|
لا خيار أمام قوى شعبنا الديمقراطية ؟
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 19:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا خيار امام قوى شعبنا الديمقراطية غير خيار الدولة الديمقراطية العلمانية . كنت بالأمس في زيارة لأحد الأصدقاء !... فسألني .. الى أين يسير العراق ؟ وما هو المخرج للخلاص ؟ ... وهل يمكننا في ظل هكذا نظام يمكن بناء دولة ديمقراطية ؟ أم نحن كأبليس ( عشم أبليس بالجنة ! ) ؟ كم نحتاج من الوقت ننتظر الفرج !.. لنقيم دولة المواطنة ؟ شعبنا أنتظر أكثر من عشرة سنوات ولم يحصل حتى على أبسط مقومات العيش لأستمرار الحياة في هذا البلد الذي تحكمه أحزاب الأسلام السياسي ! وهل هذا النظام في يدور في خلده ، قيام دولة ديمقراطية علمانية ؟ أو هل هو قادر على بناء دولة ؟ ... أنا في شك يقين بأن هذا النظام لا يمكنه ولا توجد في فلسفته شئ أسمه دولة مواطنة !.. ولا يمكنهم حتى بالقيام بالوفاء بشروط قيام هذه الدولة ! الحل هو ان نتكاشف !.. ونضع كل ما جرى ويجري على الطاولة !.. ونكشف بالملموس نهج النظام السياسي الحاكم !!.. المعادي للديمقراطية وللدولة المدنية .. دولة المواطنة ! لأن ثقافتهم هي ثقافة الدولة الثيوقراطية ( الدولة الدينية ! ) وهذه الدولة تريد أن تحكمنا بقيمها السلفية التي ترفض التعددية ولا تقر بحقوق المرأة ولا بالديمقراطية وتعدد الثقافات وبحرية الأختيار ! علينا أن نطرح رؤيتنا في هوية الدولة وشكلها ودستورها وفلسفتها ، وبما نعتقده نحن ، وشروط قيام هذه الدولة ودستورها والقوانين التي تحكمها ، والتي تقوم على فصل الدين عن الدولة ومنع قيام أحزاب على أساس ديني أوعنصري ، والتي هي بالضرورة ستكون دولة ديمقراطية علمانية أتحادية ، ضامنة للحريات والحقوق ، ويتم توزيع الثروة بشكل عادل على شعبنا وبشكل متساوي ودون تمييز ، ويكون الدستور والقانون هوالمظلة التي يستظل بها الناس ، ويرجعون أليه في كل شاردة وواردة ، والفصل بين السلطات الثلاثة ، وتكون المؤسسة الأمنية مستقلة وغير خاضعة للنظام السياسي وتجاذباته ومتغيراته ، كونها مؤسسة تمثل كل مكونات شعبنا ودون تمييز بين فرد وأخر ، عند التقدم للأنتساب الى هذه المؤسسة الحيوية والوطنية ، وشرط أن تتوفر للمتقدم شروط القبول التي تضعها قوانين هذه المؤسسة وحسب القوانين المُؤَسِسة لها ، وتكون مستقلة أستقلال كامل عن السياسة !.. ولا تشترك في أي نشاط سياسي ، بما في ذلك المشاركة في الأنتخابات ، فهي مهمتها المحافظة على أمن البلاد والعباد والدفاع حن الوطن في البر والبحر والجو ، وهي المسؤولة عن حماية الشعب وسلامة أبنائه وممتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم ، وهي المسؤولة عن تطبيق القانون وأستتباب النظام ، وفق ما يمنحها الدستور ذلك . وأذا لم نتمكن من تحقيق تلك الشروط في بناء الدولة الديمقراطية ، وفيما أذا تنصلت الأحزاب الحاكمة والمهيمنة على مركز القرار ( التي تهيمن على السلطة التنفيذية والتشريعية .. وتؤثر بشكل أو بأخر على أستقلالية القضاء ! ) . هم بعيدين كل البعد عن هوية دولة المواطنة !.. وبعد أن نستنفذ كل الطرق المتاحة ، للتحاور مع هذه القوى ، ونستخلص ومن خلال التراكمات التي تؤشر !.. بأن هناك بون شاسع بين برنامج قيام الدولة الديمقراطية العلمانية التي نسعى لقيامها ، وبين دولتهم الدينية التي يسعون لتكريس ثقافتها وفلسفتها ونهجها ( والتي بالواقع !!.. يسيرون بخطى حثيثة لتكريسها منذ عام 2006 م ، وخاصة في التعليم .. والثقافة ، ومصادرة حقوق المرأة وتهميشها وألغاء دورها ، وأشاعة الثقافة الدينية المعادية للديمقراطية ، وأضفاء الهوية الطائفية على المؤسسة الأمنية ومحاولة أسلمتها ، وفرض المناسبات