|
يشدنا الحزن ، يؤلمنا الجرح ، ليكن هدفنا واحد
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 23:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يشدنا الحزن ، يؤلمنا الجرح ، ليكن هدفنا واحد لا حل للأزمة السياسية في العراق المعقدة سوى الحوار والتلاقي والنقاش، سيما وأن بلدنا يمر بفترة حرجة في هذه المرحلة من الزمن وتحيطه سلسلة من البراكين التي تصيب الدول المجاورة له ولم يكن بعيداً عنها ”وهو يتعافى الان وعلى ابواب تحرير كل شبر من ارضه التي دنسته عصابات البغي والاجرام ، أن الأصل في المجتمعات مثل مجتمعنا هو التنوّع والتعدُّد والتعايُش والحوار في إطار من الوحدة ولكن الطوعية وليس القسرية. على شرط ان تمتلك مهارات وقدرات على تسيير تنوعها فى ظل احترام الخصوصيات .. التعليم .. الثقافة .. الاقتصاد.. العدالة ..الإنصاف.. التشاور ... فالتعايُش يحافظ على كينونتهم ووحدة المجتمع ويساهم في التفاعل البنّاء فيما بين المكوّنات الاجتماعية ، ديناً ومذهباً وقوميتاً، ويجنّبهم الكثير من الصراعات الخفيّة أو العلنية ، والتعايُش بهذا المعنى يمثل الاعتراف المتبادل والاحترام والجهد والمسؤولية المتبادلة بين مختلف المكوّنات والتعدُّديات في الانتقال من حال المواجهة إلى حال أرقى من حيث النوع والحضارة والسلام، ومن شأن ذلك أن يحافظ على استقرارهم من الهزات الاجتماعية والسياسية. فالمكونات التي تعزز تعدُّدياتها الثّقافيّة بسياسات رشيدة واعتراف متبادل فيما بينها ، هي أكثر استقراراً ووحدة. فهل نعي هذه الوصفة الذهبية؟ الحوارالطريق الاسلم والاسلوب الامثل والوحيد الذي يوصل الشعوب الى وضعها المستقروتزول الفوارق بين مكوناتها فتحل المشاكل من خلال الاعتراف بالاخر والتمسك بالمبادىء الصحيحة المقبولة عندها، والسير في طريق الحق والخير لايصال الانسان الى حقه ، نحن اليوم بحاجة الى هذا الطريق الحواري المعترف به عند الاطراف كافة ، لذلك على الجميع ان يسمعوا صوت العقل والالتزام بالخيارات الجيدة التي تنصف الناس في حقوقها وواجباتها، وتتصف بالخير والمحبة لا تزمت فيها ولا غلظة ولا خشونة ، بل هدوء وعقلانية ومحادثة وبحث لوضع الحلول المنهجية والسليمة والصحيحة لخدمة كل المجتع وافراده وتحقيق مصلحته وحقه في العيش الامن بكرامة وسعادة وراحة بال وهدوء واستقرار . على القادة السياسيين أن يعودوا إلى رشدهم وليوقفوا الانحدار والتخبط الذي يسود الدولة ويختاروا الصواب والحكمة ، وأن يفكروا بمصالح الناس والشعب وبمستقبل هذا البلد”. كفى انزلاقاً وارتزاقاً على حساب دمه ، فكروا قيليلاً بضيمه ومعاناته ومحنته ، إن حالة الجمود السياسى وفقدان أى رابط للتواصل مابين القوى السياسية والمجتمع وصناع القرار وغياب الاطراف الخيرة الساعية لانهاء الصراعات ، لن ينضح عنه سوى مزيد من الاضمحلال والتقهقر الى الوراء والتجاذب السلبى الذى يشغل الوطن والمجتمع ليس إلا معول للهدم وعصى في عجلة تطوير افكار التنمية فى المجالات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين، ويحد من إشباع رغباتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم