة الحالمة الواثقة.

الهدف من تحرير المرأة هو أيضاً تحرير الآخرين. حرية للمرأة من أجل أن يتحرر الرجل من قيوده فينطلق للعمل المنتج ورسم المستقبل بكل ثقة بالنفس وبذاته وبإمكانياته .

حرية للمرأة من أجل حرية الخلق والإبداع في المجتمع، من أجل إطلاق العنان لإمكانياتها المكمونة والمكبوتة لتتمكن من تحمل مسؤولياتها اتجاه شؤون بلدها ومجتمعها، ومن أجل مشاركتها الفعالة بالإنتاج الذهني والمادي مما يعني بالمحصلة الأخيرة إثراء المجتمع فكرياً واقتصادياً وروحياً،لأنها حرية للمرأة من أجل حرية الآخرين.

يُثبت العلم الذي يدرس الإنسان ومشاكله النفسية أن كل قيود مفروضة على الإنسان أو يفرضها هو على غيره، سواء كانت قيود فكرية أو نفسية, جسدية أو بيولوجية، تؤدي بالنتيجة إلى عرقلة تطوره الطبيعي وتؤخر نضوجه وتقلل من إنتاجيته وعطاءه وتؤدي إلى إلحاق الضرر بصحته....وعليه فان القيود المفروضة على النساء فكراً وروحاً وجسداً تضر أولا بصحة الرجل النفسية وبحالة التوزان الداخلي عنده، ناهيك عن ضررها على المرأة وبالتالي انعكاسها على الأطفال والمجتمع ككل . ومثلما أن المجتمعات المستعمرة والمستغلة للآخرين تضر نفسها وتشوه تركيبتها الداخلية وتخلق عاجلاً أم آجلاً من مواطنيها أناسا غير متزني الحال وعرضة للكثير من الأزمات النفسية والسيكولوجية هكذا يحدث مع من يمارس القمع والاستغلال لغيره من أبناء جنسه، فمن أجل صحة الرجل النفسية وسعادته لا بد من تحريره من استعباده للمرأة.

النساء وحدهن وبمفردهن لن ينالن الحرية والمساواة, فلا بد من أن يتضامن معهن الرجال، ولا بد من العمل أولاً على توعية الرجال بضرورة التسليم بحق المرأة بالمساواة التامة معه، وهذه هي المهمة الأولى والتي تستلزم منا جميعاً العمل على إنجازها. علينا "اقتحام" معشر الرجال والعمل على تحريرهم من المعتقدات الخاطئة والمجحفة بحق النساء.

يجب أن يستوعب الجميع أن شرف الإنسان, رجلاً وامرأة, هو الصدق في التفكير والمسلك، هو الصدق في الأحاسيس والمشاعر، والصدق في الإفصاح عنها والقول بها علنية، إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة, واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء.

إن إزالة الاضطهاد الواقع على المرأة العربية لا يمكن أن يتم إلا بإزالة أسبابه الحقيقية وهي متعلقة بدون شك بحالة التبعية والاستغلال الذي يقبع بها مجتمعنا العربي ككل.ومن هنا وجب على الحركة النسوية ومؤيديها من الرجال العمل وبشكل متوازي على الجبهتين الخارجية والداخلية.

أما خارجياً فيجب العمل على تحرير المجتمع من حالة التبعية والتخلف على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية... وأما داخلياً فعلينا المطالبة بإحقاق حقوق المرأة وحرية الرأي والتعبير وإفساح المجال للتعددية والديمقراطية. ولعل الداخلي هو مفتاح تحقيق الخارجي.

من المؤكد أن المرأة العربية لم تكن يوماً سلبية تجاه قضايا مجتمعها وامتها إلا بالقدر الذي يحاول الرجل إقصائها عنه .وعليه فهي مطالبة بأن تشاركه تحمل المسؤولية حتى وان لم يرغب هو بذلك، وبأن تشق طريقها واثقة بنفسها وبمصداقية ما تُطالب به، مقتنعة أنها بهذا انما هي تحرر نفسها وتحرر الرجل معها في آن واحد....

___________

* الكاتبة : املي القضماني ( مجدل شمس / الجولان السوري المحتل)

 



#أملي_القضماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟
- سجلي 800..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائ ...
- لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أملي القضماني - الحرية للمرأة كي يتحرر الرجل