الدينية وشعائرها على المجتمع ، وهي مخالفة دستورية فاضحة وألغاء حق الأختيار ، ناهيك عن التضييق على الفنون والأداب والمسارح والنوادي الترفيهية !!.. وهي شبه غائبة في عراق اليوم ، وكذلك النوادي الليلية التي تقدم المشروبات الكحولية ، والديسكوات والمراقص وغيرها ، وأضفاء طابع الحداد والحزن ، وأشاعة ثقافة اللطم وضرب القامة والزنجيل !.. وترى العراق في أغلب أشهر السنة تقام مثل تلك المراسيم ، فيتبرقع العراق بوشاح السواد بكل أحيائه وقراه ومدنه !.. هذه أصبحت سمة من سمات العراق !!، وأسلمة الأعلام المعادي للتحضر والتقدم والديمقراطية ، وللحقوق وللحريات العامة والخاصة ..ألخ .. وغير ذلك الكثير ) . أذا وجدت قوانا الديمقراطية كل الطرق بوجهها مغلقة ، ولا أفاق تذكر لبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ! فلا خيار غير أننا نطرح رؤيتنا للنظام السياسي القالئم ولشعبنا وقواه السياسية الأخرى وللعالم ، ونقول للجميع !.. أن قيام دولة المواطنة في ظل هذا النظام الذي تتقاطع تماما رؤيته مع رؤيتنا كقوى وطنية وديمقراطية ، ومع سعينا لبناء الدولة الديمقراطية العلمانية ! فعليه فأننا ننسحب من العملية السياسية ، ونكون قوى معارضة لنهج وفلسفة النظام القائم وللأسباب التي ذكرناها ، ولا يوجد خيارا وسطا ، ولا مجال للحلول التجميلية والترقيعية !.. ولا يمكننا أن نمنح النظام تزكيتنا بالمجان .. وعلى حساب دم ودموع وألام شعبنا ، وأستقلال بلدنا ، وسعينا لأيقاف نزيف الموت اليومي ، ومن أجل أشاعة الأمن والسلام والرخاء والتعايش بين مكوناته المختلفة . فأما دولة تحترم شعبها ، وتصون وحدته وكرامته وأستقلاله ، من خلال الدولة المنشودة ؟! أو الخروج من الدائرة المظلمة !.. دائرة الدولة الدينية التي يسعون لقيامها منذ سنوات . صادق محمد عبد الكريم الدبش 24/9/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خير خلف !.. لخير سلف .. وجبناك داتعين ؟.. ياحيدر العبادي ؟
-
بغداد .. دار السلام ..!
-
عاش اليوم الأممي للسلام العالمي .
-
كما انت .. تمر اليوم ذكراك بهدوء !
-
الأنتخابات وسيلة لبناد دولة المواطنة .
-
يوسف العاني ... تأريخ حافل بالعطاء .
-
النظم الأنتخابية وأنواعها !
-
مواجع وتنهدات الليل وأخره !
-
المرأة .. سر الوجود وأيقونة الحياة .
-
أنسان حفر تأريخه في ذاكرة الناس !
-
مشهد ... وتعليق !
-
يسألونك ماذا قدم التحالف الوطني الشيعي خلال سنوات حكمه ؟
-
الشيوعية رمز للوطنية والنزاهة وأحترام خيارات الناس .
-
رسالة مفتوحة الى الله .. ولأنبيائه !
-
ما اشبه اليوم بالبارحة وفي عام 2016 م !
-
لترتفع الاصوات للجم عمليات الخطف والقتل والارهاب !
-
نفحات مضيئة من حياة الرصافي الخالد .
-
بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك لسنة 2016 م .
-
كلام الليل يمحوه النهار !
-
منع المشروبات الكحولية !.. ضرورة وطنية ملحة ؟؟!!
المزيد.....
-
مدفيديف: مارك روته -أطلسي الهوى ومعروف بمعاداته لروسيا- وهذا
...
-
بعد محاولة الاغتيال.. الشرطة تقتل شخصا قرب مبنى انعقاد مؤتمر
...
-
لافروف يحذر.. واشنطن تدفع بأوروبا للهلاك
-
لافروف: واشنطن تدفع بأوروبا نحو الهلاك
-
لافروف يجري محادثات مع نظيره البحريني
-
مصادر في الجيش الإسرائيلي: -حماس- في وضع يزداد صعوبة والعملي
...
-
تسريب مكالمة ترامب مع المرشح المستقل كينيدي جونيور عقب محاول
...
-
ليبيا.. مصرع سيدة وإنقاذ عائلات عالقة في تاجوراء وسط تصاعد ا
...
-
الولايات المتحدة: هيئة محلفين تدين السناتور روبرت مينينديز ب
...
-
تقارير تتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران ترد
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|