فى إطار بناء دولة تقوم على العدالة وقيم المواطن . الحوار مدخل مهم لحل الازمات فالكل اليوم نعيش في ظل اياما صعبة والطروحات الشائكة الفردية التي لا تجدي نفعاً . علينا ان نتنحى عنها وتضع امام اعيننا الحلول المشتركة التي تخدم الناس وتوصلهم الى مصالحهم واهدافهم، و الاعتصام بالمبادىء القويمة لنكون خير امة اخرجت للناس تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر، فنكون امة خير ومنفعة ونبتعد عن الظلم والبغي والشر لانهاء الاعمال الشيطانية التي تؤدي الى الهلاك، وعلينا ان نتجنب طريق الشر ونتمسك بالحلول المستقيمة العادلة . الجلوس على مائدة الحوار يمنح قدرة فائقة فى مجال التفكير الجماعى الذى تشارك فيه كل الجماعات المنتمية فكريا مما يساهم فى تكاثف الأفكار التى تقود محصلتها فى النهاية إلى بلورة وعى جماعى تنتج عنه خلاصة توافقية تقدم حلولا لكل المحاور المطروحة للنقاش الجمعي الصائب والمقتدر . كما انها ضرورة وطنية لحفظ وحدة واستقرار العراق المهدد من الداخل والخارج وعلى الافرقاء السياسيين الكف عن المشاحنات والخطابات السياسية والتضليلات الاعلامية المتشنجة لانها تسهم في خلق اجواء ومناخات تزيد الامور تعقيدا، والمطلوب نزع فتيل التشكيك بالاخر والعمل معا لخدمة الوطن وحمايته واستمرار استقراره السياسي والامني . على السياسيين الابتعاد عن التصعيد في الشارع ، فالجميع جرب الشارع وما يستحضره من نزاعات ونكبات وويلات ، فالشارع ليس المكان المناسب لحل الخلافات في ظروف تكالبت عليه قوى الشر للنيل منه تحت مسميات عديدة مثل داعش والقاعدة والبعث المجرم واتضحت ابعادهم الرامية الى تمرير المنهج الاجرامي فهم بلا شك داء العصر وينبغي لنا بيان شرهم للعام والخاص. ونحن اليوم نعيش بسببهم اياما صعبة ونمر بازمات شائكة علينا ان نتنحى عنها بالوقوف معاً وتضع امام اعيننا الحلول التي تخدم الناس وتوصلهم الى مصالحهم واهدافهم، و الاعتصام بالمبادىء القويمة لنكون خير امة اخرجت للناس تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر، فنكون امة خير ومنفعة ونبتعد عن الظلم والبغي والشر لان هذه الاعمال الشيطانية هي التي تؤدي بنا الى الهلاك، وعلينا ان نتجنب طرق الشر ونتمسك بالحلول المستقيمة العادل . الحوارات شئنا أم أبينا هي التي تعبر عن جسر من جسور التواصل والتفاهم بين كل المكونات السياسية في هذا البلد، وهي التي كان بإمكانها أن تضع المخارج وتهدي السبل . وليس هناك من لايدرك أهمية الحوار باعتباره أداة انقاذ فاعلة فى مجال تقريب وجهات النظر الفكرية الناظمة لأى مجتمع من المجتمعات بكل أبعادها و تنوعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويتيح الحوار فرصا كثيرة لكبح جماح التوتر والضغط " بل يساهم وبشكل أكبر فى ترتيب الأوليات من اجل ازالة الإشكالات المتعددة المعوقة وفق ما تستدعيه الظروف " وبعيدا عن التقوقع حول الذات وتجاهل تجاذبات الواقع وما قد يفرزه ذلك من انغلاق وانعزالية، وضغط قد يتحول فى مرحلة من مراحل التراكم إلى انفجار سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى بالإمكان