لماذا في غير بلدانهم ينجحون

عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لماذا في غير بلدانهم ينجحون؟
غالبا مايتم نقل أخبار عن علماء ، وعن أطباء ، وعن اقصادييتن وبمختلف الاختصاصات قد أبدعوا في دول غربية ، وفي الجامعات، فيتم تكريمهم من أعلى المستويات في تلك الدول، كالملوك والرؤساء ، والبعض منهم منح أعلى وسام لتلك الدولة، فنجد اللبناني والمصري والعراقي ومن دول المغرب العربي، قد أبدعوا في تلك الدول والأسماء كثيرة لايمكن حصرها.
نتساءل لماذا مثل هؤلاء ينجحون في الخارج ولا ينجحون في بلدانهم الأصلية التي ولدو فيها، للإجابة على هذا التساؤل ، علينا البحث على من يتبوأ المناصب الرفيعة في دولنا ، ومن يمتلك مصدر القرار، تجدهم بالأعم الأغلب متسلطيين تم وضعهم في تلك المناصب بالقوة ، ليس لديهم العلم والكفاءة ، لذلك يحاربون المبدعين، والمجتمع العربي الاستهلاكي الذي لا يقدر الزمن والعلم ، والبيروقراطية المنتشرة بشكل فضيع في الدوائر الحكومية، فلا الطالب تتوفر له الوسائل المخبرية والآلات التي تساعده على الإنتاج العلمي والتفوق العلمي، فاغلبنا درس المتوسطة والإعدادية ولم نرى في المختبر غير ميكروسكوب عاطل ، وأشياء بسيطة لم نرى الطبيعة والأحياء ولم نزور المصانع ومكائنها وكيف تعمل، مع العلم إن الدراسة في دول الغرب تعتمد على العملي وليس كما عندنا فقط نظري وفرصة واحدة هي الامتحان بحفظ المصطلحات ان فشل فهو فاشل .
نجح هؤلاء لأنه لايوجد ملايين الموظفين يعيق عملهم أو يرجعهم إلى الوراء ، بدعوى إنهم مخطئين أو خارج الضوابط، ولأنهم عاشوا في بيئة أو مناخ كله يساعد على النجاح ، الجامعات المختبرات، الأموال الكبيرة المصروفة لهذا الغرض، والجدية بالعمل، ومع الأسف وعندما يعود لبلده هذا العالم وهذه المبدعه ،بعد أن يبدع في بلد آخر يحتفي به !، وبسبب هذه الأساليب تنتشر البطالة، وتموت المواهب .
نحن في بلداننا لا نفتقر للمواهب والكفاءات والطاقات، ولكن نفتقد إلى المناخ و الأرضية الخصبة ، فينبغي من الآن توفير الوسائل لنجاح المبدعين وليس لقتل إبداعهم، خصوصا وان الدول الأخرى تحتضنهم وتمنحهم الامتيازات ، فإبداعهم في أوطانهم يعطيهم الأمل والاستمرار لخلق بيئة ومناخ للأجيال القادمة من العيش في أوطانهم والإبداع فيها، وبدل أن نعالج مرضانا في البلاد الأجنبية وبأغلى الأسعار، ولا نصنع ما نأكل ولا نصنع ما نلبس ولا نصنع ما نحمي نفسنا فيه.

#عدنان_جواد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات