أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع














المزيد.....


كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5294 - 2016 / 9 / 24 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى ان رئيس حزب العمال البريطاني الحالي جيرمي كوربن قد كان ناشطا حقوقيا بارزا قبل ان يتسنم رئاسة حزب العمال وقد انعكس اثر ذلك في خطابه ودوره السياسيين بشكل لافت للنظرفي العصر الراهن، حيث يشعر المتابع لنشاطه السياسي ان كوربن يردد في خطابه السياسي مصطلحات وعبارات بعينها مستعارة من معجم حقوق الانسان. وعلى الرغم من ان كوربن يعيش في مجتمع ديمقراطي متمدن الا اننا نراه يصر وبالحاح على تكرار مفردات العدل والمساواة والحرية وكانه يعيش في مجتمع شرق اوسطي. وقلما يخلو لقاء له او مقابلة او خطاب سياسي او منشور في مواقع التواصل الاجتماعي من وجود تلك المفردات اونظائرها.
وهذه الحالة الكوربينية تثير في النفس سؤالا: هل خطاب كوربن هذا موجه للداخل البريطاني المحلي فقط ام انه يتضمن رسالة الى الخارج ايضا كون كوربن يمثل عضوا ناشطا في منظمات حقوق الانسان العالمية؟
لاشك في وجود شريحة اجتماعية في بريطانيا غالبيتها من العمال، تعاني من الحرمان والتهميش مقارنة بالطبقتين الوسطى والارستقراطية ، لكن لا توجد مقارنة بين الاحوال المعيشية والظروف الاجتماعية لتلك الطبقة العمالية ومثيلاتها في البلدان العربية والافريقية. من هنا يصح ان يكون خطابه موجها للداخل والخارج معا. فعلى مستوى الداخل يطمح كوربن لردم الهوة بين الطبقات الاجتماعية قدر الامكان او - في اقل تقدير- رفع شأن الطبقة العاملة الى مستويات ارفع من الحالي وصولا الى المثالية في المجتمع البريطاني. ومن جهة اخرى فهو- منطلقا من منظوره الانساني - يسعى للمساهمة في نشر قيم العدل والمساواة والحرية وحقوق الانسان في دول العالم الثالث ومجتمعاتها ولاسيما البلدان العربية.
ان جيرمي كوربن وافكاره السياسية تمثل ظاهرة جديدة في الساحة السياسية البريطانية لاسيما وان كوربن ومنذ توليه رئاسة الحزب يحاول جاهدا ان يعيد ثقة الناس بمصداقية الخطاب السياسي عن طريق الانفتاح المباشر على كثير من الطبقات المهمشة مستعملا وسائل التواصل الاجتماعي بحرفية عالية فضلا عن اللقاء المباشر بتلك الشرائح مثل الطلاب والعمال والفلاحين . ومن يتابع حملته الانتخابية الداخلية للحزب يجد ان كوربن يمتلك خطابا سياسيا مقنعا لجذب الناس من حوله وتاييده وقد استطاع ان يعيد ثقة الناس بالسياسة والسياسيين واذا ما نجح كوربن في اعادة انتخابه رئيسا للحزب مرة اخرى فان الحزب برئاسته سيمتلك حظا اوفر في الوصول الى رئاسة الحكومة في انتخابات 2020.
لقد نجح كوربن وأعلن فوزه على خصمه اون سميث بحصوله على 60.80% مقابل .38% صباح هذا اليوم وبذلك يؤشر هذا الفوز بروز ظاهرة جديدة في الحياة السياسية البريطانية التي ستؤثر حتما بالسياسة الخارجية ولاسيما العلاقات بالشرق الاوسط وقد صرح كوربن بذلك قبل يومين من انتخابه في لقاء مع شريحة اجتماعية في مدينة شفيلد واكد ضرورة تغيير تلك السياسة التي تسببت بالفوضى والدمارفي الشرق الاوسط.
وهكذا يتاكد ان فوز كوربن القادم من خلفية سياسية لها علاقة كبيرة بجماعات الضغط يعكس اثر تلك الجماعات في صناعة القرار السياسي فقد استطاع كوربن تعرية النظام السياسي والاقتصادي في بريطانيا من جهة وكشف المخفي من معاناة شريحة واسعة في المجتمع البريطاني من جهة اخرى وبذلك استطاع كوربن ان يمتص الغضب المتنامي بتلك الاوساط الاجتماعية بسبب التباين الطبقي الكبير بين فئات المجتمع.