تفاديه بمنطق الحكمة والتعقل والقراءة الجيدة للأحداث. أننا بأمس الحاجة إلى استعادة زمام المبادرة في الحوار، ان الحوار الذي لاتشارك فيه كل الأطراف السياسية ستبقى نتائجه محدودة الفعالية والتأثير ولن يكون سوى مضعية للجهد المعنوى و المادي ، ولعل التجارب الحوارية السابقة أقوى دليل على ذلك ، فهى لم تساهم بما فيه الكفاية فى جمع أكبر قدر ممكن من الاطياف السياسية المختلفة رغم أهمية نتائجها ورغم ما ساهمت به من حلول سياسية ومن تخفيف للضغط السياسي ولكن وفقا لقواعد وشروط الحوار السليم الحريص على سلامة الامة وبالتالي نحن لا نريد حوارا من أجل الحوار فقط . وإنما المضمون الذي تشتمل عليه هذه الطروحات وقربها من الواقع ، وبالتالي علينا إذا كنا فعلا حريصين على وطننا، أن نتنازل لبعضنا البعض، وأن نتقدم خطوة إلى الأمام، وأن نتراجع قليلا إلى الوراء اذا ما كانت هناك مصالح عليا ، وهذا ليس ضعفا ولا جبنا ولا خوفا، ولكن كانت المصلحة الوطنية تقتضي ذلك، فينبغي علينا أن نتفنن في إيجاد هذه االحلول من أجل المصلحة الوطنية، ومصلحة الشعب بشكل عام لان جرحنا جرح واحد، وأن دمنا دم واحد، وأن حرفنا حرف واحد، وأن وجعنا وجع واحد، وأن وطننا الحبيب العراق هو وطن واحد” يشدنا الحزن يؤلمنا الجرح، لكن جراحنا ورود، والبراعم التي نغرسها في ثرى العراق الطاهر هي ربيع الحياة، لأن فضاءنا الحضاري أعمق وأبعد غوراً لأننا أبناء الحياة، والنور لأن العراق كان وسيبقى الحقل والشجر والماء، عبد الخالق الفلاح - كاتب واعلامي
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركيا والسياسات الكارثية التي تصر عليها
-
ايديولوجيات العنف والخداع الامريكية
-
نحن الفيليين هل من خيمة نلملم جراحنا فيها...؟
-
لا لطِبال الطبالين الجوفاء
-
فقدان القيادة الحقيقية والرؤية اللازمة
-
ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً
-
عالمٌ يجبُ ان يعاد النظرَ به
-
الانْكِفاء للسعودية انثناء على حساب الوطن
-
ظل البيت لمطيره وطارت بيه فرد
-
مظالم الفيليون ... قانون المساءلة لا تطفئ نيرانهم
-
تركيا بين اليوم والرؤية المستقبلية
-
بين الثرى والثريا الحلم تبدد
-
تقوية الوعي الاجتماعي لصالح دولة المواطنة
-
رفض الاصلاح يعني... بقاء دوامة الفساد
المزيد.....
-
بمناسبة عيد الحب.. عرض إهداء براز أحد الحيوانات لحبيبك الساب
...
-
نائب أمريكي لـCNN: خطة ترامب -فضحت نفاق العالم العربي-.. وعل
...
-
الداخلية الروسية تحدد الشروط الإلزامية لدخول الأجانب إلى روس
...
-
عضو بالكونغرس: بايدن أنفق 10 ملايين دولار على تحويل الفئران
...
-
مصادر أمنية: قوات كييف تنقل جزءا من قواتها من دونباس باتجاه
...
-
كيث كيلوغ: الصراع في أوكرانيا لن ينتهي إلا بمفاوضات بين موسك
...
-
إيلون ماسك يحذر الجيش الأمريكي
-
خبير عسكري: المقاتلات الروسية تتفوق على ميراج 2000 الفرنسية
...
-
-الإجابة بسيطة-.. مصر ترد على إسرائيل بعد تصريحات بشأن تسليح
...
-
مسؤولون بالجيش الإسرائيلي يشككون بخطة ترامب لتهجير سكان غزة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|