ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 16:44
المحور:
الادب والفن
اصْفِــــرَارُ اليُتـم فيـك
إدريس الواغيش
مَا تبقى من فرَح
خبَّأته هُناك في قريَتي
بَينَ خُضرَة الحُقول
أجْنِحَة الدِّيَكَة الصَّائِحَة
أغْصَان شَجَر الزّيْتون
وجئتُكِ الآن حَافيَ القدَمَيْن
أتسَللُ إليك
في جُفون عَيْنيك المُتعَبَتيْن
***********
اصْفِرَارُ اليُتم فيك
يُذكِّرُني برَبيع الظل
حينَ يُجافيه جَدْوَلُ السّاقيَة
***********
أبي كانَ يَعِْرفُ أنَّ الفقرَ أنثى
مُنذُ أنْ كانَ صَبياًّ
مَع ذلكَ لم يَجْرُؤ
أن يُهدِّدَهُ يَوْماً
بالقتل أو الوَأد
***********
يُحاصرُنا الارتخاء تحت قدَمَيك
إذا النَّهار هَجير
أتذكّر خُطواتها هَمْسأ
كُلمَا رأيتُ الزُّهُورَ
أنْسَى أنَّني كنتُ أمْشى هُناك
مُقتفياً أثرَ الخَطيئة !
***********
أيُّها الأدْعِيَاء
مَن يُصَدِّقكم اليَوم
ونحنُ نَخافُ عليكُم مِنكم
وعلى فنجان قهوتنا في الصَّباح
اتركونا نعيشُ الحكايات القديمة
في الخُلوات !
***********
حينَ أزورُ قبرَ أمّي
أستعيدُ عافيتي
فيَزْدَادُ وَجهي نورًا
يقوى عودي
ثم، أقفُ وأمْشي
ويَزورُ الطبيب
يَسْتعيدُ صِحَّة مَغشُوشَة
فيَسْقط فجأة
دُون أن يَدْري!
***********
أيْنَ أهربُ الآن من وَحْدَتي
وقد نامَ الذئبُ في الليلة المُقمِرَة
حين أغرقُ في بَحْر غُرْبَتي
تُطل عليَّ الحَانَةُ من شُقة النَّافذة
تذكرُني بخَمْرَة آخر الليل
وعُلب السَّجائر الفاجرَة !
***********
مَاذا لوْ رَأيتك من لحْم ودَم
كيْ تستأنسَ عينيّ بوُجودك
أترَجَّاك
لا تترُكيني بَعيدًا عنّي
حتىّ لا أسْحَبَ مَخاوفي مِنّي
***********
مَاذا لو لم يُسْعفني الحَظ
وعَجزتُ عَن اسْتحضَارك في حُلمي
مثل أعشاب نَبَتت لتوِّها في الظلام
***********
ارْسُمي لي ضَوء الحَياة
في ليْلي
وانْصَرفي
لا تظهَري
ثم تختفي فجْأة
مثل مَخلوقات سِحْريَّة ‼
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