اذن هناك شعور متنام ملموس بان بريطانيا ستشهد تحولا دراماتيكيا في سياستيها الداخلية والخارجية اذا ما فاز حزب العمال برئاسة كوربن في انتخابات 2020القادمة ، وقد بدت علامات ذلك الفوز واضحة للعيان منذ ان انسحب رئيس الوزراء في حكومة المحافظين ديفيد كاميرون من الحكومة تاركا المنصب لـ تيريزا ماي .حيث ظن كثير من الناس ان ذلك الانسحاب جاء على خلفية فوز جناح المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي والذي كان يشكل ظاهر الحكاية لكن باطنها يشي بان كاميرون قد شعر بالهزيمة السياسية مبكرا تحت وطأة ضغط النقاشات والاسئلة التي كان يوجهها له جيرمي كوربن في البرلمان البريطاني والتي كانت محرجة جدا له لانها قادمة من واقع حقيقي نقله كوربن من حياة الناس اليومية مباشرة الى ميدان السياسة. وخير دليل على تاثر كاميرون بما يطرحه كوربن ان الاول بدا خاضعا لتلك الضغوط ومنفذا مطالب المعارضة مانعا القرارات التي لا يوافق عليها حزب العمال برئاسة كوربن. يضاف الى ذلك ان كاميرون كان يحاكي كوربن في انفتاحه على الشرائح الاجتماعية المهمشة مثل العمال والفلاحين والطلبة وقد زار كثيرا من المواقع التي تتواجد فيها تلك الفئات لكنه لم يفلح في جذب كثير من الناس حوله على العكس من كوربن الذي نجح في زيادة اعضاء حزبه من جهة والذي يعد اكبر حزب في اوربا الغربية من حيث العدد بعدما تجاوز النصف مليون واعادة الثقة للناس بالسياسة بعدما دب اليأس الى نفوسهم.
نخلص مما تقدم ان كوربن ومن خلفه اعضاء حزبه والمتعاطفين معه شخصيا يحققون تقدما مشهودا ومتسارعا في الساحة السياسية البريطانية ممهدين لوضع جديد سيؤثر بشكل مباشر في رسم السياسات الداخلية والخارجية البريطانية التي ستؤثر حتما بالسياسات الغربية وغيرها حول العالم بسبب الدور الفاعل لبريطانيا في تغيير السياسيات قديما وحديثا ولاسيما في الشرق الاوسط. اذن هو واقع جديد يفرض اجندته في ظل عالم تواصلت اطرافه بسبب وسائل التواصل الحديثة وتكنولوجيتها المتطورة.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
- مملكة الأعراب الراعية الاولى للإرهاب
- النظام السعودي وصورته في المجتمع الغربي
- الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!
- الفنانة حنان شوقي : لماذا المحترم يقعد في بيته ؟
- استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !
- خليفة ( نيوتن ) يطرد من ( كيمبرج )
- الاكاديمي المتحجر ديفيد كريستل !
- ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا


المزيد.....




- ردًا على ترامب.. المكسيك في طريقها لفرض رسوم جمركية انتقامية ...
- رئيسة المكسيك تحذر من عواقب وخيمة للرسوم الجمركية التي فرضته ...
- شولتس يستبعد أي تعاون مع اليمينيين المتطرفين
- تديره شركة إماراتية.. حقل غاز شمالي العراق يتعرض لهجوم دون إ ...
- كندا والمكسيك.. ردة فعل انتقامية
- عودة 300 -مرتزق روماني- من الكونغو بعد مشاركتهم في دعم الجيش ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تفجير مبان ومقتل عشرات المسلحين في الض ...
- الخارجية الأمريكية: روبيو أبلغ الرئيس البنمي بأن ترامب لا ين ...
- سيدة تلتقي بأطفالها لأول مرة منذ 6 أشهر بعد تحرير قريتها في ...
- مينسك لا ترى أي مؤشرات لنشوب عدوان عليها


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع